ثقافات

كاتبة سورية تتحدى الثوابت العربية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دمشقمن ماهر سمعان: تتساءل الكاتبة السورية ثناء الإمام في مقدمة إصدارها الجديد "آخر المسلسل" ما اذا كان القاريء سيشاركها صرختها " كفى أيها الأوغاد" بعد قراءة مجموعة القصص القصيرة التي كتبتها متحدية ما أسمته بثالوث الدين والجنس والسياسة المحرم. وقالت ثناء الإمام في مقابلة "أتت المجموعة انعكاس لتجاربي مع الأمن والزملاء والأجانب والغربة والمجتمع والعلاقات الوصولية التي أحاطت بي."
وتابعت "عندما عدت اكتشفت ان كل ما كنت أحمله من صور عن أوضاع المجتمع والرقابة وتشويه السمعة هي لا شيء أمام الواقع الرديء الذي تعيشه البلاد. كنت متمردة في داخلي ولكني حاولت ان أتعايش مع المجتمع دون خلق ثورات قد تجعل حياتي أكثر صعوبة ولكن المجتمع نفسه دفعني لإخراج تمردي أفعالا وطريقة حياة ما زلت أدفع ثمنها حتى اليوم." وثناء الامام صحفية بارزة معروفة بتناولها للمواضيع الشائكة وقالت ان الواقع الحزين أثر نفسيا عليها ودفعها لكتابة القصص القصيرة. وسافرت الكاتبة الى فرنسا عندما كان عمرها 18 عاما وتنقلت في دراستها بين العمارة والدبلوماسية وعملت مراسلة لوكالة الانباء السورية في باريس وعند عودتها الى سوريا في التسعينات عملت في إذاعة مونت كارلو واشتهرت بتقاريرها الاخبارية في جريدة النهار اللبنانية.
وكتاب ثناء الإمام الذي أصدرته دار اميسا في بيروت يحتوي على 23 قصة في 63 صفحة وتصف قصة (آخر المسلسل) امرأة تشاهد مسلسل عنف في أجزائه الاخيرة حين يطلب منها زوجها ان تنظف المنزل فتقابله بعدم مبالاتها قائلة انها غير مسؤولة عما احدثه من فوضى في المنزل. وتصف الكاتبة هذه القصة بانها عمل مجازي عن العنف الذي يسود الشرق العربي وكيف تحاول الحكومات متأخرة طلب المساعدة من شعوبها التي اهملتها وسحقتها لعقود.
وتقول الكاتبة ان المجتمع العربي بشكل عام غير صادق مع الشعارات التي يرفعها. وتقول في قصة اخرى "سأحاول ان آخذ مكاني بين مجموعة كبيرة من الشباب الغاضب وقد وقف يصرخ في الشارع لساعات طوال تسقط أمريكا تعيش فلسطين ومن ثم بعد المظاهرة الحماسية سأنضم لقوافل الشباب الواقف امام السفارة الامريكية للحصول على تأشيرة دخول."
ويوجه الكتاب نقدا لاذعا للرجل المستبد الذي تقول ثناء الامام انها تعرفه جيدا من خلال الخيانة والعنف الذي واجهته في حياتها المهنية والشخصية. وتقول في قصة (كيف ما برمت وجهك بتربح) "اسمي الديكتاتور الاكبر انظر لنفسي كل يوم بالمراة ابتهج لجمالي غير المسبوق. افخر بملامح القسوة في قسماتي.... انظروا الى تل الجماجم الذي نصبت كرسيي فوقه وستعرفون دون مساعدة العناء الذي تكبدته للوصول الى موقعي هذا."
وكانت مجموعة ثناء الامام القصصية الاولى العام الماضي التي حملت عنوان "لا" قد جسدت افكارها العابثة والثائرة كما تحب ان تسميها. وقالت ان تجربتها في الادب تساعدها على مواجهة الواقع.. "قصصي تعطيني مساحات كبيرة من الحرية لانتقد من اشاء بتورية واضحة لمن يعرف الواقع جيدا." (رويترز)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف