عالم الأدب

الفن الإسلامي ليس فناً للدين وإنما للثقافة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ايلاف من القاهرة: السلالات الإسلامية الحاكمة الكبرى فى حوض المتوسط، جنباً إلى جنب مع تراثها الفنى والثقافى المبهر، هي أبطال كتاب "اكتشف الفن الإسلامي في حوض المتوسط" الذى صدر عن "متحف بلا حدود" والدار المصرية اللبنانية في القاهرة. ثمة تسعة وثلاثون باحثاً، وأمين متحف، وخبيراً في التراث الثقافي، من أربعة عشر بلداً في أوربا، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، قاموا بتأليف الفصول والتى تأخذ القارئ إلى البلدان الثلاثة عشر، ذوات التاريخ الإسلامي منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى نهاية السلطنة العثمانية فى 1341هـ/ 1922م.
"اكتشف الفن الإسلامى فى حوض المتوسط" عمل جماعى، كُتب لجميع أولئك الذين يرون أن التاريخ ليس أحادياً، بل هناك عدد من التواريخ يوازي، أقله، عدد الشعوب الموجودة. تقوم فكرة هذا الكتاب على الرغبة فى العمل على إيجاد فهم أدق، وبالتالى أسلم، للإسلام عبر تقديم وجهات نظر مختلفة، فى مجال تفسير التاريخ، والفن، والثقافة.
يُنشر هذا الكتاب استكمالاً لموقع متحف WWW. Disooverislamicart. Org الافتراضى وسلسلته المؤلفة من ثمانية عشر معرضاً، بعنوان: الفن الإسلامي في حوض المتوسط. ويتضمن 380 صورة ملونة ويقع فى 272 صفحة.
ويقول الناشر محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية إن "متحف بلا حدود" يقوم بإدارة برنامج نشاطات متنوعة، مستندة إلى تطوير صيغ عرض جديدة، قائمة على استخدام مواقع العرض المادية والافتراضية المتكاملة. يتمثل الهدف بخلق منبر يمكن المشاركين من بلدان مختلفة من الالتحاق بشبكة "متحف بلا حدود" على أساس المساواة والحياد، بعيداً عن التباينات السياسية والاقتصادية.
إن تقديم التاريخ، والفن، والثقافة، من وجهة النظر المحلية لكل بلد هو، إذن، الفكرة الرئيسية المميزة لبرنامج "متحف بلا حدود".
تأسس "متحف بلا حدود" الذي هو منظمة دولية غير ربحية، فى 1994 بمبادرة من إيفا شوبرت في فيينا، النمسا.
وعملت المنظمة من مقرها في مدريد، إسبانيا، بين عامى 1988، ثم انتقلت إلى بروكسل، بلجيكا، فى 2002. بالتوازي مع برنامج المتحف الافتراضى، يقوم "متحف بلا حدود" بتطوير شبكة معارض فرعية، مصممة بما يتيح فرصة تحويل الأقاليم، أو البلدان، إلى معارض هواء طلق حقيقية، حيث يتم تقديم المعروضات، وتقويمها ميدانياً، في بيئاتها الطبيعية، وسياقاتها الثقافية.
وهناك سلسلة معارض "متحف بلا حدود" الفرعية هى: الفن الإسلامى فى حوض المتوسط ففى تركيا (غرب الأناضول وتراقيا) الفن العثماني المبكر: تراث الإمارات.
وفى البرتغال "الحسناء المغربية المسحورة: الفن الإسلامي فى البرتغال"
وفى المغرب "المغرب الأندلسي: اكتشاف فى فن مفعم بالحياة" وفى تونس "أفريقية: ثلاث عشر قرناً من الفن، وهندسة العمارة فى تونس".
وفى إسبانيا (مدريد - أراجون - كاستيلالامانشا - كاستيلاي ليون - اكستريمادورا، أندلوثيا)
وفن المدجنين: الجماليات الإسلامية في الفن المسيحى وفى الأردن "الأمويون: صعود الفن الإسلامي" وفى مصر "الفن المملوكى: بهاء السلاطين وسحرهم"، والذى نشرته الدار المصرية اللبنانية فى طبعـات بلغات مختلفة. وفى السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وغزة) "الحج، والعلوم، والتصوف: الفن الإسلامي في الضفة الغربية في غزة"
وفى إيطاليا (صقلية) "الفن الصقلي - النورماندي: الثقافة الإسلامية في صقلية العصر الوسيط" قيد الإعداد وفى الجزائر "آثار الإسلام في الجزائر : فن الضوء وعمارته"
وفى سورية "الحقبة الأيوبية: الفن والعمارة في سورية العصر الوسيط"
ولمن يريد معلومات إضافية يمكن أن يعود إلى هذا الموقع
WWW.museumwnf-books.net
وقال الناشر محمد رشاد إن الكتاب يتضَّمن أبحاثاً ودراسات هى:
حوض البحر الأبيض المتوسط قبل الفتوحات الإسلامية لعائشة بن عابد (تونس)، والنبي والخلفاء الراشدون لمحمد الأسد (برلين)، وينس كروجر (برلين)، والأمويون: العاصمة الأولى دمشق، لغازي بيشه (عمان)، والزخرفة بالرسوم لينس كروجر (برلين)، ومحمد نجار (عمان)، والعباسيون: الدولة الإسلامية الأولى لنورة الكيلانى (جلاسكو)، ومنيرة شابوتو-رمادي (تونس)، واجتياح الغرب: عاصمة الأمويين في الأندلس قرطبة لمحمد مزين (فاس)، والخط: أسمى فنون المسلمين لشوله أقصوي (استانبول)، وخضر سلامة (القدس)، وصقلية الإسلامية والنورماندية لبيير باولو راتشيبوبي (روما)، واتوري سيسا (باليرمو)، والفاطميون: قرنان من التفوق أولريكه الخميس (أدنبره)، والنساء والسلطة في حوض البحر المتوسط الإسلامي لجميلة بينوس (تونس)، والغرب الإسلامي بعد الأمويين لجاسبار آراندا (مدريد)، وكمال الأخضر (الرباط)، والهندسة الإسلامية: فلسفة الفضاء لنعيمة الخطيب بوجيبار (الدار البيضاء)، والمغرب الأوسط: هزيمة المعارضة لفريدة بنويس، وبوسعد وادي (الجزائر العاصمة)، و"وجعلنا من الماء كل شئ حي": الماء في الإسلام لشيلا كاتبي (لندن)، وزينة تقي الدين (دمشق)، وفن المدجَّنين: التراث الإسلامي في البرتغال وإسبانيا المسيحيتين لجونزالو بوراس جواليس (زارجوزا)، وسانتياجو ماثياس (ميترولا)، والحقبة الأيوبية: بين الصراع والتعايش في سورية العصر الوسيط لعبد الرازق معاذ (دمشق)، وإميلي شوفلتون (لندن)، والحج في الإسلام لنظمى الجعبة (القدس)، والمماليك: حين صارت القاهرة قلب العالم الإسلامي الجديد لمحمد عباس (القاهرة)، والعلوم والموسيقى لمونيكا ريوس (برشلونة)، والعثمانيون: سلطنة دامت ستة مئة سنة لفيرينا دايير (دمشق)، وإنجي قويولو إرصوي (استانبول)، وصور عاكسة للفردوس: الزخارف النباتية في الفن الإسلامي، وتأثيرات الغرب في بلاد آل عثمان لميمت قاهيا أوجو (بروكسل)، وباولا توري (روما).
وفي تقديمها للكتاب تذكر إيفا شوبرت الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف بلا حدود أن كتاب "اكتشف الفن الإسلامي في حوض المتوسط" ليس مجرد كتاب، بل هو نتاجّ وشاهد تعاون فريد بين أشخاص عازمين على جعل "الفن" سفيراً سامياً لعدد من التجارب التاريخية المختلفة، ومؤمنين بقوة تعبير الفن، على صعيد التفاهم والاحترام المتبادلين.
وتقول إنه على امتداد نحو ثلاث سنوات، دأب 150 خبيراً، من 16 بلداً مختلفاً، متواصلين عبر تسع لغات متباينة، على العمل معاً، في سبيل إيجاد أكبر متحف في العالم: نمط جديد لمتحف افتراضي، يزاوج بين المواقع المادية والافتراضية، في متحف حقيقي بلا حدود، حيث تترابط معروضات المتاحف المختلفة، جنباً إلى جنب مع الأوابد والمواقع الأثرية في البلدان المتباينة. إن التراث الفني للحضارة الإسلامية في حوض البحر المتوسط، هو موضوع المجموعة الدائمة الأولى لهذا المتحف، وهذا الكتاب هو البيان العرضي الأول الذي ينشره موقع متحف WWW. Discoverislamicart.org الافتراضي، في سلسلة مؤلفة من 18 متحفاً افتراضياً، يدعو الزائر إلى اكتشاف الفن الإسلامي، في حوض البحر المتوسط.
وفى تقديم آخر يذكر محمد عباس، ومحمد نجار، وباري وود أن فنون المناطق الإسلامية في منطقة البحر المتوسط تقدم تنوعاً رائعاً وأصيلاً. وعندما توضع هذه الأعمال الفنية في أوساط المتاحف - أياً كان تواضعها - فإنها بطريقة ما تلعب دور السفراء الذين يمثلون ماضي الشعوب الذين تتهامس أصواتهم فى آذان زوار المتحف محدثينه عن الطريقة التى عاشوا بها، وعما أبدعوه ليضفوا الزينة على عالمهم. إلا أنه عندما تؤخذ هذه الأعمال على حدة، وحتى عند عرضها في أحد المتاحف، تتناقص قدرة كل تحفة منها على التواصل بفعل قيود معينة، من بينها عدد التحف التي يمكن عرضها في أحد المعارض، وخبرة منظمى المعرض، والمساحة المخصصة للملصقات التعريفية، وما إلى ذلك.
والآن، ومع مشروع "اكتشف الفن الإسلامي"، فقد تم الجمع ما بين مجموعة مذهلة من الأعمال الفنية الإسلامية وذلك في تشكيلة غير مسبوقة تدمجها جميعاً في متحف واحد متميز و"بلا حدود". يقدم المتحف 850 قطعة فنية من 42 متحفاً، و385 أثراً من 11 بلداً تم جمعها معاً في كيان واحد متكامل لتنوير المشاهد المهتم.
ويمكن الآن للتحف التى جمعها التاريخ وفرق بينها المكان، والتحف التى سبق أن تم إبتكارها لترتبط بأثر معين، يمكنها الآن أن تحظى بالدراسة معاً، وبإشراف الخبراء من البلدان محل الدراسة. ويتيح ذلك لتلك التحف أن تتحدث عن مبتكريها وعمن استخدموها بصوت واحد أكثر وقعاً. إن ما سنستقيه من تلك الآثار سيساعدنا على تبني منظور جديد مهم حول تاريخ وثقافة منطقة البحر المتوسط.
من المهم أن ندرك مثلاً أن أعمق أصول الفن الإسلامي تقبع في أواخر فترة الفن العتيق لمنطقة المتوسط، وأنه حتى عناصر الفن "الإسلامي" الأصيل مثل الأرابيسك تنحدر في الأساس من مرحلة متأخرة من الزينات الرومانية. ولعله من غير المتوقع أن يؤدي استيعاب هذه الحقائق إلى الكشف عن العلاقة الوثيقة بين الفن الإسلامي والفن الغربي. إلا أنه من الحقيقى أيضاً أن الفن الإسلامي لم يكن مجرد استمرار لمرحلة متأخرة من الفن الروماني، وإنما مزيج مبتكر من الأشكال المحددة، والتي تم توظيفها بطرق جديدة ولأغراض اجتماعية وفكرية جديدة. وعلى مدار القرون، فقد تطورت تلك الأشكال مع تطور الحضارات التي أبدعتها، مما تمخض عنه نطاق عريض من البراعة الفنية التى تنتزع إعجابنا فى المتاحف اليوم.
ومن المهم أيضاً التأكيد على حقيقة أن الفن "الإسلامي" ليس فناً للدين، وإنما للثقافة، لم يكن الفن الإسلامي من البداية فناً دينياً، ولا كان فناً مقصوراً على المسلمين. وإنما يشير اصطلاح "إسلامي" - في سياق الفن - ليس للإسلام، وإنما لثقافة الإسلام في فترات تاريخية معينة. وبصفته ظاهرة ثقافية، فقد تم ابتكاره وتطويره بمعرفة المسلمين وغير المسلمين، كما استفادت من نتاجه وتمتعت به مجتمعات داخل العالم الإسلامي وخارج حدوده.
وبالفعل، فعلى مدى القرون فقد أثبتت المعايير والأساليب الفنية التى تطورت في فن منطقة المتوسط الإسلامية قابليتها على الانتقال وتخطى الحدود الثقافية. ويبدو ذلك جلياً في الحماس الذي تلقى به الأوربيون في العصور الوسطى وبدايات العصر الحديث مصنوعات من جيرانهم المسلمين، سواءٌ كتحف فخمة، وكذلك كمصدر إلهام لتصميماتهم الخاصة. فعلى سبيل المثال تم تحويل أواني الصخور الكريستالية الفاطمية إلى حافظات للرفات وتم حفظها فى خزائن الكنائس، كما تم تعليق الحرير الناصري كخلفيات لأعمال النحت، فيما تم تمجيد السجاجيد العثمانية كرمز للترف في لوحات كبار الفنانين مثل "هانز هولباين". إن الحيوية التى اكتسبتها التجارة عبر أنحاء المتوسط لهي تذكرة على مدى قوة الروابط بين الجزئين الأوروبى والإسلامي من المتوسط. هي قيمة عظيمة بشكل واضح. كما أن تلك الأعمال التى تنم عن الرقي والجمال تمثل دليلاً قاطعاً على الروابط التي طالما ربطت ما بين بلدان المنطقة الثقافية الأوربية المتوسطية. وبذلك فإنها لا تكتفى بتقديم المتعة الفنية فحسب، ولكنها أيضاً تقدير بليغ لشعوب وثقافات المنطقة التي نتشارك فيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف