شعر

كاترينْ أوَّلُ الغَيْمِ.. آخِرُ البُكاءْ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إلى البلجيكية Katrien Vanpee:

لم نكنْ على موعدٍ في بهاءِ النصِّ
حينَ قامتُها لا تعرفُ الارتباكَ
كنهرٍ راعشٍ بالنورِ
تألفُهُ ابتهالاتُ الشذا، وسجداتُ النخيلْ
لا ولم نشربْ معاً
ظلَّينِ هاربينِ من عَسسِ الوضوحِ
ومن ضجيجِ الثرثرةْ
ذاتَ مساءٍ شهيِّ الحكايا


تلكَ الوارفةُ بالأُنْسِ
كانتْ كالركوعِ في محرابِ القصيدةِ
خاشعةً.. ومستفيضةَ الترقُّبِ
وأنا أراها من شهيقِ الحرفِ
ساهمةَ الحُبوِّ إلى ارتشافِ المتنِ
وقتَ تُسندُ رأسَها إلى بضعِ فاصلةٍ
وأُفقٍ معجونٍ بالتعجبِ.. والاستفهامْ..
لا.. لم نكنْ على موعدٍ
وما تحيّنّا الفرصةَ
ذاتَ أمسيةٍ حالمةٍ بالشعرِ
في شيراتون الدوحة.. حصاد 2005 م

كاترينْ
وجهُها الناهضُ بالحساسينِ
عيناها العامرتانِ بالسهولِ والأنبياءِ
فمُها المحشودُ باللغاتِ والوردِ
يداها المترفتانِ بالنبيذِ
كونٌ غارقٌ بالزهوِ غافٍ على راحتيها
وزمنٌ مدنفٌ بالفراشاتِ
تستبقُ الورودَ إلى صداها
قلتُ يا كاتي:
ـ منهكٌ بالموتِ صدري
/ و كانت تزيحُ الحشائشَ عن بياضِ الفجرِ فيها /
ـ الرصاصُ،
أغلفتُهُ المرميَّةُ في ركامِ اللُّهاثِ
يقتلُ السَّروَ و السنديانَ في بلادي
/ و كانَ وجهُها الناهضُ بالحساسينِ
يُفيضُ على أطيافِها الملائكةْ /
ـ لا وقتَ يا كاتي:
فالعناكبُ أسئلةْ
والبحرُ يركبُهُ الجرادُ، الفراعينُ، البوارجُ


والأساطيلُ الـ تزيحُ خوذتَها
فأرى الـ f 16 حُبلى بأشلاءِ الوطنْ
/ وكانَ فمُها المحشودُ باللغاتِ و الوردِ
يُصلّي في صليبِ الربِّ.. ثمَّ يدعو /
كاتي لا تحبُّ القتلَ مثلي
وترى دمَ "راشيل"
زنبقةً تُغنّي أمامَ بيتٍ


لاذَ بالمنفى قبلَ ينتفضَ النشيدُ
" ويُحكى أنَّ "راشيل"
أطلقتْ دمَها لِتحميَ أُمّةً
و بيدراً ، و ثدياً وثيرَ الطفولةِ
ثُمَّ نامتْ في سريرِ الأُغنياتْ "
كاتي لا تحبُّ الموتَ مثلي
لكنَّها تُحبُّ الوردَ، والنّهرَ المعافى،
والسّنابلَ في غضيضِ الحقلِ رافلةَ السناءْ
وتعشقُ قطّةَ البيتِ الأليفةَ
طائرينِ ودودَينِ في قفصِها الصدريِّ
يُتقنانِ الشدوَ ، والقبلَ المُفردسةْ
دائماً توربُ البابَ قبلَ أنْ تسهو
كيْ يخرُجا


إلى غفوِ الحدائقِ في زفيرِ يديها
فيسقطا على هنيءِ الحلمِ في رعشاتِها
لِتُشيحُ للعصافيرِ زقزقةَ المراعي
كاتي لا تحبُّ الموتَ
وتعشقُ فتنةَ التفاحِ في ألقِ الرؤى
كاتي لا تحبُّ...
وتحبُّ أنْ تفدَ الضفافُ
إلى ملاذِ النهرِ في شُرُفاتِها..
وكاتي لا...
وتحبُّ
أنْ تعلو المآذنُ والكنائسُ


والدياناتُ القديمةُ والحديثةُ
فوقَ أثداءِ الروابي
كاتي..
وأن ترى لبنانَ
ـ قلبَ الله ـ
نابضَ الجهاتِ
" ويُحكى
أنَّ لبنانَ
يَغَصُّ بالفرحِ القليلِ، وبالمقابرْ
لكنّهُ يعتنقُ التلاوةَ والسماءْ
وأنَّ اللهَ يألفُهُ
لذا هما في حالةِ عناقٍ أبديّ "
/ وكانتْ يداها المترفتانِ بالنبيذِ
ملاذاً لدمٍ،
وأرجوحةً لأرواحٍ
لا تعرفُ الحربَ بعدُ /
ـ أقول يا كاتي:
" وجهُ القصيدةِ ، أشلاءُ السهولِ
ما تبقّى من النهرِ المعذّبِ
جرحُ البِقاعِ، رئتا قانا، رُكامُ الموتِ
دمُ لبنانَ العصيُّ على التخثُّرِ
القرى الثكلى، حمائمُ السِّلمِ اليتامى
بوش ، أولمرتْ، الشرقُ الأوسطُ الجديدُ
الموقفُ العربيُّ، والدوليُّ
مجلسُ الأمنِ وقراراتُهُ المتحشرجةُ
الفتاوى، الفتنُ، المذاهبُ، والطوائفُ
العُصابُ، الهذيانُ، الإقياءُ، والحُمّى
هستيريا مشاهدِ القتلِ المُسوَّغِ
وأنا أُصدّقُ، أو لا أُصدِّقُ
كلَّ هذا القتلِ، والوطنَ المرمى "
ـ أعيريني عصا موسى

ليعبرَ ضفةً أخرى.. ،
ومنتجعاً لروحي
أودِعيني جَوْفَ حوتٍ
علَّ قلبي يستكينُ..
......... وينجو
أو فامنحيني حكمةَ لقمانَ
كي أرمِّمَ ما تداعى
إنه وطني على عصا سليمانَ متكئٌ
وأخشى أنْ يفوحَ.. فيهوي

" ويُحكى أنَّ سليمانَ ماتَ
لكنّهُ بقيَ منتصباً على عصاهُ المتآكلةْ "
/ وكانتْ عيناها العامرتانِ
بالسهولِ والأنبياءِ
تتوسَّلانِ أوَّلَ الغيمِ و البكاءَ الأخيرْ /

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف