شعر

من مذكرات طفل الحرب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

(امرأة ٌ واحدة ٌ)

دون قلم ٍ يشاكس أوراقي
أو استئذان ِ حائط ٍمغفّل
تحت شجرة لا فصول لها
جلستُ أكتب بأصابعي
عن مدرسةٍ تعرّت للهواء
وانتقي من ا لنجوم امرأة ً واحدة ً
تتسع لمناخ استهزا ئي ببطاقة رعناء
بطاقة ا لتمويل
مخدعها جيب أ بي الذي كساني بالجراح
كما كسته ا لحروق
هل سبق ان شبعتم بدخان
أو رقصتم على قفزات الشظايا؟
هكذا رقصت زينب ا بنة جارنا
وأهدتني عينها الممتلئة بالدخان لأشبع.


(مدرستي تومىء إليّ)

أشم صمغ َ الجثث
أقلب اوراقَ الحرب
باحثاً عن ا سم ٍله من أنفاسي بللها
أجلسُ على كرسيّ بنصف رِِجل
الدفترٌ المحروقٌ
الذي كان حلماً
وبمهده ارتعش علمُ الصباح
لم يجلس في حضني كعهده ومدرس اللغة
وجدته مستنداً على عكازه

الذكريات بلا أذرع ٍ
والطنين يصفق لعمرٍ غضّ
فتسقط من عكازها
ذكرياتٌ بلا أذرع ٍ.

أيكفي أن أقول باقة الورد تغري الألوان؟
أم الرغيف يعرّي الدنيا من ملابسها؟
أساقطة ٌ هذه الدنيا؟
لماذا الصفّ ُ اليوم قبحٌ أخرس؟
دفتر الرسم مجرد دمامل
أحاول أن أرسم فيه
وزة ً تهرب من ذَكر ٍ يلاحقها
أو حمامة يجلس الشبّاكُ بحضنها
أحاول أن أثقب الريح
لأرسم لمدرستي باباً
لكنها تسقط ُ من عكازها
بلا أذرع لتثقبني
شهادة ٌ مدرسيّة ٌ عرق عليها ا لطين
المقلوع من صور الماء.

أيكفي أن اقول على باقة الورد تحجرتْ الألوان؟


(من بيت حامد)

نارٌ تأكل الرؤوسَ
وأحشاءً أعشابها نهبُ شرار
كلُ شيء تلاشى
أيتها الأرض الأكثر صبرا ً على حمم ٍ تلتهم الأسئلة.


(جمّا ر)

على اعناق ا لنخيل
ضاع
ذلك الذي يُقال له "الجمّا ر"
كان يصغي له النهر ُ
واللقاح أجنحة منه
وجهي.


(مشط أمي)

قاربي الورقي
يجدّف بالموت
الغيمات بلعن أرياقهن
وخبأن للظامىء زهرات سود.

قاربي الورقي لم يرفع رأسه عالياً
لأن الطير بلا أجنحة
والنخيل أعقاب سجائر
ولأن السماء لم تأسف كطفل
تأخذه الجذوع إلى لقاحها
مات مشط أمي منتحرا ً.


(منّة افتراضيّة)

ما زلت أكره السلاحف
التي على وشك ان تصبح مدينة
تخرج من مؤخرتها ا لحشرات.


(دُمية ٌ زرقاء)

يا قافلات المدى
لا تسرقن صوتي
مازلت املك ا لشجيرات الزرق
والمراكب التي ودعتها بنات ا لبحار
مازالت حولي الأذرع الزرق
الذبح الأزرق
ودمية زرقاء
على ثوبها بيت أزرق
وبقايا شفة مزرقة
قُبلة نرجسة القبر.

ياقافلات ا لبارود
خذن صوتي لمن لا إبن يأتيه ليلاً
وفي يديه مجمرة
لمن لا تجتاحه رغبة في امرأة
لمن خبرز الحقول بما يترسب من نار
لقلب ليس له إ يقاع الشطآن
وليس له أم تفلت ابتساماتها
وتلعب كصديق
ولمن يخيط بأشلائنا درعا ً
يتحصن به المغفلون.

ياقافلات المدى
اعطين له كل ما يمحي الأصداء
وفواخت قُطعت رؤوسهن
لكنهن يحيين معي أذرعة
تحمل ا لصفحة البيضاء كأجنحة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف