شعر

اغنية قديمة عن السهول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما تبدأ الحرب
سوف احتاجك
سوف اكون شيئا مهملا
وانت ستكونين باردة.
عندما تبدأ الحرب
سأحتاج ان المس يديك
لان النار ستكون الوداع الاخير
والجدران السوداء العالية
ستردد صدى صوتي المختنق.
هل تسمعينني؟
انني خلف هذا الجدار الاسود
اردد اغنية قديمة عن السهول.
عندما تبدأ الحرب
سوف احتاجك..
لدي شفرة حلاقة
لا اعرف ان كنت سأبتلعها
ولكنها مدماة
تتساقط منها قطرات الدم
من حنجرتي.
عندما تبدأ الحرب
سوف احتاجك..
هل اشبهني الان
مثلما كنت قبل عشرين عاما؟
هل استطيع ان اقفز الحواجز الصغيرة
كما كنت في الثانية عشرة؟
هل يوجد خلف هذا الجدار الاسود
من يسمعني؟
أهذا مستشفى ام مدرسة؟
لم اعد اتذكر اين كنت
حين تساقطت الصواريخ
على الرجال البالغين..
النار والاطفال المحترقون..
هذا الاحتفال الوحشي
جعلني اعرف انها الحرب.

انه رحيل لا يعني احدا..
هل كنت مع المودعين
حين ركبت القطار مع الجنود المهزومين
بعينين مدميتين؟
عندما تبدأ الحرب
سوف احتاجك
ولكنني سأكون شيئا مهملا
وانت ستكونين باردة.
هل تستطيعين ان تري الالم؟
اخبريهم عن الالم
عن الم الرجال البالغين
عن مكان الالم
انهم لا يصدقون
ان الالم يمكن ان يكون باهظا
انهم لا يصدقون
انني كنت خلف الجدار الاسود
احاول ان اوقظ الاطفال والرجال البالغين
من موتهم..
وهذه الحشرات التي تتكاثر حول سريري
الذي يتعفن..
من اين جاءت؟
هل تساقطت عيوني؟
لماذا لا ارى سوى الاطفال الهامدين
والحشرات الدؤوبة؟
هل هذا جلدي الذي يسود
وينسلخ عن اعضائي؟
اين كنت
ولماذا انا وحيد بهذه الصورة؟
هل ستسقط القنابل من جديد؟
آه يدي
اين يدي؟
احرك يدي ولكنني لا اراها
هل اصبحت جثة؟
والحشرات تتكاثر
حول سريري الذي يتعفن؟
هل تسمعين الرصاص
ام انني اتوهم..
عندما تبدأ الحرب
سأحتاج ان المس يديك
لان النار ستكون الوداع الاخير..
عندما تبدأ الحرب
سأكون شيئا مهملا
لا يخص احدا.

لاهاي -13- 2- 2003

شاعر عراقي مقيم في هولندا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف