شعر

من سِفْر العماء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشباح وظلال

أرمي قفازي المثقوب إلى الريح
تتلقفه مرتعبه
بعد سقوط لا يتناسب والتيار
امرأة صلعاء
ما كان على الرأس سوى لمع الليل العابر يقدحها
وسوى تذييل الشمس المنذورة للعتمة
كانت خطواتي ملتبسة
في ظل خداع النورالقابع في الظلمة مرة
الشاخص في الحائط أخرى
الجاري خلفي أو قدّامي
يرسم ظلا لملاك ٍ يقعي خلف جناحيه المكسورين
أو شكلا ممسوخا
لفضاءٍ تكنسه الريح
أو شبحا
لطريق مسدود
يعبره أعمى.
14.02.2006

حوار

نظرَ الرائي
وسأل:
- أ هذا السروالُ شتائي؟
كلا.
- وهذا البُرْدُ ربيعي؟
كلا.
- وهذي الكنزة صوفية؟
كلا.
- وهذي الألوانُ أتصلح للموسم؟

معذرةً،
قال الآخر:
أ أنتَ مثليَ أعمى؟
15.02.2006

المعري يُلقي أشعاره

بعض أشجار
" إذا عُدّتِ الأوطانُ في كل بلدةٍ
لقوم ٍ سُجونا فالقبورُ حصونُ
فكنْ بعضَ أشجار تقضّتْ أصولُها
ولم يبقَ في الدنيا لهن غصونُ"

زجاج
"يُحطّمنا ريبُ الزمان كأننا
زجاجٌ، ولكن لا يُعاد له سَبْكُ"

خرقة
"حاطني خالقي فعشتُ ولولا
خوفُهُ، قلتُ: ليته لم يَحُطْني
جسدي خرقةٌ تُخاطُ إلى الأرض ِ،
فيا خائطَ العوالم خِطْني"

اغتنام
"ليس اغتنامُ الصديق شأني
فلا يكنْ شأنُكَ اغتنامي"

أضداد
"خَفّف ِالوطءَ، ما أظن أديمَ الأرض
إلا من هذه الأجسادِ
وقبيحٌ بنا، وإنْ قَدُمَ العهدُ
هَوَانُ الآباءِ والأجدادِ
سِرْ إن ِ اسْطَعْتَ في الهواء رويدا
لا اختيالا على رُفات العبادِ
ربّ لحدٍ قد صار لحدا، مرارا
ضاحكٍ من تزاحُم الأضدادِ"

العماء
" قد ترامتْ إلى الفساد البرايا
واسْتوتْ في الضلالة الأديانُ
أنا أعمى فكيف أهْدي إلى المنهج
والناسُ كلهم عميانُ
والعصا للضرير خيرٌ من
القائد فيه الفجورُ والعصيانُ
إنْ تُمَلّيءْ بالهم كأسيَ دنيايَ
فكاسي نعيمها عُريانُ
يبْتَني راغبٌ فما تكمل الرغبةُ
حتى يُهْدَمُ البنيانُ
ليس في هذه المجرةِ ماءٌ
فيُرَجّي ورودَهُ الصديانُ"


تذييل الرائي:


كان العقل
محفوفا بالأسلاك الممتدة
من قرن الثور إلى عنق الأيل
ومن غصن الشجرة
إلى شريان الحلم البشري
كان الشاعر يجري مرتعشا
يتأبط أشلاء الرؤيا الشعرية
ليرمم ذاته
مختبئا خلف مغاليق الفكر وسجّانه
خلف قناعات الوهم
خلف أحابيل الرؤية:
تمحو ألوان المحسوس بلا رحمة

أتُنْكرني الألوانُ؟
أتُنكرني المرأة؟
أتُنكرني الأشجار؟
أتُتْكرني الذكرى؟
ما اللمعُ سوى حدس
ما الحبّ سوى فيض اللمس
ما الأحلامُ سوى بعض ٍ من أغصاني.
ما الآتي إلا رُبّاني.

أ هذا بعضي المسفوح بلا رحمة
في مِرآة السمع؟
أ هذا الجمع
مَن يسمعني منبهرا بمرايا الأعمى؟
أ هذا الجمع
مَنْ يُلزمني أو لا يُلزمني
بما لا يلزم؟

أهذا العكّازُ ردائي؟

يقتاد الأعمى أعمى
ليُباركَهُ
سعةَ النظر ِ

صاح القاصي والداني:
وَيْحَكَ يا ابنَ الرؤيا
العالم أعمى
والمبصرُ أنت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف