شعر

بين حواء وآدم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إنّي أتيتُكَ لا من سكونِكَ أو سكوني
من قمَّةِ عقلي - ربَّما - أو من أوْجِِ جُنوني
من طقْسِ أمطاري - لا - بل من صحْوِ غُيومي
أتيتُكَ لأقولَ "كن"
فهلْ تعرفُ معنى أنْ تقولَ "كوني"..؟

** ** **
يومَ أتيتُكَ كانت ليَ قضيَّة.. وكنتَ أنتَ الدَّمعَ/
الكُحْلَ في عينَيَّ..
توقِدُهُ.. تخضرُّ النَّيازك
وهبتُكَ إنسانيةَ أنثايَ وأنت تزِفُّ إلى حواءَ بدْئكَ
كتواشيحِ ناسكْ
أنا مثْلُكَ - في البدءِ - كنتُ
تِسْعاً حُمِلْتُ
مخاضاً صرَخْتُ
إلى دنيايَ بعيْنَيْنِ مغْمضتيْنِ جِئْتُ
لماذا واحدٌ منّا يكونُ الضَّحيّة؟

** ** **
حين أتيتُكَ ما كان يَعنيني
ما قالهُ الرُّواةُ على امتدادِ القرون
تَلَوْتُكَ غصناً تبارِكُهُ السَّنابلْ..
تفّاحةَ عِشْقٍ تُرتِّلُها الحناجرْ
وَهْناً وعَبَثاً
حملتُكَ تِسْعاُ
حملتكَ فَصْلاً.. وموجاً يسافرْ
فأين "ابنُ آدمَ" عصفورُ جَوَى..
يُغَرِّدُ صوتي قبلَ اجتياحِه
أيان انت "ابنُ آدمَ"..
في بَوْحِيَ سرٌِّ..
وفي سِرِّيَ بَوْحُ جراحِه؟

** ** **
يومَ جِئتُكَ ما كان يعنيني
أنْ أكونَ دونَكَ أو تكونَ دوني
كيدُ حوّاءَ - أمْ مَكرُ ظنونِِ -
ما كان يُلْغيني...
حذفوا "ألف التأنيثِ" امْ في "تائِها" ربطوني

ينبثِقُ حضوريَ من صَوتي
لا من "ألفٍ.. تاءٍ" نِسْويَّةٍ - أو "نونِ"
لأنشدَكَ صباحاً عُذْرِيّاً جِئْتُ..
لن يُثنيني..
سَكَنٌ دونيٌّ يُصَكُّ باقبيةِ الحريمِ
سيظلُّ صهيلُكَ في قافيتي
كَرَجْعِ اللّحنِ يستبقُ أنيني

** ** **
يا فجرَ فاتحتي وشعارَ حَدْسي..
اليومَ جئْتُكَ كي اناجي فيكَ نفسي
وأحرِّرَ الغدِ المقبلِ من جهلِ أمسي
لأنكَ انت "الأنتَ" يومي وغدي..
وعيناكَ حقلي وشمسي
بأُنسِ بَوْحِكَ توَّجْنتُ مملكتي
لتعودَ كما كنتَ.. على أرضِ يقيني
على دفترِ العمرش هتفْتُ "كنْ"
فهلْ تعرفُ معنى أن تقولَ "كوني".؟

شاعرة سعودية

badia33@rogers.com
badiapoet@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف