البحر ليس طفلاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من مذكرات طفل الحرب
1 -
أمدّ رأسي إلى الدار
لأتذكر ما قالته ا لشجرة لأغصانها
تسبقني رصاصة تُشبهني تماماً
كلُ شيء يصبح طفلاً
حتى الأطياف الراحلة
تفرد أمي ذراعيها
يخرج وجهي من جيب قلبها
ليسبقني إلى العتبة
لكن الرصاصة تفتح عالمَ الحبر.
2 -
لأني أ خاف النوم وحيداً
تذكرت قصص جدتي
التي لم تخبرني ان المستقبل مسنون ا لحدّ
كما لم تحك ِ لي عن رياضة ا لتزحلق على الجليد
كل ما أتذكره منها :
إجلس بأدبٍ ياولد
وامش ِ مرفوع الرأس.
لا ياسمين في شرا يين النهر
لا نهر في جيوب أولاد ا لحارة
نظفتُ الأسبوع من أيامه
وكأ نني أ ستجيب للضوء المغسول
خرجتُ أغيظ براعم َ تلعب ( الغميّضة )
إنه اللعب ،،،، إنه ا للعب
أللعب يا أ طفال
شقاوة ملطّخة بدشاديشكم
وعند تبادل الحوا ر
كانت جدتي مثلما لعبة ضُغط زرها
ألعاب كثيرة حولي
لربما لجدات أخريات
وأنا ا ستمتعٌ بدهشة عيونهن
وأروي لهن عن مغامرتي
في التزحلق ببرك الدم.
3 -
لستُ بحاجةٍ لأب
كما لستُ بحاجةِ جمال الفصول
أو لأم ٍ بردائها تفتحُ الدروب.
الدائرةُ كما تصورها ا لجغرافي
تكره التحايا صباحا ً
وتكره أن أُدعى حُلماً مثلا ً.
ممتنٌ لها جداً
تلك الرصاصة ا لتي
ستصبح أ سرتي القادمة
حقاً لستُ بحاجة ٍ
إلا لمزاج الدويّ.
4-
لا تغلقوا أبوا بكم
شجيّ صوتي في خيبات ا لقلب
وجميلٌ وجهي في عيون أولاد الحارة
الذين رأيتهم
بما ليسوا بحاجةٍ إليه
سيصبحون مجرد دويّ.
5 -
السماءُ تسقط فوق رأسي
والأرضُ تلعب ا لنرد
الغيمة ليست نبياً
والدخانُ ليس الله
وأنا
أكفّن يدي بثوب الفضاء.
اللذين نسوا لعبهم ارتدوا آخر قمصانهم
ثم التحمت أ شلاؤهم بي وكأنها تنتظر زائراً
واللذين يصلحون للرواية المشوّشة
سيقرأون في كتب التراب
عن أطفال ٍ من أغلفة الرصاص
ابتنوا لهم بيوتاً.
6 -
وشششششششششش
وشششششششششش
كي لا يُقال ترك الدفتر خاليًا.