شعر

اغنية عندما تـنهي القصيدة نفسها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما
لايهمـّها، هي العاشقة،
أن ينفجر عمود صبحي في دارنومها،
وتكتفي بنظرة ما : هائلة
كأنها صُـمّـمتْ لمسح كياني كله.

عندما
ارتجف، كما سعفة، وهي بطقس مزاجها المتقـلّــب،
تنتزع الريشة الأقوى من جناح وجودي،
غير عابئة بما قد أصير اليه :
عصفورا في العراء،
يعيد اكتشاف صحراء اليد التي امسكتْ به،
او
بلبلا لاجدوى من غنائه،
عند نافذة قلبها المغسول بضباب القطيعة.

عندما
لايعني ان امنحها الوردة او السيف،
او
حصاني الذي يمر بين حواجبها،
حاملا
على ظهره معطف البرق.

عندما
لاغد ولا امس،
كأن الحاضر هو الزورق، وقد جفّ الوقتُ في الساعات،
وارتدى العالم بدلة الفراغ،
فلاشيء من الانجذاب كان بيننا،
ومامن شيء هناك آت اسمه الفراق.

عندما
لاتشوب خرائط عواطفها الا زلازل الخصام،
وقد نسفتْ كون خرائطي المكتظ بالسنابل،
في لحظة الحصاد،
وقبل أن تنحدر القطرة نحو القطرة، وتتكون البحيرات..

كأنها
ماطرقتْ بابي، ولم افتحه.
كأنها
مافتحته عنوة،
فانهار سقفُ عزلتي، وتساقطتْ ثمارها،
كما الماء، من على الشرفات..
كأني لم اضع على طاولة التفاوض مفاتح نصرها:
لاحاجة للقتال
فأمام أعنـّة الطوفان لايملك النبع لنفسه شيئا،
انما لاتقلقيني
لأنني، قبل ان اكون اسيركِ، انسان..
كأني لم افتح امامها براري قلبي الدافيء الحنون،
لترى الجنة، ويسكنها العيد..

عندما
لم يعد ثمة مكان حتى للغياب،
واكتشفـُني مجرّدا، في خيالـِها، حتى من محنة الحزن،
كما لو كنتُ سلكا هاتفيا، لايرتجف حين تمر الخلجات من خلاله

عندما
تذهب الى نفسها، وأخلع نفسي عن نفسها وأتبعها،
منتظرا
أن يتم الإلتحام، فأكتشف مجرتها
عندما اكشف مجرتي نجمة بعد نجمة،
وتحجب سرابها بنيازك باردة،

كقصائد العاطلين عن التمرغ بالجحيم أو بالجمال.
عندما
تهرب الى النعاس،
واهرع باحثا عنها في بحيرة السهاد.

عندما
لم يعد التساؤل مجديا، كالعتاب على الوقت،
ولاالشعر ملاذا من تقطيبة افقها المكتظ بالكمائن.

عندما
اُشنقُ بما يقول لها الآخرون،
واعود من الموت بما قاله آخرون غيرهم :
عندما عدتُ لااعرف
كم حاجتها من الموتِ حتى اموت ميتة طويلة،
تـكفيها والاخرون ؟
عندما لم اعد اعرف
كم شجرة اقطعُ كي انتزع، من ارض روحها، شريعة الغابة ؟

عندما
وجدتُ أن قلبها لايسع البراءة،
وأن أصابع اخرى تعزف لحن انكساري، لتطربها..

عندما
أصابها جنوني، ولم تطر مع السكون،
مثل ريشة تجرح الهواء.

عندما
اجرّ اليها شمس البوح،
وغرام التلصلص عما وراء الكتابة،
ثم
اشرق بها على الشعر،
فلا تمارس الا الغروب.
هكذا
تـنهي القصيدة نفسها بنفسها،
وينطفيء كل شيء.

finjan_2002@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف