ثقافات

المفكر جمال البنا في ندوة منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القرآن شئ والفقهاء شئ آخر
حرية الفكر وحرية التعبير مطلقة في القرآن..

محمد الحمامصي من الاسكندرية: استضاف منتدى الحوار التابع لمكتبة الإسكندرية أمس المفكر الإسلامي جمال البنا، حيث تحدث في ندوة بعنوان " الحريـة والإسـلام"، أدارها الدكتور جابر عصفور وعقب عليها العالم العربي الدكتور قدري حفني.وقد بدأ البنا حديثه عن نشأة الدين الإسلامي، وكيف أنه نشأ في بيئة حرة، لا توجد فيها مواريث. ثم عقد م د. جمال البنا بين جابر عصفور وقدري حفني قارنة بين حرية الإنسان في الإسلام وفي الحضارة الأوروبية. وقال: أن الحرية ترتبط في الحضارة الأوروبية بالإنسان؛ تبدأ منه وتنتهي إليه. بينما الحرية في الإسلام تنبع من الحق. وحرية الفكر هي التي تجعلنا نميز بين الحق والباطل، ما بين الحقيقة والخرافة. وبالتالي لا يكون للحق وصاية عليها لأنها هي التي تعرفنا بالحق.
وأضاف: الحرية وأعني بها حرية الفكر وحرية التعبير مطلقة في القرآن، ولكن لابد أن أضيف أن القرآن شئ والفقهاء شئ آخر؛ فالفقهاء يمثلون فهمهم الخاص للإسلام في ظروف معينة ، يحتمل معها أن تختلف مفاهيمهم عن مفاهيم القرآن بل قد تصل إلي حد التناقض. وأكبر دليل علي ذلك أن الرسول (ص) بين معني الحرية في تصرفاته، بينما نجد الفقهاء يغلقون أبواب الحرية، ويحددون عقوبة الموت للمرتد ويحولون الحكم إلي صيغة فقهية. فما يقوله الفقهاء غير ملزم لأننا نلتزم بالقرآن وتعاليمه. وهو يعبرون عن إرادتهم فحسب وعن النظام السياسي الذي يحكمهم . نحن نعالج قضية حرية الفكر كما يعالجها القرآن . فالإيمان والكفر قضية شخصية، لا إكراه فيها. كما وجه انتقاده لما يوجد الآن من مشاعر تعصب ديني من المسلمين والمسيحيين ، ليس لها مبرر لأن الأديان قيم ثابتة لن يؤثر عليها ارتداد أفراد. وأكد أن القرآن تحدث عن التعددية الدينية، بينما الدستور المصري لا يعترف بالبهائية .
ثم انتقل حديث المفكر جمال البنا إلي حرية التعبير ، التي هي في رأيه تفعيل لحرية الفكر. وهو يري أن حرية التعبير هي التي خلقت الدساتير وجعلت الجميع يخضع لسلطة القانون. وأشار إلي حرية الصحافة واعتبرها مقدسة ، لذا شدد علي ضرورة تحررها من السيطرة النقابية. كما تحدث عن مبدأ البراءة الأصلية في الإسلام، والذي استهل به المفكر كتابه " نحو فقة جديد". والذي يراه من أجمل وأثمن التعبيرات في الفكر الإسلامي، وقال أن أهميته لا تقتصر على جانب "الحلال والحرام" إذ إنها تعبر عن فهم الإسلام للإنسان وللطبيعة البشرية، وطبقاً لها، فالإنسان أصلاً برئ، ولكن يمكن أن ينزلق إلى الخطأ إذاً تهيأت دواعي ذلك . ونتيجة لعمق مبدأ "البراءة الأصلية" في الإسلام، فقد انتفت من الإسلام فكرة "التابو" التي تدور حولها أديان عديدة. وهذا التكيف لطبيعة الإنسان يعطيه حرية المبادأة ويغرس الثقة فى نفسه، ولا يجعل عليه رقابة أو وصاية كهنوتية، وهذه كلها عوامل تنهض بالفرد، وتنهض بالمجتمع، وتستتبع الحرية، وتفترض عدم القيود.
وأشار إلي أن الفقهاء التقليديين وإن اعترفوا بمبدأ البراءة الأصلية إلا أنهم لم يقدروه حق قدره ولم يفطنوا إلى الدلالات البعيدة له، ولم يسيروا معه إلى النهاية، وهم لا يشيرون إليه في أصول الفقه الرئيسية الأربعة المقررة: القرآن والحديث والإجماع والقياس.ولكن عند ذكر الأصول التكميلية، وعادة ما يذكرونها في آخرها، فيذكرون الاستحسان، والاستصحاب ، وشرع ما قبلنا، وأخيراً البراءة الأصلية فى حين أن فكرة البراءة الأصلية أكثر شمولاً من نظرية "الحقوق الطبيعية" ومن الأصل القانوني "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص".
وقد عقب الدكتور قدري حفني علي حديث المفكر الإسلامي، مؤيداً لرأي الدكتور جابر عصفور في أن جمال البنا من أهل العقل. وقال: دائماً ما كنت أعقد مقارنات ما بين أهل العقل و أهل النقل.فهناك عبدة النصوص وهناك من يحترمون العقل. وطرحت تساؤلاً نصه، هل هؤلاء أقل حرصاً علي عقائدهم وجماعاتهم ؟ وكانت إجابتي بالنفي. ورأيت أن هناك فريقين؛ فريق يري أن عليه أن يحافظ علي الجماعة ، لذلك يسرف في فرض العقوبات. وفي المقابل وجدت أن هناك فريق آخر من المحبين لجماعتهم، وهم أهل العقل. وهم يرون أن الحفاظ الحقيقي علي أهل العقيدة هو في فتح باب الاجتهاد. وفي الختام، ذيلت الندوة بعدد من التساؤلات والتعقيبات حول ما طرحه جمال البنا من أفكار . كما قام بعض الحاضرين بمناقشة المفكر في عدد من آرائه في بعض المسائل المتعلقة بتعاليم الدين الإسلامي .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف