شعر

ثلاث قصائد للأسترالي فيل دويلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ترجمة شوقي مسلماني

فيل دويلي "Phil Doyle " شاعر أسترالي يرى بإصرار أنّ الكلمة شعراً لها دور رئيسي في المعركة القائمة على قدم وساق ضدّ الظلم والطغيان. هو في أوائل العقد الستّين من العمر، ورغم ذلك لم يصدر مجموعة شعريّة واحدة تضم ولو عشر ما كتبه مِنْ قصائد. يعيش في مدينة سيدني، ويعمل محرِّراً لمجلّة شهريّة محليّة.

1 ـ الغرَق
أضواء محطّة البنزين كقمر هذه الليلة
كما أرى وأنا جالس في غرفتي
أشعرُ أنّ القيامةَ باتت قريبة جدّاً
الطيور تلتهم الفراشات
القطط تلتهم الطيور.
إغرقْ، إغرقْ، إغرقْ وحيداً
هاتفٌ قالَ لي نمْ هانئاً
لأنّ لله يملأ السماء في هذه الليلة.

تسكّعتُ في الشوارع بثياب بالية
آخِرُ عملٍ لي أُبعِدْتُ عنه
كأنّما القديس بطرس قد تخلّى عنّي
رجال جائعون يأكلون القطط
مدن تأكل الرجال الجائعين.
إغرقْ، إغرق، إغرقْ وحيداً
رأيتُ عندما نصبوا الإشارات
رأيتُ عندما أنزلوها.

الليل يتحوّل على مهل إلى نهار
سماء زرقاء صافية أخرى فوق حديقة الحيوانات
أشاهد البناديق الفقراء يزحفون على ركبهم
البراز يلتهم المدينة
الناس يلتهمون البراز
إغرقْ، إغرقْ، إغرقْ وحيداً
البراز الذي سيجعلك تتأسّف غداً
كلّه مِنْ عمل اليوم.

2- سياسة

اليمينيّون
هم فقط أناس أغنياء
من دون خيال.
العنصريّون
هم فقط أناس فقراء
مِنْ دون خيال.

3- سقطتْ أوروبّا

البورغياس والبديعون
كلّ تلك الكتل المتراصّة المتعبة
خروتشوف، عزيمة دوبتشيك
غرامشي وغاريبالدي
يثبتون في مواقعهم بحزم ضدّ التيّار
يعرِّفون العالمَ، عرضه وقياسه
ويقيسونه بالطقس.
وسقطتْ أوروبّا
سقطتْ أوروبّا
سقطتْ أوروبّا أيضاً
أن تراها الآن سيكون قتلٌ جديد آخر فقط.

برجٌ فوق تلفازي
كلام عن الحرب
وشائعات عن الحرب
وملوك وملكات وملوك
غير أنّ الملوك لا يجرّون الطواحين
ولا نستطيع جميعاً أن نعثر على ماضينا
في القلاع أو في النصوص اللاتينيّة
أو ننتشر على مساحة الغرب
لكنّ أوروبّا سقطتْ
أوروبّا سقطتْ
نعم سقطتْ أوروبّا مجدّداً
ثمّة وحول تضرب عميقاً تحت الخطّ السريع.

أسلاك معدنيّة وجدران إسمنتيّة
رُكامُ حُفَر وعَنَاء
جيلٌ مدفون هنا
في الغابة حيث كان يصطاد
لم يُعرَف أبداً أنّ المسيح عاشَ هنا
حتى لم يمت المسيح هنا
لكنّه جعلهم يحيون بخوف.
وسقطتْ أوروبّا
سقطتْ أوروبّا
وسقطتْ أوروبّا مجدّداً
أستطيع في المطر أن أتحسّس احتراق جلدي.

وحيٌ عقيم مِنْ يأس
نحَتَ بليون قلب
وما مِنْ قلب يشبه الآخر.
أَعطى ثمّ أَنكر
التماساتِكَ وكرامتَك
وقدّمَنَا لحدود مستقيمة.
وتسقط أوروبّا
تسقط أوروبّا
تسقط أوروبّا على رؤوسنا
ونحن ننجرف
من دون مرسى
في البحر.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف