ثلاث قصائد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إله العصا
ويحي!
خليجُ الرماحِ ينغرزُ في الزمن القطني، وأغصانُ الصفصاف تُنقَشُ في الأقمار المنسوجة من البروق المتوارية في أعماقنا. كثيرا ما أرضعنا الشيطانَ من أثداءِ الملائكة، وكثيرا ماتكوّرَت أيامُنا في قبو العالم؟!
شاهدوا القذائف كيف تُنير البساتين، وكيف تقضمُ أعشابَها الصفراء! حواسُ العصا ملونة، غير أنها نظّمتْ موجاتَ البحر وقطعان الغيوم بلا عدالة.
ياكوناه! الأنوارُ تفترشُ صناديق الرغبة، وتصبح شواهدنا المؤطرة بأكاليل الفردوس.
ياأمرأتي! نامي في الأعالي، وإحذري إله العصا. فهو من خلق الموازين بلقاحه الاسود، وهو من سلب شفاه النساء من أيدينا. سأبكي كلمات الغيب. ياللأسف! الآلهةُ، سلاطينُ الكتب القديمة. وياللأسى! الملائكة تختبئ في اقفاصها الحجرية، وتقهقه دوما على نورها المعلب. وهناك! كانت الأصداف تتبختر كالطواويس على محيطات حلمٍ، وسموات أمنية، بينما كانت الرؤوس المثقبة تلحسُ الأصدافَ كالقطط.
هاهُم الأبالسة يرتجفون خوفا، بعد أن أيقنوا بأن دورانا قليلا للبصيرة الناعمة، ستتسع الرئات، وستضئ النجوم دروبنا المظللة بأجنحة السياط.
الفيضان
أرى السماءَ تحتضنُ بركاناً يقذف رماحاً تُثلج الأفئدة، وتلسع الروح! بينما أرى صبياً يلملم رغباته في جيبه المثقوب، ويهرب الى منزله الصغير. هاهي ظلال الأصنام تطوف فوق المدينة، وهاهم المارة يمضغون بأكتاف الأصنام بلامبالاة!
ـ لماذا ياأمي ؟!
فجأة! تظهر عربة فارهة مؤطرة بزهور سوداء، كان يسحبها جنود متوحشون، ويصرخون بوجه الهواء رغبة منهم بالحرب. علمنا انّ الحفاظ على أواني الشهد يعرقل دفء القصور المنتفخة، وانّ
أضابير العطور مخبوءة بالأدراج الذهبية بأنتظار إشارة الأنطلاق الى الفضاء.
ـ لماذا ياأمي ؟
أرى المياه تتدفق من مسامات الأرض كحبوب القمح، ثم أراها تسيح، تتزحلق تحت الأقدام وتحت الأشياء الميتة. حينذاك! علمتُ انّ رؤيةً مغموسةً بكلمات الماء، ستهشم الأصنام وأنيابها.
ـ لماذا ياامي ؟!
ربطت الأم وثاقَ طفلها بعمود للنور، وهي تذرف دموعها بغزارة، ثم أرتقت قوس قزح كان ينتظرها، وأنطلقت به بعيدا الى أنْ أختفت عن الأنظار.
ثريا السماء
قيل :
انّ إختراق فينوس لجموع القمامة، ألهَبَ الأشياء، وانّ رغوة ثدييها، خنَقت أنفاس أخي بعد أنْ ضاجعها خلسة. ياللذة! ليالي الصيف تأرجحت بسرة عشتار، واللآلئ أشرقت من روح الأرض ورسمت ثريا السماء. أما فراغ المنازل الشاهقة فقد تسربَلَ على أكتاف العذارى، عندما لوّحنَ بمناديلهن الحرير للجمال المتكلس. بينما الألوان صارت ترتجف حينما رشَقنَ اللوحاتَ برغباتهن! رأيتُ قطعانَ النمل تنحت تماثيلا للرب، وتجعل الكلمات ترتقي الخيول وتتجه الى المحو.
وقيل :
انّ موسيقى الحقول الملّغمة بالفحم صارت تلطخ الهواءَ، وانّ أغصان البرتقال باتت تُصفق لنسائم الربيع،
كلما ذابتْ ثمارها في أواني الشتاء. أما النوارس فقد وقفت على الساريات المشروخة وجرحت الأفق الأخضر بتحليقها بعدما نامت الرغبات على المرجان المدبّج بالتراب. لذا، لنْ أحمل الحقائب المبللة بالسواد. فالمرجان ينطفئ، كلما أشتعلت البحار بالعواصف.