شعر

قصائد من ورد ورمل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بورتريت - تمثال


لُفافَةُ التبغِ في فمهِ
لحية ٌ كثَّة ٌ تفضحُ العُمرَ، في عتبةِ الأربعين
غزاها المشيبُ
وجهُهُ يتغضَّنُ من غَضَبٍ دائمٍ
ومن حُزُنٍ دائمٍ
من زمانٍ حقير
من كلابٍ تطاردهُ
يتغضّنُ من فشلٍ دائمٍ في الصداقاتِ،
من خيبةٍ في السياسةِ
من ضجَرٍ في الأدبْ
دائمُ النظراتِ
الى أُفُقٍ تتراكمُ فيه الغيوم
يتصاعدُ فيه الغبار
يدهُ فوقَ خدّهْ
اصابعُهُ في هدوءٍ تمسِّدُ لحيتَه
وبعدَ قليلٍ
يتحجّرْ
فأرفعه من مكانِه
وأُجلسه فوقَ رفِّ التماثيل

18 / 4 / 1989

المعطف

معطفي يتدلى
وحيداً على هيكلٍ من حديدْ
يميلُ الى جهةٍ
مثقلٌ بمفاتيحِ بيتٍ
أُبدّلها كلَّ عامْ
بعناوينَ أفقدُها بعدَ يومينِ
بعلبةِ تبغٍ
بوثائقَ رسميةٍ
بقصائدَ مخطوطةٍ
بمكانٍ لكفينِ
حينَ البسُهُ
أدسهما فيه

20 / 4 / 1989

انزعاج
يهبطُ الوقتُ مكفهّراً ومعتما المدينة ُ تلتَّمُ على نفسِها يُسرِعُ العابرون الرياحُ تُجمِّعُ عاصفةً والقمُامةُ تكنسُها الريحُ والقبعاتُ تتدحرجُ فوقَ الرصيفْ أفتحُ البابَ، أدخلُ أقربَ مقهى تواجهنى النادله بارُها يقبضُ الروحَ أطلبُ شاياً بليمونَ لا شايَ عندي، - اجلبي قهوةً يهبطُ الوقتُ أدنى فأدنى يحِلُّ المساءُ ، المساءُ الكئيبُ موقفُ الباصِ يبعدُ سبعينَ متراً إذنْ،دَعْ لقيصرَ هذي المدينةَ واذهبْ لبيتِك 17/4/1989


الشاعر والكلاب


أبوابي مقفلةٌ
تُقرَعُ في منتصف ِالليل
أنظرُ من عينٍ سحرية
فأرى هيئاتِ رجالٍ وكلابٍ في جسمٍ واحدْ
(وجوهَ رجالٍ ،أجسامَ كلابْ)
أسألُ : مَنْ هذا؟
تنبحُ في وقتٍ واحدْ
- ماذا تطلبُ مني؟
أسألُ نفسي وأعودُ الى كرسيِّ
أسمعُ صوتَ مخالِبها تُنشَبُ في خشبِ البابِ ،
أنامُ
وأحلمُ ان مخالبَها تنهشُ لحمي
وصباحاً
أستيقظُ في فَزَعٍ
أتحسسُ فوقَ فراشي
دميَ السائلَ من جسمي

عابرون

مِن وراءِ الزجاجْ
- الزجاجُ تزيّنُهُ نخلةٌ وحروفٌ -
يمر ذهاباً ، إياباً
عابرونَ سريعونَ مثلَ شواخصِ رَمْىٍ
.............

الشوارعُ من جهةِ الشارعِ الثانية
لم تُنَّور بعد


رجل في مدينة


منْ يصيحُ عليَّ
من ْ ينادي
في المدينةِ حيثُ الشوارعُ خاليةٌ
والمصابيحُ مطفَأه
تكنسُ الريحُ بعضَ القمامة
والسطوحُ تبلِّلها قَطَراتُ المطر
في الزجاجِ تلوحُ البناياتُ في جهةِ الشارعِ الثانية
وحينَ أتوقفُ
أبدو كمدَخنَةٍ بين سطحينِ
برقٌ يضئُ الزجاجَ
وتسقطُ صاعقةٌ في مكانٍ قريبْ
يختفي مشهدي


قهوة الصباح


النادلتانِ
تُعيدانِ ترتيبَ زينتهِما
عبرَ مرآةِ بارٍ صغيرْ
تضحكانْ
تجلبُ إحداهُما قهوتي
ثمَّ تغيبانِ
حينَ أغيب
في مجاهلِ يومي

مقهى الانجليكا


هذه سنة ٌ ثامنة
مقعدي نفسُهُ
وإمرأةُ الـ *Rohatar

نفسُها
متقاعدةٌ فوقَ مقعدِها
تسألني : هل تزورَ بلادَكَ ؟
وتسمعُ نفس َ الجوابْ:
آملُ ذلك -

* باللغة الهنغارية، ويعني مكان تعليق المعاطف والقبعات شتاء ً في المقهى حيث تديره نساء مسنات عادة ً


ابخرة


أبخرةٌ
تتصاعدُ
فوقَ منائرْ
ومنابرْ

أبخرةٌ
تتصاعَدُ
من بالوعاتٍ
في الارضِ
ومن بالوعاتٍ
في جسم ِ الأنسانْ

أبخرةٌ
تتصاعدُ
من أحلامٍ مزعجةٍ
من أفكارٍ تغلي

أبخرةٌ
تتصاعدُ
تعقدُ دائرةً
حولَ الأشياءِ
وتخنقها

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف