نواف القديمي: الاسلاميون وأسئلة النهضة المعاقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت من جورج جحا: سعى الكاتب والصحافي السعودي نواف القديمي في كتابه "محاورات.. الاسلاميون وأسئلة النهضة المعاقة" الذي قام معظمه على مقابلات اجراها مع رجال فكر اسلاميين بارزين الى جعل حواراته معهم تبرز كثيرا من وجهات نظرهم وكانت بعض اسئلته تبدو اقرب الى نقاش هاديء صريح غير موارب. وقال القديمي شارحا منهجه "ربما كانت بعض الاسئلة في هذا الكتاب طويلة بعض الشيء ذلك لانني قصدت ان تكون أشبه بمداخلات تتضمن الاستدراك والتعقيب وطرح الرؤى المغايرة في سجال هو اقرب الى محاورة منه الى حوار ينطوي على أسئلة استفهامية ليس الا." اضاف "حتى جرعة الاستفزاز التي رافقت بعض الاسئلة التي كنت امارسها بوعي يهدف الى ان يخلع الضيف عباءة الدبلوماسية -بالقوة المشروعة- ليناقش الملفات المطروحة بروح المثقف الذي لا يجد غضاضة في الاعتراف بالخطأ حال وقوعه لا بروح السياسي الشغوف بالدفاع عن الموقف ايا كان." الكتاب الذي جاء في 207 صفحات كبيرة القطع صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر".
الاسماء التي حاورها القديمي هي الدكتور عبد الوهاب المسيري والمستشار عبد الجواد ياسين وجمال سلطان والدكتور عبد الرحمن الزنيدي والدكتور محمد سليم العوا وفهمي عويدي ومنتصر الزيات والشيخ علي سلمان ومن الاخوان المسلمين الدكتور عصام العريان والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح اما الحديث "عن الاخوان" فاشترك فيه ابو العلاء ماضي والدكتور رفعت السعيد. وكذلك تحت عنوان "حوارات ايضا" ورد عنوان "ليلة مع حسن حنفي" وختاما "ليلة مع حزب التحرير". قال القديمي للمسيري "...من يقرأ للمسيري عن المادية ربما سيختار ان يعيش في كوخ ريفي أو بخيمة في الصحراء مستحضرا كل قيمه الانسانية والروحية راضيا براحة الضمير والانسجام مع الذات ومبتعدا عن كل مرهقات الحضارة.."
رد المسيري بقوله "هذا الحديث اختزال لرؤيتي عن المادية." اضاف في ما بدا نظرة توفيقية ومثالية الى الحياة لم يأت هو فيها بجديد حتى في نسبتها الى الاسلام فقال "انا أصدر في دراستي عن منطلق اسلامي يرتكز الى رؤيته للحياة البشرية على الثنائية.. ثنائية الجسد والروح. وهو ما يتميز به الاسلام عن الديانات الاخرى كونه لا ينزع منزعا ماديا وحسب ولا ينزع منزعا روحيا وحسب وانما هو يعتمد على التوازن في رؤيته للكون بين المادة والروح ..."
في مجال اخر يسأله الكاتب "ما الذي يميز نقدك للمنظومة الحضارية والقيمية المادية في الغرب عن النقد الداخلي الذي مارسته مدارس واتجاهات ضمن المنظومة الغربية... بل يذهب البعض الى ابعد من ذلك ويتحدث عن كون انتاجات المسيري الناقدة للحضارة الغربية ما هي الا ترجمات "بتصرف" عن تلك المدارس النقدية ربما باضافات محدودة.."
اما جواب المسيري فبدا على رغم رفض هذا القول اقرب الى اثباته اذ قال "اولا انا اكتب للقارىء بالعربية لان الخطاب الحداثي في العالم العربي والعالم الاسلامي هو خطاب تبشيري بالحداثة وغير مدرك لجوانبها المظلمة اضافة الى ان لي تجربتي ورؤيتي الخاصة تجاه المنظومة المادية في الغرب...
وقال ان من اضافاته ان الحل يكمن في العودة الى ثنائية الانسان كجسد وروح. وهذا الكلام لم يأت بجديد عمليا فكثير من رجال الفكر يرون هذا الرأي في المسيحية والاسلام كما ان بعض رجال الفكر السياسي والاجتماعي وضعوا صيغا واضحة لما سبقت ما قال به المسيري. فأنطون سعادة مثلا قال قبل خمسين سنة بما اسماه "المدرحية" أي المادة والروح في الحياة بما لا يقبل فصلا عمليا الفصل بين واحدة واخرى. وقال المسيري ان من اضافاته تعريفه بالحداثة "لان التعريف السائد ان الحداثة هي "استخدام العلم والتكنولوجيا والعقل" وانا اختلف معهم في ذلك وأعرّف الحداثة بانها "استخدام العلم والتكنولوجيا والعقل المنفصلين عن القيمة والغاية."
ومما نسب الى المستشار عبد الجواد ياسين قوله "حين تضاءلت قيمتا العقل والحرية في التاريخ الاسلامي تخلف التراث السياسي عند المسلمين." وقوله ايضا "الية القياس في الشريعة ساهمت في تقليص دائرة المباح وتوسيع دائرة الحرام وتضييق مساحة الحرية الانسانية.
مما قاله الدكتور الزنيدي "بعض رموز الصحوة (الاسلامية) يقتحمون السياسة وهم لا يقرأون صحفا ولا يتابعون اعلاما وهو ما انتج احكاما فجة ورؤى ساذجة." اما الدكتور العوا فمن اقواله "ليست كل افعال الرسول "سنّة تشريعية" ودراسة هذا المبحث ستحدّ من التطرف في الفكر الاسلامي." وكذلك قوله "يجب ان ينسجم الفكر السياسي الاسلامي مع التقسيمات السياسية الحديثة ويتواءم مع الفكر الانساني السائد." ومما قاله فهمي هويدي "من غير الاخلاقي ان تطالب الحركالت الاسلامية بحقها في المشاركة السياسية وتريد ان تحجب حق العلمانيين في المشاركة." وقال ايضا "هناك قيم كثيرة تبتذل تحت عباءة الليبرالية وكثير من الليبراليين يطالبون بالحرية الدينية ويصمتون عن الاستبداد السياسي." ومن أقوال الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق البحرينية " الواقعية السياسية تفرض علينا الاتكاء على الطائفية في عملنا السياسي. تجاوز الطائفية سيؤدي عمليا الى تجمد الحياة السياسية وتوقف مشروعات الاصلاح..." (رويترز)