تزوير وتلفيق في تاريخ المنطقة العريبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: يناقش الكاتب "أحمد الدبش" بعض المسلمات ويحللها بمنهج علمي ولهجة صادمة بعض الشئ.. في محاولة منه لاثبات أن كثير مما هو سائد من تاريخ المنطقة فيه من التزوير والتلفيق الشئ الكثير وذلك في كتابه الصادر عن دار خطوات للنشر والتوزيع بعنوان "عورة نوح ولعنة كنعان وتلفيق الاصول". يقول في مقدمة
السامية
تناول الكاتب الكثير من الموضوعات في كتابه منها قضية سيدنا نوح والطوفان في المدونات العراقية القديمة، وأين كانت أرض قوم نوح؟ والجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح، وأسطورة السامية، الساميون وجزيرة العرب، أصل المصريين القدماء وغيرها من الموضوعات. وفي بحثه وتحليله لموضوع السامية يقول.. ولد هذا المصطلح من رحم المسخ التوراتي في التاريخ الحديث، وهيمن ولا يزال يهمين على أفكار أجيال من الدارسين والباحثين فشاع استعماله وخصوصاً من المختصين بالاستشراق.. وقد أسهم مفكرونا ومؤرخونا عن جهل سواء كان جهلاً حقيقياً أو مصطنعاً في إنتشار مصطلح السامية لغة وحضارة وتاريخاً وآثاراً.. وأصبح عندهم علماً لمجموعة من الشعوب المزعومة وانشاؤوا في الجامعات أقساماً للغات السامية والحضارة السامية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النقاش حول صحة هذا المصطلح، وبناء على أبحاثه التي قام بها يوضح الكاتب بانه لم يعثر في النقوش الاثرية ولا في الوثائق التاريخية على قوم يحملون إسم السامية ووضح أن العهد القديم يتحدث عن قوم ينتسبون الى سام دون أن يطلق عليهم إسم الساميين. ويطرح السؤال التالي "كيف يمكن أن يتخذ الانتساب الى قوم معياراً لتحديد الهوية التاريخية والقومية والثقافية دون أن يكون لأولئك القوم وجود بهذا الاسم وتلك المواصفات؟ ويشجع الكاتب على إعادة صياغة تاريخنا على أساس دراسات علمية دقيقة وواضحة وليس على أساس الدجل المؤسس على أساطير يرويها ما يسمى بالكتاب المقدس على حد تعبيره!
الخلاصة والنتائج
وضح الكاتب في هذا البحث العديد من القناعات التي توصل اليها ونذكر منها أنه تبين له أن كتاب سفر التكوين وكتاب ملحمة جلجامش على حد سواء قد نهلا من أصل مشترك واحد لقصة الطوفان.. وهذا يعني أن أصلا واحداً كان موجوداً قبل التدوين الاول لملحمة جلجامش الذي سبق عصر تدوين قصة الطوفان التوراتية.. فقد كانت أساطير الجزيرة العربية هي المعين الذي أخذت منه هذه القصة. كما قال أن أبحاثه قد أثبتت أن التفسيرات التي ذهبت الى وجود آثار لطوفان هائل في العراق كلها غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد بها والاقتناع بها لافتقارها الى الادلة. كما يؤكد أن الموطن الرئيسي لسيدنا نوح وقومه هو جزيرة العرب فجميع أسماء الاصنام التي عبدها قوم نوح هي معبودات عربية شاعت عبادتها في شبه الجزيرة العربية وقد أكد ذلك الكتابات التاريخية والشعر الجاهلي. أما بالنسبة لتسمية السامية هي تسمية حديثة وضعها "أوجست لودفيج شلوستر" في القرن الثامن عشر استناداً الى قائمة الانساب التي تذكرها التوراة في الاصحاح العاشر من سفر التكوين. وأن هذه التسمية لا تستند الى واقع تاريخي أو أسس علمية عنصرية صحيحة أو وجهة نظر لغوية. وأن انحدار ما يسمى بالساميين من صلب رجل هو سام مجرد اسطورة لا وجوداً تاريخياً لها. وعن جزيرة العرب بما بقي من آثارها يقول الكاتب أنها كانت محوراً حضارياً حيوياً في العالم القديم. فانطلاقاً من دراسات علمية قام بها عدد من علماء التاريخ والاثار ثبت أن الحضارة الانسانية الام نشأت في جزيرة العرب وفي جنوبها على الاخص.. وأن معظم السكان الذين استقروا في وادي النيل وعلى ضفاف الرافدين وفي بلاد الشام أي شمال الجزيرة العربية إنما هم هجرات كبرى صادرة عن شبه جزيرة العرب خرجوا منها في موجات متعددة فيما قبل التاريخ وبعده. ويوضح اقتناعه في خلاصة بحثه أن اليمن هي المهد الاول أو الوطن الاول للشعوب المسماة خطأ بالسامية ولكثرة الموجات البشرية التي خرجت من اليمن قال سايس أحد علماء الالمان "أن اليمن معمل البشرية السامية". أما بالنسبة لسكان مصر فيقول أنه من السذاجة أن ننظر اليهم على انهم منفصلون عن شعوب شرقنا القديم فذلك يضعنا أمام تاريخ شعب متعدد ومتباين ينظر اليه أنه فرعوني أولاً وقبطي ثانياً وعربي ثالثاً... وهذا غير صحيح وتزوير للحقائق التاريخية.