السويدي: لست مؤرخاً وإنما أصنع نصاً خاصاً بي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع محمد أحمد السويدي الذي يعيد قراءة القرن الرابع الهجري من خلال يوميات أبو الطيب المتنبي:
لست مؤرخاً وإنما أصنع نصاً خاصاً بي
مرجعية العمل تاريخية في الأساس إلا أنني لم أجعل التاريخ المسطرة التي أسير عليها
حاوره وليد علاء الدين: ("يوميات دير العاقول" هي مخطوطة عثر عليها أحدهم في مكتبة مهجورة في زاوية من مسجد قديم في المنطقة التي تحمل الاسمَ نفسه، والتي لقي فيها الشاعر أبو الطيب المتنبي مصرعه. بدت المخطوطة قديمة بالية ومجهولة النسب، ولعل من عثر عليها تبين له بعد جهد أنها نسخة دقيقة نُقلت قبل قرن من الزمان عن أصل دونه الشاعر. ) هكذا يعرَّف الشاعر والمثقف محمد أحمد السويدي بنصه الجديد الذي يُنتظر (أن يرى النور قريبا في نسختين الأولى الكترونية على الإنترنت، والأخرى ورقية. والعمل الذي أطلق السويدي نسخته التجريبية على موقع الوراق (www.alwaraq.com) يعد نموذجاً مهماً للنصوص التفاعلية الحديثة التي تستفيد من الخصائص التي توفرها الانترنت لتوسيع مجال الرؤية والطرح من ناحية، وللتواصل مع القارئ واستقبال وجهة نظره من ناحية أخرى.
ويوجه السويدي الدعوة لكل المهتمين للمشاركة في إثراء حلقة النقاش المعدة لهذه الغرض على الموقع.
*لديك اهتمام خاص بالمتنبي، وتناولت في كتابات عديدة لك ملامحَ من حياته، كما سلطت الضوء على قضايا جدلية تخص شعره أو سيرته، ولكن يظل السؤال حول كيفية نشوء فكرة كتابة يوميات على لسان المتنبي جديراً بالطرح؟
- أنا مشغول بالمتنبي وزمنه، ومغرم بأدبه وأدب ذلك العصر، وبشكل عام مولع بالمعرفة التي أنتجها القرن الرابع الهجري، هذا القرن بالتحديد شغلني على مدى عقدين من الزمان.
من خلال قراءاتي وإطلاعي المتوسع على ما أنتجه هذا القرن وما كُتب حوله، ترسخت لديّ قناعات عديدة ضد المألوف أو ضد ما تم الترويج له، تحديداً فيما يتعلق بحياة الشاعر أبو الطيب المتنبي، بداية من نسبه الغامض وأصله المجهول، وانتهاءً بموته الأكثر غموضاً.
من تزاحم هذه القناعات بات يتلبسني شعور بالملابسات التي اكتنفت حياة الشاعر الكبير وزمانه، وتعمق لدي هذا الإحساس كلما وضعت يدي على زاوية جديدة، من هنا خطرت لي فكرة اليوميات، التي أصفها بأنها حالة مباغتة من تلك الحالات التي تفرض نفسها على كاتبها وتأتي دفعة واحدة، لأنها كانت تنبني رويداً وعلى مهل خلال رحلة طويلة من البحث والإطلاع والقراءة الناقدة والمقارنة. أخذتني الفكرة كما يؤخذ المسحور، فقطعت شوطاً طويلا من تدوين ما يرد إلىّ، ثم بدأت الأفكار تتبلور وتتضح شيئاً فشيئا، أو قل بدأت الأفكار تتناسل، ووجدت أن العمل يتطور في اتجاهات أراها مذهلة.
عندما بدأتُ، وضعت لنفسي هدفاً أن أنجز 40 يومية، وحتى لحظة تحاورنا الآن بلغ عدد اليوميات 70، وبات هدفي أن أنجز يوميات بعدد أيام السنة، وأعتقد أنني بهذا العمل استطعت أن أقدم شيئاً جديداً عن أبو الطيب المتنبي، والأهم أنني استطعت أن أعيد تقديم عصره، ذلك العصر الذي في رأيي أن العالم العربي لم يخرج منه إلى يومنا هذا.
* وما المصادر التي استقيت منها الأفكار والقصص التي شكلت أساس اليوميات؟
- تستطيع أن تقول أن مصادري هي تقريبا كل ما توفرت عليه المكتبة العربية، وطالته يداي على مدار عشرين سنة من البحث، حول القرن الرابع الهجري وحول المتنبي.
وقد ساعدتني كثيراً الموسوعة الشعرية، كما اكتشفت أهمية مكتبة الوراق التي اختصرت عليَّ الزمن وتحولت معها الأيام إلى ثوان.
والحال كذلك، أجد صعباً أن أحدد قائمة بمراجعي ومصادري الآن، إلا أنها سوف تكون موجودة في العمل، وهي تتضمن كذلك قائمة طويلة من الكتب الحديثة التي تناولت حياة المتنبي ككتابات بلاشير، وطه حسين، ومحمد محمود شاكر وغيرهم.
التاريخ مرجعية
*وفق أي تصنيف تضع نص (يوميات دير العاقول)؟
- لا أدري إن كانت هناك سابقة تشبه هذا العمل، ولم أخطط - كما أشرت لك- لإخراج عمل وفق هذه الصيغة، لكنها فكرة داهمتني ووجدتني مأخوذاً بها، ولم أتردد في تنفيذها، وأتصور أنها سوف تلازمني زمناً ليس بالقصير، لشغفي بها، كما أنه مشروع مرتبط بالإنترنت وموقع (المسالك) الذي أعمل على تطويره الآن، لذلك فهو عمل يمتلك كل مقومات النمو، قابل للحذف والإضافة وإعادة النظر، مثله مثل النصوص التفاعلية الحديثة.
* يمثل اعتماد التاريخ كمرجعية إشكالية بين النقاد والمبدعين في أشكال الإبداع المختلفة، كالأعمال الدراما والرواية، كيف تنظر إلى هذا النص في إطار هذه العلاقة؟
- لا شك في أن مرجعية العمل تاريخية في الأساس، واليوميات تستند إلى أحداث حقيقية بتواريخ محددة بدقة وأماكن معلنة، وعادة ما يكون لها مرجعيتها في كتب التراث.
إلا أنني مع ذلك لم أجعل التاريخ المسطرة التي أسير عليها، ولم أتقيد بالرواية التاريخية كما حدثت بحذافيرها، لأنني في النهاية لست مؤرخاً وإنما أصنع نصاً خاصاً بي، وإن كان ينهل من التاريخ والتراث ويقوم على أشخاص عاشوا بالفعل وتركوا آثارهم شاهدة عليهم.
* كيف إذن أدرتَ هذه الشخصيات، هل التزمت الوقائع التاريخية أم نسجت فضاء افتراضياً لتحريكهم؟
- سوف أستعير من فن المسرح كلمة "الإخراج"، لأنني بالفعل أعدت إخراج الأحداث.
والأبطال الذين يؤدون أدوارهم على مسرح النص هم أنفسهم الأبطال الذين عاشوا خلال الخمسين سنة التي عاشها المتنبي، تتبعت كل شخصية فاعلة في ذلك الزمان من لحظة الميلاد إلى لحظة الموت، وقمت بإدخالها وإخراجها إلى / ومن خشبة مسرحي وفقاً لما تركته من أثر في الحياة، وبذلك أصبح العمل أكثر غنى، بحيث يكاد القارئ يسمع ويرى الأحداث كما يتابع نشرة أخبار تليفزيونية معاصرة عما يدور في العالم.
بصيغة أخرى، لقد أعدت تركيب العصر، لم يعد الزمان مفككاً كما ورد في الكتب، السياسة في جانب، والأدب والاقتصاد والمجتمع والشارع كل في جانب، بل رصدت ذلك الخيط الرفيع الذي يسري بين كل هذه الأمور ونسميه الحياة، وأعدت صياغته في نص واحد.
*هل تقصد لحظتي ميلاد وموت الشخصيات تاريخياً أم فنياً؟
- تاريخياً، فالأشخاص يلعبون أدوارهم كما لعبوها في تاريخهم، لا أدعي أنني أدرتُ هذه الشخصيات، بل هي التي أدارت الحدث، وبالتالي فإنهم يدخلون ويخرجون إلى مسرحي ليس برغبة مني أو وفق هواي، إنما لأنهم دخلوا وخرجوا بالفعل، وأنا رصدت ذلك وتابعته وسجلته في اليوميات كما أرادها أبو الطيب المتنبي.
* وما الذي تريد أن تقوله بهذا العمل؟
- لم تكن عندي الرغبة في أن أقول شيئاً، ولكن بدا لي أن العمل يريد أن يتحدث، أشعر بنفسي وكأني جامع شظايا موزاييك، كلما اجتهدت شعرت أن هناك صوراً تتشكل، أحببت أن أشرك القراء في هذه الصور وأن أضعها محل البحث والسجال، الحقيقة ليس لدي رسالة بعينها، فقط أنا مأخوذ بهذه اللعبة.
ولكن بشكل عام لدي قناعة بأننا ينبغي أن نتخلص من فكرة الإيمان بالأشياء وكأنها مسلمات دون أن نحاول عرضها على عقلنا ونبحث فيها، وهو ما أفعله في هذا العمل.
نص على نص
*أشرت إلى أن العمل يستفيد من مميزات النص التفاعلي التي تتيحها الانترنت، هل يعني ذلك أنه ليست هناك نية لإصداره في كتاب ورقي؟
- بالتأكيد سوف يصدر العمل في طبعة ورقية، والواقع أنني أشرت إلى أهمية الانترنت في هذا النص نظراً للأهمية القصوى التي تشكلها الهوامش فيه، لدرجة أنني أجد دائماً حاجة إلى وضع نص على نص لتوسيع الرؤية، كما أن جزءاً من هذه النصوص الهامشية سوف يكون لإيضاح ما أُبهم، لأن فهم بعض اليوميات سوف يصبح عسيراً على القارئ العادي بدون هوامش. ولأن آلية النصوص المترابطة هذه تتفق أكثر مع طبيعة الانترنت، فإن انطلاقة المشروع الأساسية سوف تكون من الإنترنت. إلا أن هناك إصدار ورقي، وأهدف إلى أن يكون موسوعة شاملة عن القرن الرابع الهجري، وهناك ورشة عمل تضم مختصين تعمل على تدوين الهوامش والتعليقات التي أضعها خلال انشغالي بالمتن، بغرض التوسع في هذه الهوامش والإشارات لتحقيق شروط الموسوعة.
*أثرت فضولي للتعرف على طبيعة المحتوى الذي تضمه هذه الهوامش، هل تتحدث عن اللغة وتثبيت المراجع مثلاً؟
- أتحدث عن اللغة، كما أتحدث عن الرواية التاريخية، وكذلك عن المصادر والمراجع التي وردت فيها تلك الروايات، بالإضافة إلى إيضاحات عن الكيفية التي تم بها ربط اليومية بزمانها ومكانها، إلى جانب كل معلومة تخدم السياق سواء كانت في الجغرافيا أو في المجتمع من الملبس والعادات وتقاليد وغير ذلك.
وكذلك تتضمن الهوامش كل ما أراه ضرورياً لكي أكشف للقارئ أساس اللعبة التخيلية التي أقوم بها، لأنه ليس الهدف منها أن أضلله، بل أن أوقظه وأنبهه وأستحثه على مشاركتي، فعلى سبيل المثال أنا أضع على لسان المتنبي، وفق رؤيتي الفنية، نصوصاً وردت على ألسنة أناس غيره وفي أزمنة لاحقة له، وإن كان ذلك يحق لي باعتبار أن المتنبي هنا هو فرضيتي الخاصة، إلا أنني أمتطي مطية الخيال لكي أضع إشارات على الواقع، ولذلك كان من الضروري أن أنبه إلى ذلك في الهوامش. وأتصور أن هذا التركيب الثري من شأنه أن يجعل اليوميات تضج بالحياة بكل أحداثها وتفاصيلها.
* علمنا أن هناك ورشة عمل أخرى لتوليد عمل درامي من رحم هذه النصوص... ما مدى صحة ذلك؟
- لم أفكر في هذا الأمر في بداية العمل، ولكن مع التوغل في الكتابة، بدأت الأفكار تتناسل، كما قلت لك، وقد تسلطت عليَّ فكرة الخروج بنص درامي من هذا المشروع عندما كثفت جهدي من أجل تحري تاريخ لميلاد المتنبي داخل عام 303 للهجرة الذي ورد أنه وُلد خلاله، وذلك عبر محاولة رصد مواصفات المتنبي الشخصية لتصنيفه داخل أحد الأبراج، وقد وجدت من خلال الرصد والمطابقة أن المتنبي بتلك الشخصية القلقة المسافرة المغامرة يمثل بصفاء واضح ملامح شخصية برج الجوزاء، وهنا أتحدث عن الأبراج كعلم رياضي فلكي دقيق له أصوله ومعاييره، بعيداً عن الشكل الاستهلاكي الرائج عنه.
ويعزز ذلك الكشف أن المتنبي في أشعاره يكرر لفظة (الجوزاء) أكثر من مرة، وهو القائل:
أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت
وإذا ما نطقت فإنني الجوزاء
ما أريد أن أقوله هو أن رحلتي هذه مع برج المتنبي بهدف تحديد تاريخ ميلاده، استفزت خيالي فوضعتُ يومية بعنوان (حديث عرافة) تشير إلى نبوءة لعرافة حضرت ميلاد الشاعر في الكوفة، وتنبأت له بما سوف يحدث له في حياته، ووجدتني وقد خرجت بفكرة عمل درامي أستهله بنبوءة تلك العرافة التي سوف تعود بعد خمسين سنة لتقف على رأس وليدها المغدور في الصحراء لتستعيده بعد أن حقق نبوءتها، وقد ضاع كل ما جمعه من ثروات الدنيا، ومات ابنه الوحيد (محسَّد)، ولم يبق له إلا ذلك الصدى المدوي الذي حملته أشعاره إلى يومنا هذا.
*ولكن ما تبريرك الفني لوجود هذه اليوميات، بمعنى كيف تخرج على الناس فجأة لتقول إن ما بين أيديكم هو يوميات الشاعر أبو الطيب المتنبي؟
(يوميات دير العاقول) هي مخطوطة عثر عليها أحد الأشخاص في مكتبة مهجورة ملحقة بمسجد قديم في المنطقة التي تحمل هذا الاسم، والتي لقي المتنبي حتفه فيها.
ورغم أن هذه المخطوطة كانت بالية ومتآكلة الأطراف، ومجهولة النسب، إلا أن من عثر عليها بعد جهد اكتشف أنها نسخة دقيقة منقولة عن أصل كتبه الشاعر أبو الطيب المتنبي قبل قرن من تاريخ المخطوطة.
المتنبي أم عصره!
*بدأت من المتنبي، إلا أنك توسعت لتسلط الضوء على عصره وعلى أحداث القرن الرابع الهجري كاملاً، من المقصود بالعمل، المتنبي أم هذا الزمن؟
يبقى المتنبي الأساس في هذا العمل، وأنا إن نسبتُ هذا العصر إلى شخص فسوف أقول عصر المتنبي، وهذا العمل يركز على المتنبي الإنسان أكثر من الشاعر، لأن المتنبي هنا هو الراوي لأحداث زمانه، وأشعاره ليست صلب الموضوع، وإن كانت تمثل محطات مهمة، إلا أنها تحضر فقط عندما يكون مطلوباً حضورها كأحد مرتكزات العمل.
والمتنبي هو أساس العمل لأنني لم ولن أترك شاردة أو واردة في حياته إلا وتضمنها هذا العمل، حتى ما أقوم باستبعاده من أحداث لأنني أعارضه أو أجده غير منطقي فإنني لا أتجاهله، إنما أمنح المتنبي فرصة لرفضه أو التعليق عليه، بمعنى أنني أمارس فعل الإقصاء من خلال المتنبي أيضاً.
حتى ما تم نسبه أو تلفيقه من أمور للمتنبي بعد موته، سوف أتناوله بالنقد في الهوامش والتعليقات لاستكمال الصورة، وما أكثر ما تم تلفيقه لهذا الشاعر من أمور بعد مصرعه، والقصة التي تُروى عن أن أحد عبيده قال له عندما رآه يلوذ بالفرار قبل مقتله : ألست القائل الخيل والليل والبيداء ... إلى آخره، تقدم الدليل على تلك النوعية من القصص الملفقة، لأنه ببساطة لم ينج أحد ممن كان بصحبة المتنبي وقت مقتله ليروي ذلك الحوار المزعوم، وإذا كان هناك ناج، فلماذا لم يرو لنا عن قتلته الذين ظلوا مجهولين لنا حتى الآن!، وهو مثال بسيط للتدليل على أن التاريخ كالعادة يكتبه المنتصرون.
* حفل ذلك العصر بأمور يراها البعض مثيرة للحساسية، كما أن المتنبي نفسه متهم بالشعوبية والعنصرية ويذهب البعض إلى وصفه بالتملق وتكريس الشعر لصالح تحقيق أغراضه الخاصة، كيف تعاملت مع هذه الحساسيات؟
- أنا لا أتبع المتنبي، إنما أتبع نهجاً أراه علمياً في النظر إلى الأمور، هذا النهج يجعلني مؤمن أن كل شيء يجب أن يوضع موضع النقاش والدراسة وأن يُخضَع للمنطق، وما يقره المنطق نقره إلى أن تنفيه حقائق أخرى يأتي بها البحث. هذا هو الأساس الذي أعمل من خلاله، وهذا الأساس يقر بأن المتنبي شاعر قدير صنع لغةً خاصة، أسميها (لغة علوية)، شغلت الدنيا، وما زالت رغم طول الزمان تملك الأسماع والنفوس.
كما أن تجربة صناعة المتنبي لمجده وحدها جديرة بالدرس، وجديرة بأن تجعلنا ننحني له احتراماً سواء اختلفنا معه أو اتفقنا. من هذه الزاوية فإن اهتمامي بالمتنبي لا يعني أنني أتفق معه في مبالغته المرضية بالفخر بذاته مثلاً، أو في عنصريته، ولا أتبنى الصورة التي رسمها بشعره - على روعة هذا الشعر- لكافور الإخشيدي مثلاً، بل أرى أن الإخشيدي كان داهية من دواهي الزمن استطاع أن يصل إلى حكم مصر من القاع، وأرى -على عكس ما ذهب إليه المتنبي - أن مصر هي عمق الأمة العربية الجغرافي والتاريخي وأنها كانت الذراع والسند لهذه الأمة عبر التاريخ.
* إذن (يوميات دير العاقول) ليست محاولة لإنصاف المتنبي كما وصفها البعض؟
- هي محاولة لإنصاف أنفسنا، أرى أنه علينا أن نكون أكثر موضوعية في قراءة ماضينا وأنفسنا، يجب أن لا نثبت عند رأي ونعامله وكأنه يقين، كأن نقول أن الماضي أسود أو أبيض، وإنما علينا أن نجلو ما هو حميد ونفصله عن ما هو غث وسيئ، لنستطيع فهم دورنا في الحضارة الإنسانية، وهي محاولة مني في هذا الاتجاه، أرجو أن تترك أثراً.