لغة عالمية واحدة تربط بين شعوب العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكدت أن 90 % من اللغات غير ممثلة علي الإنترنت
ورشة عمل دولية لخلق لغة عالمية واحدة تربط بين شعوب العالم
محمد الحمامصي من الاسكندرية: تحت شعار " إزالة الحواجز اللغوية والثقافية بين جميع الشعوب "جاءت فعاليات ورشة العمل الدولية الأولى عن المعالجة الآلية للغات الطبيعية: باستخدام لغة الشبكات العالمية، والتي تنظمها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الأمم المتحدة في الفترة من 4 إلي 7 مايو ، و التي يشارك فيها حشد كبير من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها من جميع أنحاء العالم. وتهدف إلي التعريف بنظام لغة الشبكات العالمية وبرنامجه، وتقديم نبذة عن إنجازات هذا المشروع الطموح للمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لتبادل وجهات النظر، وخلق مناخ مناسب لجميع مراكز هذا النظام في العالم لمتابعة مراحل التنفيذ ومناقشة العقبات وتبادل الخبرات، بالإضافة إلي مناقشة تحديات المرحلة القادمة.
وقد أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة في افتتاح فعاليات الورشة علي أهمية مشروع (لغة الشبكات العالمية) الذي بادرت إليه الأمم المتحدة وتمثل فيه مكتبة
أما السيد تارسيسيو ديلا سانتا المدير التنفيذي لمشروع الشبكة العالمية للغات الرقمية ، فقد شكر جامعه الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية ، وخص بالشكر د.إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، الذي كان بمثابة الدينامو المحرك لهذا المشروع . وقال : خلال 10 سنوات حرص علي إمدادنا بالأفكار ، كما طرح فكرة جمع كل من عمل بهذا المشروع في مكتبة الإسكندرية ليتبادلوا وجهات النظر. وقال : لقد أتتنا فكرة إنشاء موسوعة من خلال مجموعة من الوثائق والتي يمكن تطبيقها في إنشاء العديد من الموسوعات الضخمة، لذا استغل الفرصة لتعزيز التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، والتي سوف تتعاون معنا في تحقيق التواصل بين الأمم وفي إزالة الحواجز التي تسببت فيها التعبيرات اللغوية ، فالمسافة بين الشعوب تأتي من صعوبة الوصول للمعرفة التي توجد في اللغات المختلفة عن لغاتنا الأم. لذا أقول أن الكومبيوتر عليه أن يكون صديقنا، مما يتوجب عليه معرفة لغتنا، وهو ما نتحدث عنه اليوم ويرغب الكثيرون بالمشاركة فيه، وأدعو الجميع من هنا، من الإسكندرية حيث الفرصة سانحة للجميع للمشاركة في هذا المشروع الطويل الأمد .
عقب ذلك تحدث د. عبد العزيز العبد كبير متخصصي البرامج في اليونسكو ،وهو الذي قام بتأسيس شبكة الحاسبات في مكتبة الإسكندرية، والذي يقوم بالإشراف علي ذاكرة برنامج الشبكات العالمية في اليونسكو، وتكنولوجيا المعلومات الخاصة بالمكتبات، وله كتابات بلغات عديدة في هذا المجال. وقد بدأ كلمته بعرض مجموعة من الشرائح الإلكترونية والتي تكشف عن اهتمامات اليونسكو وأهم المشروعات التي تقوم عليها، قائلا : ما يهتم به اليونسكو هو نشر العديد من اللغات بدلا من لغة واحدة لتعبر عن التنوع الثقافي عبر الإنترنت، فهناك آلاف اللغات التي لا وجود لها الآن علي الانترنت . فالعالم الآن به 6 آلاف لغة معرضة لخطر الاندثار ، حيث أن هناك أكثر من 50 % من اللغات في خطر ، كما أن هناك 90 % من اللغات غير ممثلة علي الانترنت ، بالإضافة إلي أن هناك 20 % منها توحد بشكل مكتوب فقط. وتظهر الإحصائيات أن قارة أفريقيا هي القارة الوحيدة التي تشهد تنوعا لغويا وثراء في اللغات ، وأنه بحلول عام 2050 فا معظم لغات العالم سوف تنقرض وهو ما أعلنته اليونسكو علي موقعها الإلكتروني علي الإنترنت.
وخلال حديثه أكد العبد علي أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دورا مهما في العالم ، مما يؤهلها إلي أن تكون وسيلة اتصال مثالية لتشكل عالما آخر عبر الإنترنت .. وأشار إلي أن لغة الشبكات العالمية تحارب هذا الاتجاه الذي يؤيد سيطرة لغة واحدة علي آلاف اللغات، ووفقا للإحصائيات الأخيرة فان هناك 12 لغة فقط موجودة علي الانترنت من إجمالي 6 آلاف لغة.
كما أشار الي ان ورشة العمل ستركز علي مسألة ادخال اللغة الشفهية ضمن اللغات الرقمية ، وهو أمر يحتاج تنفيذه الي العديد من الخطوات مثل التعرف علي النصوص واللوقاعد الدلالية للغة وفكرة الكود الموحد، بالإضافة الي تحديد أشكال معينة من الكلمات.
وأضاف: لقد شاركت اليونسكو في حملات تشجيع الدخول علي الانترنت، وقد حددت أدوات تشجع علي التعددية اللغوية. ففي عام 2002 تم تقديم فكرة التعددية اللغوية في "مشروع معلومات للجميع "والذي يهدف إلي زيادة الدخول العالمي علي شبكة الانترنت، أما موسوعة " نظم دعم الحياة " فهي أيضا أحد النشاطات في هذا المجال ، ومن ضمن مشروعات اليونسكو هو تخصيص يوم للاحتفال باللغة الأصلية وهو يوم 21 فبراير، كما أن منظمة اليونسكو تعمل حاليا علي مشروع هام جدا وهو "تعريب الانترنت " .
أما د. مصطفي الطيب المسئول عن مشروع "نظم معلومات الحياة " باليونسكو، والذي بدأته جمعية الأمم المتحدة ، وقد أسند لليونسكو إعداد تقرير ، وقد أكد هذا التقرير علي أهمية المعرفة والتي تسبق القدرة ، أما الخبر الجيد هنا هو أن المعرفة تحتاج إلي القدرة والمواد الكافية وهو ما توفره الموسوعة التي تعد أكبر قاعدة معلومات للمعرفة والتنمية المستدامة لنظم دعم الحياة علي الأرض .وأكد أن هذا المشروع قد حقق نتائج غير مسبوقة ، سواء كانت هذه النظم طبيعية أو اقتصادية أو في أي مجال آخر. وأن هذه القاعدة من البيانات تعكس الجهد العالمي تحت رعاية اليونسكو، فعندما نتحدث عن هذه الموسوعة ، فقد يظن البعض أنها قاموس، غير أنها ليست كذلك ، فهي تتكون من مقالات وفصول كتبت من قبل خبراء عالميين، مما يعتبر في حد ذاته مجموعة من الموسوعات.
عرض د. الطيب لمحتوي الموسوعة ، والتي تضم العديد من الموضوعات مثل: علوم الأرض والعلوم الفيزيائية والبيولوجية والموضوعات الكيميائية والماء وعلوم البيئة وتطور العلوم ومصادر المؤسسات ونظم تكنولوجيا المعلومات وملخصات تشمل جميع المجالات، كما تضم تحليلا للظواهر الطبيعية وغيرها.
وأشار إلي أن هذه الموسوعة تعد مكتبة ديناميكية تحتوي علي 200 مجلد مطبوع مكون من ألف صفحة، هذه الموسوعة تحاول تجنب سيطرة مدرسة وحيدة علي الفكر ، لذا فقد تمت دعوة أكثر من 60 ألف دارس من أكثر من مائة دولة وقد أسهموا بكتاباتهم في هذه الموسوعة سواء بمقالات أو بأبحاث وقد تمت مراجعتها بمعرفة أكثر من 300 خبير . وقد قسمت الموسوعة الي 3 مستويات وهي : موضوعات عامة ، ثم مشروعات مقدمة ، ثم مقالات. هذه الموضوعات الثلاثة موجودة بشكل هرمي، وهي مرتبطة بحوالي 235 فكرة أو موضوع ولكن لم يتم الانتهاء منها فعليا. ويضم الموقع حاليا 200 موضوع ويتم تحديثه يوميا .
وقد أوضح د. الطيب أن هناك أكثر من 7026 خبير يكتب في هذه الموسوعة، إلا أن العلماء الأمريكيون يسيطرون علي الموسوعة ويبلغ عددهم 1292 يليهم العلماء الروس، ومن مصر يشارك 17 عالما، وهذا يوضح أننا نحاول جمع كل معارف العالم وليس المدارس العلمية في الدول المتقدمة فقط .
كما أشار إلي الجهود التي قدمت لمشروع لغة الشبكات العالمية، وقد أوضح ضرورة محاربة اللغة العالمية الواحدة وسيطرتها وهذا هو الهدف الرئيسي لليونسكو أن تتبع قاعدة المعلومات العامة التي ستتاح علي هيئة كتاب الكتروني لكي يستطيع التعامل معها وقراءتها والحصول عليها، وهي تضم حوالي 830 كتاب ، وقد بدأنا هذا العام في وضعها علي الانترنت.
وقد أعلن د. الطيب عن أن الموسوعة سوف تتيح الدخول المجاني علي موقعها الالكتروني للجامعات والمؤسسات والمكتبات ، كما ستتاح لمكتبة الإسكندرية إمكانية الدخول المجاني لها.
وعرض د. الطيب أيضا نبذة تاريخية عن الموسوعة ، والتي تعد أكبر مشروع معرفي في اليونسكو وقد نشأ هذا المشروع في الأمم المتحدة عام 93 و94 ، ثم عقدت العديد من اللقاءات وورش العمل والاجتماعات في عدة مدن منها واشنطن وطوكيو وفرنسا والمكسيك ، وبعد هذه المناقشات بدأ العمل الفعلي . وبدأت الموسوعة كجسر للتغلب علي الحواجز اللغوية وهي تهدف لتقديم مجموعة راسخة من المعلومات الانسانية ، ومن وجهة نظر البعض فانها تعتبر شئ يفوق الخيال حيث توجد بها طرق ووسائل هائلة للوصول الي وسيلة للتفاهم بين الشعوب .
وقد اختتم الدكتور اسماعيل سراج الدين الجلسة الافتتاحية بكلمة أشار فيها الي أنه في عام 2003 تقابل مجموعة من الخبراء للمساهمة في مشروع الترجمة الآلية ، ومعالجة اللغة الطبيعية ، والآن وبعد ألف يوم نتحدث عن ما وصلنا اليه . وقال : هذا الحلم يكاد يتحقق ، وهو أن تنتج عن الترجمة الآلية ترجمة ذات معني ، وهو حلم يستحق أن نسعي وراؤه ، لدينا الكثير من الثقافات واللغات التي تختلف وحلمنا أن نجعلها وسيلة لحوار الحضارات . أحلم باليوم الذي تساهم فيه الآلات في الحصول علي المعرفة التراكمية عبر العالم ، فهذه الإمكانية قد تتيح جمع حضارات العالم اجمع ، وللأسف هذا اليوم ليس بالقريب ، فاليوم تتحول اللغة لأداة خطيرة يستخدمها البعض لأغراض خاصة وفردية .
وقد أكد د. سراج الدين أن كل لغة إذا تم دمجها مع لغات أخري فإنها تغنيها، مما يعمم الإفادة منها، ونحن في مكتبة الإسكندرية قمنا بجمع الوثائق والتقارير العربية وقمنا بتحويلها إلي رقمية، فاليوم نحتفل بما حققناه، ونعرض ما واجهنا من مشكلات في هذا المجال ما يتيح تحديد العوائق والتخلص منها الواحدة تلو الأخرى.
وأوضح أن أول هذه العوائق هو غموض اللغة ، فاللغة هدفها التواصل، وهو ما لا يتحقق دون الترجمة والتي تهدف الي توصيل المعني بشكل دقيق ، فاللغة هي الوسيلة الأولي للتواصل بين الناس، لكن يكتنفها الغموض والتعقيدات . فاللغة المنطوقة تعطي العديد من المعاني لنفس الكلمة مثلا ، فعندما أتحدث عن الطائرات التي تطير بصورة خطرة فأنها قد تفهم بطرق كثيرة ، لهذا تأتي أهمية اللغة في توضيح الغموض وإزالة الالتباس . فالغموض والالتباس موجود في كل اللغات . فمثلا بعض اللغات تستخدم السخرية والتهكم مما يغير من المعني المقصود ، وهنا ينبغي أن تكون الترجمة دقيقة جدا ، وهذا من ضمن التحديات التي تواجه القائمين علي الترجمة الآلية .
فترجمة جمل معينة تضم محتوي ثقافي أمر صعب جدا ، وهو ما يجعل هناك هوة واسعة بين القدرة الإنسانية والقدرة الآلية علي الترجمة.
كما أن هناك ألفاظ خاصة جدا ليس من السهل العثور علي مقابل لها. فهناك كلمات تستخدم للتعبير عن معاني مختلفة ، مما يقودنا للتفكير في المشاكل التي تواجهنا وهي الالتباس اللغوي وقدرة الآلة علي إزالة هذا الالتباس .فالترجمة تتطلب اختيار كلمة واحدة وهو يتوقف علي مهارة المترجم . ومن بين التحديات القائمة في هذا المجال : أن لكل لغة قواعدها الخاصة ، فالاختلاف كبير بين كرق كتابة اللغة الانجليزية فقد يختلف هجاء الكلمات عن قاموس اللغة العربية . والسؤال الآن هو : كيف يمكن القضاء علي كل هذه التحديات في مشروع اللغات الآلية؟ وكيف يمكن لهذه التقنيات أن تساعدنا علي فهم لغة بمعزل عن السياق الذي نشأت فيه ؟
ومن أكبر التحديات في هذا المجال هي مشكلة الدقة والسرعة ، فالهدف ليس سهلا . اللغة تعد أسهل شئ للإنسان لكنها أصعب شئ للكمبيوتر . الكومبيوتر يستطيع أن يقدم الكثير في هذا المجال من تحليل اللغة وتوليد اللغة ، لكنننا هنا نتحدث علي مستوي الجملة وتحليل النصوص الروائية،ونأمل في الوصول الي تقنيات تزيل الالتباس اللغوي والتلخيص والترجمة وهي ما يحتاج الي تكنولوجيات عديدة وأشكال واضحة لتحديد النص . هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها ، ولكن أن يتم تطبيق ذلك علي اللغات الحالية والماضية والقديمة فان ذلك أمرا صعبا .
وأضاف د.سراج الدين : إنها مبادرة عالمية نأمل من خلالها الوصول إلي كل المعلومات علي الانترنت ، وهذا يعتمد علي توافر تطبيقات متطورة لتكنولوجيا المعلومات مما يتيح استخدام الموارد الانترنت. وتفخر مكتبة الإسكندرية بوجود نسخة من أرشيف الانترنت . فقد وقَعَت مكتبة الإسكندرية إتفاقية شراكة مع أرشيف الإنترنت الدولي. بناءً على هذه الشراكة قام بروستر كال بإهداء مكتبة الإسكندرية نسخة كاملة من أرشيف الإنترنت، فضلاً عن المعدات الخاصة بهذا الأرشيف وغيرها من الأجهزة التقنية اللازمة في هذا الشأن.
سيقدم هذا الأرشيف للعالم من خلال مكتبة الإسكندرية نمطا جديدًا من المكتبات هو المكتبة الرقمية. فكما حفظت المكتبة القديمة ذاكرة العالم من خلال لفائف البردي، ستحفظ المكتبة الجديدة ذاكرة العالم الرقمية عبر الإنترنت. فالحفاظ على التراث الإنساني هو رسالة مكتبة الإسكندرية. لذا سيتبادل أرشيف الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية مع مكتبة الإسكندرية المعلومات التي يقوم كل طرف بأرشفتها. هذا يكرس بداية اتجاه دولي نحو رقمنة المعلومات في مكتبات دولية.
وأشار الي أن الشبكات العالمية تطرح إمكانية أخري فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال من 2 : 12 سنة يتعرفون علي اللغة ويتحدثون بها ، فإذا تم وضعهم في أي مجتمع فأنهم سيتحدثون لغته بكل طلاقة ويسر ، وهو ما لا يستطيعه الكبار . فالأطفال ليدهم نافذة علي طاقات اللغة تغلق بعد 14 عاما . نحن هنا نتحدث عن مزج بين البيولوجيا وتكنولوجيا المعلومات التي ستكون مفيدة في قضية تصميم برامج للأطفال.
ونحن اليوم نري ملامح التمازج بين علوم الحاسبات البيولوجيا، فالعالم يتحرك بسرعة من أمامنا ، فلنتحرك مسترشدين بهذا المشروع النبيل ، ومستغلين رغبتنا في نقل اللغات الي لغة واحدة تثري المعرفة الإنسانية
وقد صرح مجدي ناجي، رئيس وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الإسكندرية ، بأن انتشار الشبكة العالمية ساهم في سيطرة اللغة الانجليزية على اللغات الأخرى وتعميق الفجوة بين الشعوب الناطقة باللغة الانجليزية والشعوب الأخرى. من هذا المنطلق بدأ معهد الدراسات المتقدمة بجامعة الأمم المتحدة يعمل على المحاولة لسد تلك الفجوة الثقافية عن طريق تخطّي الحواجز اللغوية بين بلدان العالم المختلفة وإتاحة المعلومات والمعرفة الثقافية لكل شعوب العالم بلغتهم الأم.
وقد نجح المعهد عام 1996 في ابتكار تقنية جديدة خرجت بنا من ذلك الحيّز التقليدي والمحدود لبرامج الترجمة الثنائية إلى آخرٍ أوسع وأشمل يعمل على نقل المعرفة بسهولة من أي لغةٍ طبيعية في العالم إلى أي لغةٍ أخرى، وأطلق على تلك التقنية اسم "لغة الشبكات العالمية (Universal Networking Language (UNL))"، وكما يتضح لنا من اسمها هي لغة ، لكنّها اصطناعية ،حيث تعمل كوسيط بين لغات العالم الطبيعية وتحمل بين جوانبها كافة سمات وخصائص اللغة الطبيعية لتكون أكثر قدرة على نقل المحتوى النصي كاملاً من أي لغةٍ إلى أخرى .
ونظراً للتطور الهائل في وسائل الاتصال و تقنياتها، رغبةً في جعل العالم قريةً صغرى يتصل أقصاها بأقصاها في سهولةٍ وسرعة مما يتيح تبادلا معرفيا وثقافيا يهدف إلى تقارب الحضارات والشعوب ، تبنت الأمم المتحدة مشروع " لغة الشبكات العالمية" ، وأسست له في يناير 2001 منظمة مُستقلة لتكون مسئولة عن التطوير والإشراف على هذا المشروع الذي امتد ليشمل لغات الأمم المتحدة الست بالإضافة إلى عشر لغات أخرى واسعة الانتشار تمهيدا ليشمل جميع لغات العالم ليكون هذا المشروع بمثابة ثورة جديدة في عالم الاتصال والتقنيات الحديثة يُحقق بنجاحه حلماً داعب مُخيّلة الكثيرين بتخطّي حاجز اللغة الذي يقف حجر عثرة في طريق التبادل المعرفي والثقافي بين الشعوب