ثقافات

أمسية زجلية في ختام أسبوع حسين البرغوثي للثقافة الفلسطينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

البيرة (الضفة الغربية): "لاجئ انا لاجئ ختيار والظهر انحنى يا نهر البارد بالقنا يا روحي لجلو توجعي"... بهذه الكلمات استهل موسى حافظ الزجال الفلسطيني امسية ثقافة في قاعة بلدية البيرة ليل السبت في اختتام فعاليات (اسبوع حسين البرغوثي للثقافة الفلسطينية). يشهد مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في لبنان اشتباكات متقطعة منذ ايام بعد مواجهات دامية بين جماعة فتح الاسلام والجيش اللبناني قتل فيها عشرات من الجانبين اضافة الى نزوح مئات العائلات الفلسطينية الى مخيم البداوي المجاور. وقال حافظ وعمره خمسون عاما الذي ورث الزجل عن والده الزجال الفلسطيني حافظ السندياني بعد ساعتين من الغناء اختصر فيهما التاريخ الفلسطيني لرويترز "شدني كثيرا نهر البارد كنت ابحث ماذا اسميهم لاجئين ام نازحين ام مطرودين لا نجد اسما لهم." واضاف قائلا "يعز على الانسان كثيرا ان يري طفلا او شابا يقتل او امراة او عجوز تشتت من جديد. حاولت ان اترجم هذا الاحساس الى شعر والشاعر تلعب به العواطف والفن الفلسطيني يتسع لكل شيء." يمتاز الزجل الفلسطيني وهو في معظمه ارتجالي قد يكون بالعامية او الفصحى بتطويع الكلمات على نحو يتسق والموقف الذي يريد الزجال الحديث عنه سواء كان يغني للالم او الحب او الحرب او السلام. وقال حافظ "هناك من يحفظ ويغني وهناك من يكتب ويغني وهناك من يغني على السليقة ويتحكم بالحروف واللغة ولديه القوة والبديهة انه نوع من السحر." وغنى حافظ في امسية السبت والى جانبه الزجالان الفلسطينيان مثنى الجلماوي ونجيب صبري للزيتون وقال "اذا لم تجد ارض زيتون بصدري ازرعوا."
وتهكم علي السياسين قائلا "صرت امنع عن الزفرة انفسنا وصرت انكر وجود احتجاجي كل اصحاب السياسي اللي ما عرفوا ينقذوا طفل بوطنا قضى كل عمره بالملاجئ."
وورد ذكر وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في الزجل الفلسطيني "ستي عزيزة بدها تجتمع مع كوندوليزا جواز السفر ضاع منها من اولمرت (رئيس وزراء اسرائيل) تريد فيزا."
واستعرض حافظ التاريخ الفلسطيني بطريقة تنم عن دراسته الجيدة لهذا التاريخ بدأ من الكنعانيين دون ان ينسى ان يمجد الشعب الفلسطيني "نحن شعب على كل جبار بغى ونحن الفكر الحضارة والثقافة واللغة." يواصل استعراضه للتاريخ بطريقته الغنائية الساحرة لياتي على الاسراء والمعراج وفتح القدس الى ان حكم الغرب الشرق وصولا الى النكبة الفلسطينية التي صادفت قبل ايام الذكرى السنوية التاسعة والخمسين لها. وقال "صرت لاجئ تركت سهول نعنع اسافر من مخيم الى مخيم ظلم امريكا فينا تحكم ... بظل النكبة لوعات ودمعات بعين اللاجئ... نكبات بعدها نكبات."
وانتقل بعد ذلك للحديث عن الاقتتال الداخلي الفلسطيني الذي اوقع في الايام الماضية العشرات من القتلى بين انصار فتح وحماس "غزة تبكي دمع القتل بديرتنا مشروع بدنا نعرى بدنا نجوع ان كان علاجك وعلاجي ... سكران ما بدي دوخ لف الصاروخ مدوخني..." واضاف واصفا انتقال الاقتتال الداخلي باسم الحزب مرة وباسم العائلة تارة اخرى "ساعة نتقاتل لاجل الاحزاب وساعة لحب العائلة."
وقال نجيب صبري الزجال الفلسطيني الذي يعمل مديرا لمدرسة ثانوية في بلدته يعبد في جنين بالضفة الغربية لرويترز "لقد دفعني تحد كبير ان ابدأ بجمع هذا التراث ولانني جزء منه فقد تنقلت بين قرية وقرية وبحثت عن التسجيلات القديمة وكل ما بثته الاذاعات المحلية من أغاني زجل." واضاف "لقد جمعت اشعارا لمئة وعشرين شاعرا شعبيا غير معروفين وهذه ليست الا البداية لجمع تراث يوثق بصدق التاريخ الفلسطيني ان غناء الزجل نابع من الفطرة ولا شيء أصدق من الفطرة." واختتمت الامسية بتسليم الزجال موسى حافظ درع بيت الشعر الفلسطينيي اعترافا بدوره الكبير في احياء الزجل الفلسطيني (رويترز)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف