مؤامرة الصمت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"لن يدركوا أبدا أن صراخهم إنما هو اعتداء غاشم على حرمة هذا الصمت، الأعزل و الوحيد..."
(عبد السلام الطويل)
منذ أن تورطت في فعل الكتابة آليت على نفسي أن أنذر قلمي للغائب و الهامش و الرافض... أن أكون صوت من لا صوت له، آليت على قلمي أن لا يخوض حروبا مأجورة نيابة عن أي أحد خارج ذاك السياق، لكن... في حالة كبير القامة أستاذي (عبد السلام الطويل) أجد نفسي مضطرا إلى التورط في معركة التجاهل المقصود التي تطال شخصه كمبدع و
لا أنكر أن الكثير من ذوي النوايا الطيبة، تحركوا و حركوا بالفعل حملات توقيع للتضامن مع هذا المبدع، مبادرات دعا لها الكثير من المثقفين و فعاليات المجتمع الأهلي على علاته، لكن و رغم كل هذا، لم يتغير أي شيء حتى الآن، و مازالت دار (لقماننا) على حالها و صرنا أكثر ما نخشاه أن يتحول اسم الرجل إلى ذريعة جديدة للمتاجرة و السمسرة، من أجل الحصول على امتيازات و لو ظرفية !!
كل ما أريد أن ألفت النظر إليه، هو أن هذه المبادرات بعبثيتها و ارتجالاتها و كواليسها لن تزيد إلا من تعميق مأساة الكاتب، الذي تحول اسمه ــ مبادرة فاشلة إثر أخرى ــ الوسيلة الأقرب، لتجميل صور البعض/ الباحثين عن واجهة أخلاقية أو إعلامية ما !!
لكن الأكيد، أنه و في آخر هذا المطاف العبثي، سيضطر كل السماسرة... المرتزقة... و محترفي النميمة و الحقد، للتقوقع في زوايا النسيان، و سيبقى اسم (عبد السلام الطويل) شامخا ... متألقا... بخلود إبداعه و نقاء يديه، سيبقى و يهوي كل هؤلاء على هامش التاريخ و الحياة.
ما يقع في الحقيقة، هو أولا و قبل كل شيء، إفلاس ثقافي و أخلاقي خطير، جريمة قتل كاملة، نشارك جميعا في إضفاء المزيد من الإثارة و التلغيز على تفاصيلها المرعبة.
أدرك جيدا، أنني لست المؤهل للحديث عن الأستاذ (عبد السلام الطويل)، و أدرك تمام الإدراك أنه قد يرفض ما كتبته، و أنا أتفهم جيدا رفضه و حساسيته المفرطة من الخوض في مستنقعات هذه القضية، لكن... عندما تنعدم الرؤية فيما يخص شأننا الثقافي، عندما يسود منطق المؤامرة و الطعن من الظهر، أجدني مضطرا للصراخ: (مهما صفت طواياك... لن أصدقك أيها الوطن !!)
تذييل:
عبد السلام الطويل قاص و روائي مغربي من أعماله (مدائن الشمس، شتاء وشيك، أكاديمية أرخميدس، مطر المنور، أيام مستعملة ) تعرض لعملية نصب و احتيال و قد ظل جراء ذلك دون سكن أو مأوى.