قصيدتا نثر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الانفصال وحيدا
شاهدوا تلك المرآة المعلقة على جدار الرؤية، في الغرفة الكبيرة بحجم القلب. وانظروا الى المرأة الواقفة امام المرآة، وهي تنظر بصمت فيها بحثا عن الاتي. لم يكن هناك اي صوت الا صوت أغنية نافرة، كانت تصدح بين أضلاع المرأة بعبث. يا للدهشة! كان الليل أزرق ويدخل الى الغرفة عبر نافذة صغيرة بحجم العالم، وكانت هناك مجموعة من الرغبات الهامدة في زوايا الغرفة. فجأة! ظهرت قطعان غيوم في فضاء المرآة فجأة. مدت المرأة كفها اليها، ونالت منها، ثم دفنتها في حقائبها المليئة بأوراق الانفصال. بعد قليل، التفتت الى الرغبات المعششة في اركان غرفتها. صعدت اليها، ومزقت خيوطها، فتحولت الى فراشات من حرير. عادت تحدق في المرآة مجددا. رأت الشمس تحترق في عينيها حد الانطفاء. أبتعدت عن المرآة، وأتجهت صوب نافذة غرفتها المطلة على اشجار الصفصاف، وحشائش الجحيم. رأت زهرة بيضاء تشع في الظلام. تأملتها طويلا، فشعرت بأن رحيلها الى الزهرة سيحولها الى ضوء يحلق بحرية في الوجود. حينذاك، القت جسدها من النافذة لتودع العالم الى الابد!
شيخوخة
اسألوني عن ليالي الغياب القديمة، فبها اخفيت صورتي في سرداب البيت قبل هروبي من الوطن. واذا احببتم ان تعرفوا شيئا عن تراب القلوب وعن المآرب التي ارسلتني الى المنافي، فاسألوني ايضا. وبوسعي ان احدثكم ايضا عن النبتات المزهرة في القلوب الذبيحة، عن اوراق الفراق الملقاة في صحراء المنفى، وعن الهزائم الثرية التي رأيتها في مفاتن الغربة. وحتى بامكاني ان احدثكم عن دواعي عودتي الى البلاد بعد سنوات طويلة من الغياب عنها. ولكن الشئ الذي لا أعرف ان احدثكم عنه هو سر اصابة صورتي المخبوءة في سرداب منزلي قبل هروبي القديم بالشيخوخة!