4 قصائد وأغنية باسلوب شعر الانحطاط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ذكرى من رحلوا في الأصائل العطرية
نجوم الصيف المعادية لضرائح حكمائنا المتحركة في الزمان، وتسكعات الملاك الأسود ما بين الأفلاك وما بين المذنبات الميتة والحية، وريبته المعهودة من العودة الى الأرض الشائخة، والتماسكات المهتزة لهجرات طيور الغاق التي نلحظها في الإعياء الواضح لتعرجات الأنهار في الغروب. مرايا متقلبة لموتى بلادنا في الصقيع الحميم للمنافي. لا تحجبنا هذه التغريدات الرهيبة للطيور عن نور موتنا الشفيف، ولا تجمّد خطواتنا شديدة اليقين في الوصول الى الهاوية، الغضبات البغيضة لمصائرنا. تزلزلنا ذكرى من رحلوا في الأصائل العطرية والارشادات الضئيلة لهجرات الكواكب، ولا اجوبة لدينا عن التكدرات الدائمة للمناخ في طوابع السنة، ولا التوازنات السرية في الافصاح عن رغباتنا المحطمة. وحدها موسيقى نمش وجوه موتانا الأجلاء، تشتعل برحمة عظيمة باتجاه الملصقات الكبيرة للفضاء الخارجي. (2 / 5 / 2006 مالمو)
لا صلاة لنا إلاّ صلاة اللا كينونة
تلفحنا في تشعبات الألم نار الرغبة ونار الزوال، وتركلنا التجلدات الضخمة لجدران الأحلام. لا لآلئ لنا في الممشى النحيل للفناء، ولا شواهد صديقة في صحراء الفقدان. هل نحتاج الآن الى اصلاحات جديدة في ايماناتنا ؟ لا شيء يجمع بيننا وبينك يا انزياحات الأنهار، ويا توترات الشواطئ في هجرات الرمال. تتمايل في كل لحظة أنفاسنا في الظلمة الشديدة للحيرة، ولا دليل يحكم اغلاق الرتاج، وتتشظى في الرنين العالي لوجوهنا فراشات الآمال، ويمتنع النور عن الاجابات. نمشي تحت الشمس الحرّة في خنوع تام، ويقلبنا البرد في ليل العزلة من دون شفاعة أكيدة. أغصان أيامنا القلقة مندحرة منذ الأزل في الهبوب الطويل لضجر الآلهة المحايدة، والكلمة تصدح بألم في السفوح الزرق للفجر الوسنان. لماذا لا توسّع الأفعى فحيحها في التحطيمات العمياء لتعرجات الصيف ؟ في موت نبتة أو طائر أو انسان. تنفضح خديعتنا التي أورثتنا إياها أوهامنا الجليلة. لكننا في الارادة الموجهة الجسورة، وميراثها المنقذ من صقيع الملائكة الذي أذعنت له المرايا في دوران الأجرام. نمشي تحت الشمس الحرّة في خنوع تام. لا صلاة لنا الآن إلاّ صلاة اللا كينونة، ولا غفران لنا إلاّ غفران اللا دينونة. (5 / 5 / 2006 مالمو)
أغنية الى موتي
أقرأ في لحظات فزعي باسم آنوبيس، صلاتي الجنائزية من أجل راحة أمواتي وراحتي.
ذكرى سفرجل حياتي الدمَّاع
والقرعيات التي حلمت في امتلاكي لها بالفردوس
والصموغ التي تعثرت فيها في الوطن وفي المنفى
تتخاذل كلها في تعبي على هذه الأرض وتضيعني في المتاهة الليلية للمصير.
ها أنا الآن أضعت في الأصائل المتعاقبة دلالة التاريخ، ونسيت النوم في التيقظات التي يصعب الانحراف ما بين ممراتها والحافات المنزلقة للزمان.
في العطونة الفائحة لطقوسي اليومية الاستعطافية من أجل التألقات الخفيفة لضوء الكلمة وكنهها، وفي الرفرفات السود لأيام حياتي الصائحة تحت الترائك القديمة لماضيّ، وفي الرنين المتشقق للون النحاس في الغروب. تضغط على أعصابي التخرصات المؤسفة للحياة في وداع من أحببتهم.
لا ثمرة الآن لي ولا زلازل
لا بركة ولا سراب.
التهدلات الهتَّافة والظليلة لرموش ايماضة الصائد الذي يطاردني ما بين الشقائق المتنفسة في الخميلة، والنهضات المندفعة التي تخّدر الفراغ والظلام في الأعالي المتيقظة لوردة التابوت. هما ما يجعلا ظلال موتي الهانئة والمقصوصة في المنعطفات النجمية للصيف، أكثر نعمة. ندى السنونو وعطش الغريق. تنتظرهما الريح المتكسرة في شهادة القناطر وأسرار الأبوابز (8 / 5 / 2006 مالمو)
أغنية الى حبيبتي باسلوب شعر الانحطاط
حَنّت الى سرر لي وأسرار، وحنَّ لها السرير
وانطبعت فتوقها في بيرق البرق، وماضيّع النرجس الولهان لها التورد والعبير.
كهناء من ملل أثقبتها لوائحه، وماجت شعقاتها في صرّة الصرير
تقول للعاشقين في دلال المدل. ميلوا على بصر الأبصار
واغزلوا جلسة في حسن صفصاف السعير
دانت لها المشركات ودانت قواميس الأباريق
وانحدرت في لعب، لا وية أعناقها القراقير. (8 / 5 / 2006 مالمو)