المغرب في عهد محمد السادس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كتاب لخيرالله خيرالله عن بلد صار "أكثر إنسانية"
لندن: "المغرب في عهد محمد السادس... ماذا تغير؟" عنوان لكتاب جديد يحاول رصد التحولات التي شهدتها المملكة منذ أن خلف محمد السادس والده الحسن الثاني في صيف العام 1999 . صدر الكتاب قبل أيام عن "دار الساقي" وهو لخيرالله خيرالله الكاتب والصحافي اللبناني، الذي بدأ يرصد الوضع المغربي منذ العام 1977 عندما زار المملكة للمرة الأولى كرئيس للقسم العربي والدولي في صحيفة "النهار" قبل انتقاله في العام 1988 إلى لندن، ليعمل رئيسًا للقسم السياسي ومديرًا للتحرير في صحيفة "الحياة" حتى
يسعى الكتاب الذي يقع في 278 صفحة إلى فهم المغرب والتحولات التي طرأت في السنوات السبع الأخيرة من منطلق أن لمحمد السادس رؤيته الخاصة وفلسفته للحكم التي أدّت إلى أن المغرب "صار أكثر إنسانية" كما ورد في المقدمة التي وضعها خيرالله خيرالله للكتاب. وتعطي هذه المقدمة فكرة عن المملكة في عهد ملك شاب سئل في بداية حكمه عن القدرة التي امتلكها والدهحول تكريس الدور المغربي على الصعيدين العربي والأقليمي ونجاحه في ذلك، وكان جوابه :" لئن كان المرحوم قد رصّع اسم بلاده في الخرائط الدولية، فإنهم خليفته أن يرصّع اسم المغرب في قلب كلّ مواطن مغربي". وتفسر هذه العبارة للملك محمد السادس نقاطًا كثيرة وردت في الكتاب الذي يتضمن ستة عشر فصلاً، إضافة إلى المقدمة. وهي تفسر خصوصًا ما ورد في المقدمة عن التحديات التي تواجه المملكة. وكتب خيرالله في هذا المجال:" تطور المغرب على كلّ الصعد إنطلاقًا من استيعاب أن الفقر يختزل سائر المشاكل. وكان مهمًا خوض الحرب على الفقر من زوايا عدّة بغية خلق واقع سياسي جديد في البلد. ومن بين هذه الزوايا الإهتمام بالتعليم والمجتمع بما في ذلك نشر الوسطية".
كانت عناوين الفصول التي تضمنها الكتاب "أسطورة هرقل" الذي يُروى أنه فصل المغرب عن القارة الأوروبية و"المملكة السادسة: إنتهاء إمبراطورية الحذر" و"قلوب المغاربة أو مغرب التناقضات" و"لا رجل قويًّا بعد اليوم" و"التغيير بين الداخل والخارج: لكل مرحلة رجالها" و"إصلاح الحقل الديني" و"القاعدة والإستثناء: المغرب والإرهاب" و"الشمال الأفريقي في الواجهة: عولمة الإرهاب" و"المغرب والجزائر والصحراء والنزاع الذي لا ينتهي إلاّ باللامركزية" و"سلطة التلفزيون: من أعلام تسيطر عليه الداخلية إلى الإنفتاح الكامل" و"جدل اسمه المرأة" و"التنمية البشرية وثقافة التضامن" و"اليهود المغاربة" و"التاريخ بعيون أخرى" و"الصورة والإنسان: مناطق الظلّ القابلة للإنفجار" و"البحث في الهوية: الأمازيغية".
ما يمكن أن يهمّ القارئ العربي عمومًا من الكتاب أنه يروي تجربة خاصة ببلد زالت فيه الممنوعات خلال فترة قصيرة، وبات على الطبقة السياسية التكيف مع واقع جديد لم تتعوّد عليه لا في الستينات ولا في السبعينات ولا في الثمانينات ولا في التسعينات من القرن الماضي. ما يلخصه الكتاب هو تجربة تستهدف التصالح مع النفس أكثر من أي شيء آخر. ولذلك تتردد في غير مكان عبارة أن المغرب "صار أكثر إنسانية".
ولكن يبقى أن أحد أهم فصول الكتاب هو ذلك المتعلق بنزاع الصحراء والحلول المطروحة. وفي هذا السياق، ضمّن خيرالله خيرالله الكتاب بالمعلومات التي توافرت له، ساعيًا إلى إعطاء خلفية تاريخية لنزاع الصحراء والمراحل التي مرّ فيها وذلك من منطلق تجربة قائمة على مرافقة صحافية للنزاع منذ بدايته. وشملت هذه التجربة زيارات عدة للصحراء ذاتها في الثمانينات ومطلع التسعينات. ولم تقتصر الزيارات على العيون بل كان مؤلف الكتاب بين الصحافيين القلائل الذين غطوا في زياراتهم الصحراء كلها من الساحل إلى الداخل وصولاً إلى الجدار الذي يحميها عسكريًا والذي وضع نهاية لحرب الإستنزاف التي تعرّض لها المغرب...
لم يخل الكتاب من مخاوف على التجربة المغربية. يلخص المخاوف في المقطع الأخير من المقدمة وورد فيه: "المغرب إلى أين؟ عامل الوقت سيكون مهمًا، ذلك أن النيات الطيبة موجودة والعمل الدؤوب متوافر ومعه العقل العصري الذي يسعى إلى التغيير والإنتصار في الحرب على الفقر. لكنّ الخوف أن هذه الحرب أشد قساوة في أحيان كثيرة من الحروب التي تخوضها الجيوش بأسلحتها الحديثة"...