هي.. وأخواتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
1
ترفعُ إزارها
مهلّلةً بالتماجيدِ
لتسرحَ بينَ حرائقِ الآنَ
ودويِ المقاصدِ
إلى زمنٍ تقفُ فيهِ منكسّةً شعرها
بينَ الصخورِ، أتينا نُمسّدُ أقدامنا
ونفركُ أكفّنا من صرخةِ الحبالِ
الحبالِ التي أنكرتْ منازلها في معاصمنا
ندخلُ في هذا اللججِ المتعفنِ
تاركينَ المرافئَ للمعدميْن.
نزكمُ في القيظِ
ونعرقُ في هذا الشتاءِ المتقافزِ كالجرادِ
ندخلُ مرقدَ الوقتِ
حيثُ المآذنُ تمجّدُ الآلهةِ
وتنعى الكنائسَ صليباً تكسَّرَ للمواقدِ
وتبقى الأديرةُ عجوزاً
تمسحُ بأكمامها الدموعْ.
هذهِ المزقُ تتباطأُ بالرحيلِ
وتستوحشُ المارّةَ حينَ يغوصونَ بهذا الشعاعِ
ترى إليهم غرباءَ ينكرون الأسيجةَ
ويفرضونَ طقوسَ الغيابِ
يغتالونَ القصائدَ، ويدمجونَ ابتهالاتهم خمرةً
تقوّسَ النوافذَ، وتسدُّ الدروبَ إلى حانةِ اللهِ
ما دامَ في الأرضِhellip; أرضٌ
تبقى المدينةُ سكرى
مصلونَ يرفعونَ البسملاتِ
ويقنتونَ بمراثيهم .
المدائنُ تمسحُ الغبارَ عن نوافذها
وتدفئُ أطفالها بفوانيسِ العيدِ
ترخي مقلتيها، وتنامُ في زحمةِ الفرحِ المبرمجِ
وتنامينَ أنتِ .. في زحمةِ القطعِ المبرمجِ.
لا الماءُ يجري للبيوتِ
لا المداخنُ أوقدتْ نيرانها
لا الصحارى اتسعتْ لأطفالكِ الهاربينَ
وحينما نخرجُ في متاهاتكِ
يفاجئنا الحراسُ: بطاقاتكم؟
أما كنتِ تسرحينَ شعركَ
وتلبسيَن الزهوَ في الحاناتِ
لماذا اذاً قصصتِ ضفائركِ ؟
وأبدلتِ ثيابكَ عريّاً وسطَ الحشودِ؟
حينما كنا صغاراً ..
نرسمُ الفرحةَ إذْ صُبّتْ ببغـhellip;
أمانٍ لا تُعادُ
فلماذا hellip;
أطلقتِ الأظافرَ
تنهشُ وجوهنا، وتشقُّ الصدورَ؟
المدائنُ تُرحّلُ أولادها المتعبينَ
وأنتِ .. مازلتِ تحنينْ
تتركينَ الجيادَ تصولُ بعيداً
وتُمسّدينَ على رؤوسِ أطفالكِ المقعدينَ
لماذا اذاً هذا السرابُ؟
سرابُ الموالدِ يدينَ الطفوفَ طفَّاً جديداً
سرابُ العرائشِ وهي تكوّمُ الكرومَ من اليباسِ
سرابُ الشفاهِ
سرابُ العيونِ
سرابُ السرابِ
غدتِ الرماداتُ شوارعَ الولادةِ
يجهضنَ الحبالى
ويلدنَ السرابَ
على أيِّما زمنٍ تخرجُ الأجنَّةُ للحروبِ؟
أحرى بها
حربُ الولادةِ
حربُ المخاضاتِ التي لا تنتهي
أحرى بها
تركُ المشيمةَ للهواءِhellip;
لا الرؤوسَ.
2
حينما أجتازَ الجدارَ جدارٌ ثملٌ
أيقظَ التواشيحَ من جسدٍ
ألبسوهُ بضعَ نجماتٍ
تتلألأ مع انشدادِ الشموسِ
الكلُّ مصبوغٌ بالأشجارِ
أو، الأشجارُ استحالتْ ملابسَ ارتدتها المدينةُ
السلالمُ ارتقتْ جسرَ المشاةِ
حينما أجهزَ العريفُ على باقةٍ من أكبادنا
داخلاً دهاليزَ الدماءِ
مرتجلاً في فمٍ أدردٍ كلَّ الشتائمِ والألقابِ.
مذهلٌ هذا الوقتُ بالذاتِ
تتكاثرُ الأشجارُ فيهِ حدَّ الاختناقِ
حينما يلتفُّ النخيلُ على حدقاتِ المقابرِ
تتكوّمُ العُقُلُ بينَ نثيثِ المداخنِ
واشتباكِ القطاراتِ الماضيةِ
إلى ثكناتِ جُهّزتْ بالعصي
ما ينخرُ أقدامَ المهرولينَ
إلى حثالةِ الطوابيرِ
لتسجيلِ أسماءَ ما يدعى : بالجنودِ
بدأَ بمضغِ اللعابِ المشدودِ
إلى مؤخراتِ أجسادٍ
ابدلتْ شايها كافورا