شعر

الطريق الى سومابل*

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

متى استيقظ النخل قبل الحروب؟
ومتى جاءني النهرُ يحملُ قتلاه مختلطينْ
بالطحالبِ والطين ْ
ورائحة السمكِ المتسممِ عند الضفافْ ؟
لماذا ارى في المساءْ
النساءْ
على ضفةِ النهرِ مجتمعاتْ
يحدّقنَ في الموجِ يحملنَ آساً واوراق سدرٍ
ومنتظراتْ
ومنتصباتْ
كجمعِ تماثيل سوداءَ ،
هذي بلادي
وههمُ اهلي
وليس لديَّ سوى حكمةٍ
وسؤالٍ أخيرْ:
لماذا بقيتُ وحيداً

متى نام اهلي قبيل الحروبْ
ومتى استيقظوا في الدويّْ
ومن قال ان القيامة َ قامتْ
وان الحياة استمرتْ
وان النذالة قامتْ كروحٍ تطوّفُ بين النيامْ
متى نهض الليلُ من نومهِ
ومتى هبط الضوء في ملكوت الظلامْ

في الطريق الى الأبدية ِصادفتُ تلك البلاد
وتشرّدتُ بحثاً عن الأرضِ في الأرضِ ،
او نخلةٍ
في الطريقِ الى بيتِ اهلي
فجاءت بها الريحُ مقطوعةً
والبلادُ مهدّمةٌ
مثل ذاكرةِ الميْتْ
كل الذي تركتهُ

الحروب سياجٌ من الآسِ او شجر الليفِ تعلو عليه الزهورُ,
الزهورُ التي تعكسُ الشمسُ في لونها الحزنَ والصمتَ،
تلك المشاهدُ قاومتِ الحربَ ،
واختبأتْ في رفوفِ الطفولة
في الطريقِ الطويلِ ،
الطويلِ الى البيتِ
قبّرةٌ في الرمالِ
سنونو على شرفةٍ في الطفولةِ
افعى على حائطٍ
وهلالٌ على قبةٍ
ومأذنةٌ في انعطافِ الطريقِ الى آخر السوقِ
شوكٌ يغطي رصيف المحطة
والعرباتُ محمّلةٌ باللزوجةِ والدمِ المتيبّسِ والحشراتْ
والمحطةُ ساعتها دون وقتْ
كأن الزمانَ تجمّدَ والارضُ ساكنةٌ
والمدينةُ من نُصُبٍ حجرية
ولاصوتَ فيها
ولا احداً يتنفسُ
والريحُ تكنسُ بعضَ القمامةِ من علبٍ بشرية
صوتُ نائحةٍ مفردٌ من مكانٍ بعيد
يترددُ بين التماثيلِ
تصحبهُ جوقةُ الريحِ والعلبِ البشريةِ
والارضُ تفرزُ مايشبهُ القيحَ لوناً ورائحةً
والقوارضُ تطلعُ من فوهةٍ وشقوق
تملأ الرُحُباتِ الصغيرةَ بين التماثيلِ ،
اين الرقى والتعاويذُ والملائكةُ الموكلون بطردِ الذنوبْ
واين الطريقُ
الى بلدٍ
انهكته الحروبْ
1992


* تركيب منحوت من كلمتي سومر وبابل وربما يشير الى بغداد في ذهني

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف