ثقافات

امتداد شكسبير في الأدب المصري

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في ذكرى ميلاه الـ 443

محمد الحمامصي: في ذكرى ميلاد الكاتب المسرحى والشاعر ويليام شكسبير الـ 443 أقام قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس ندوة علمية كبيرة شارك فيها نخبة الدارسين والمتخصصين في أعمال شكسبير، وقد افتتحتها د. مكارم الغمرى عميد الكلية وأستاذ الأدب المفارن بقسم اللغات السلافية ود. كرمة سامى رئيس قسم اللغة الإنجليزية ود. رمسيس عوض رئيس شرف الندوة ، وقد ناقشت محاور الندوة شكسبير من نواح عدة كمفهوم السجن والصورة الشعرية في أعماله و تأثيره في الآداب العالمية وصعوبة ترجمته والصياغة والمضمون في سوناتاته وغيرها. من بين البحوث التي ناقشتها الندوة تأثر نجيب محفوظ وشغف الذي بدا واضحاً في العديد من رواياته حيث قالت د. نهى فيصل محمد كلية الألسن/ جامعة عين شمس في بحثها (رحلة السعى فى مسرحية هاملت لوليم شكسبير ورواية الطريق لنجيب محفوظ) : رواية الطريق مثلا تعكس تأثر محفوظ بهاملت شكسبير. حيث اتخذت كل من المسرحية والرواية رحلة السعي/البحث كتيمه أساسية لها، إذ تتمحور الأحداث جميعها حول بطل واحد: هاملت وصابر الرحيمى، وإذا كان هاملت أمير الدنمارك فصابر هو أمير الظلام وأمير عالم الجريمة. كذلك رحلة البحث التى يحركها الأب الحاضر الغائب، هي رحلة للبحث عن الذات أو الله أو الوجود أو كل ما سبق، ورحلة السعى هذه تبدأ بهزة عنيفة تزلزل كيان البطلين نتيجة لفقدانهما أحد الوالدين، مما يجعلهما أسيرين ينسجان جدران سجن سيكولوجى يعيشان بمعزل داخله، وداخل هذا العالم تلعب المرأة دوراً جوهرياً فى حياة البطلين فهي الأم و الحبيبة.
إن مأساة هاملت وصابر هى نتيجة طبيعية للتردد والعجز عن اتخاذ خطوات إيجابية، هذا القلق والتردد الذى عكسه شكسبير بإستخدامه أسلوب مناجاة النفس وعكسه محفوظ بإستخدامه للمونولوج الداخلي. وقد تشابه الكاتبان فى إستخدام الأطر المتداخلة لبناء العمل الأدبي، ويبقى أن نقول إن البذرة الشكسبيرية لم تكن لتنمو وتثمر لو لم تجد لها أرضاً خصبة كعالم نجيب محفوظ.
ومن نجيب محفوظ إلي الحضور الشكسبير في المسرح المصري حيث درست د. إيرينى ثابت كلية الألسن- جامعة عين شمس (شكسبير في مصر) تواجد المسرحيات الشكسبيرية على الساحة الثقافية المصرية منذ أوائل القرن العشرين وحتى الآن بداية من المسرح المصري في العشرينات وفرق الشيخ حجازي وجورج أبيض والفرق الآنجليزية ومرورا بمرحلة ازدهار السينما منذ بداية الأربعينيات وظهور الاقتباسات الشكسبيرية في أفلام عدة أشهرها "ممنوع الحب" روميو وجولييت و"آه من حواء" و"استاكوزا" ترويض النمرة و"الملاعين" الملك لير ثم تطرقت لمسرحية "الملك لير" ليحيي الفخراني من خلال حوار مع الفخراني عن نجاح العرض جماهيريا بشكل غير عادي ومن خلال متابعة لما كتب عن المسرحية. وخلصت الباحثة الى أن شكسبير ما يزال يثري الحياة الثقافية المصرية ويعيش في وجدان المصريين حتى في القرن الحادي والعشرين.
وتحدث د. رمسيس عوض عن حضور شيكسبير القوى فى مصر منذ بدايات القرن الماضى وشعبية مسرحية هاملت التى تدور حول فكرة الثأر فى صعيد مصر.
وأكدت د. كرمة سامى رئيس قسم اللغة الإنجليزية أن الفضل فى تجدد شعبية شيكسبير لدى مخرجى المسرح والسينما سواء عالميا أو عربيا يعود إلى يان كوت الناقد والدراماتورج البولندى الذى ألهم العشرات من فنانى الدراما على مستوى العالم ويأتي فى مقدمتهم بيتر بروك الذى تحول من مخرج لمسرحيات موسيقية تجارية إلى فنان دراما عالمى من الطراز الرفيع حيث تعد مسرحيتاه حلم ليلة صيف والملك لير علامتان فارقتان فى تاريخ العرض المسرحى فى بريطانيا وكان قد استلهم فكرتى العرضين من كتاب يان كوت (شيكسبير: كاتبنا المعاصر).
وحول (مفهوم السجن ممثلا فى هاملت سوينكا وهاملت شكسبير) د. منى وحش كلية البنات جامعة عين شمس، قالت د. منى وحش كلية البنات جامعة عين شمس : يعتبر الكاتب النيجيرى سوينكا( -1934) كاتبا عالميا، و هو أول كاتب افريقى يحصل على جائزة نوبل فى الآداب. و هناك عدة عوامل ساهمت فى إضفاء العالمية على شخصية الكاتب مثل جذوره" اليوروبيه" التى تتسم بالثراء الصوفى ودراسته للأدب الانجليزى التى امدته بثقافه عامه فى ذلك المجال الثرى.وبالاضافه لثقافته المتنوعه، يعتبر سوينكا من النشطاء سياسيا و لذلك حاول جاهدا ايقاف نزيف الحرب الاهليه بزيارته للعناصر المنشقه فى البلاد مكونا جبهه ثالثه من المفكرين ترمى الى تقريب وجهات النظر بين العناصر المنشقه أسيء تفسيرها من قبل الحكومه العسكريه مما ادى الى اعتقاله و سجنه دون محاكمه لمده تقارب العامين. تحدى هذا الكاتب العالمى الاحوال المتدنيه فى زنزانته فاخذ يدون ارهاصات ادبيه مختلفه على ما كان متاح له حينذاك الكتابه عليه. تلك الارهاصات تم نشرها فيما بعد. قصيدته هاملت تم كتابتها فى هذه الفتره ضمن مجموعه اخرى من القصائد نشرت فى كتاب A Shuttle in the Crypt.
وقد حللت الباحثة اقتباس سوينكا لشخصية هاملت ومضاهاة رد فعل كل من سوينكا الكاتب و الامير الدانمركى هاملت للسجن سواء كان سجنا ماديا او نفسيا. حيث رأت ان استدعاء سوينكا لهذه الشخصيه يندرج تحت نظرية الفيلسوف الالمانى "يونج" المتعلقه "باللاوعى التراكمى" وعالجت هذا المفهوم بالإضافة الى عرض للأحداث السياسيه فى نيجيريا التى ادت الى سجن سوينكا.
تقول : تلقى قصيدة سوينكا الضوء على سلبية شخصية هاملت واخفاقه فى تنفيذ مهمة الأخذ بالثار نظرا لانغماسه فى المهاترات الفلسفيه المختلفه التى حبسته و قيدت حركته و ادت الى تردده الشديد فى تنفيذ المهمه المنوطه له مما ادى الى تردى الاوضاع فى الدانمكز هذا التردد و النتائج المترتبه عليه يشابه تردد قائد القوه الثالثه فى نيجيريا فى اقتحام لاجوس مما ادى الى القبض عليه و اعدامه و اندلاع الحرب الاهليه فى نيجيريا.
ان رد فعل كل من سوينكا و هاملت للسجن مختلف تماما فبينما نجد ان رد فعل سوينكا ايجابى متمثلا فى تحدى ظروف السجن الحسى عن طريق كتاباته لاعمال مختلفه من وراء القضبان نجد ان رد فعل هاملت لسجنه النفسى رد فعل سلبى اذ انه قيد نفسه بمهاترات فلسفيه و و تأنيب ضميرى ادى الى تردده فى تنفيذ المهمه مما ساعد على تردى الأحوال فى بلدته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف