شعر

الموت عادة مملة بأنياب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


الموت عادة مملة بأنياب


هكذا أنت تبدو
حاصدًا خسارات بهيةً
محدقًا في ما كشفته الريحُ
وأنت تهوي منشدًا مجدك
مهديًا نصرك الزائد إلى خاسر عظيم
حامدًا وعاطلا
رانيًا كصالح تعثّر في صعوده المفاجئ
أيها المتاح :
الشوارع بأوصافها
وصوت المؤذن يخدش حياء الصمت
معلنًا دخول الشوكة في مملكة الليل
الهدوء كاذب
والصمت محتال
وكمن ترقد على بيضة الكون
تهبط العتمة عصيةً
تلج نهارًا قُدّ من جلد تمساح يدّعي أصلنا
الإيقاع الرتيب لانفجارات القذائف قيّد الغروب
كدابة لطخها الشفق .
كان البدر تمامًا كما ينبغي لليل
ألقت أشياءها فجأة, أغلقت أذنيها بكفيها، نهرتني:
طلعت (القذيفة من فوهة المدفع)
ينفجر الكون ثم يستعيد بيضته
(أحدق في تكتكات الشظايا على سطوح الليل)
بالنسبة لي :
خيّب الظنُ منشأي
أرهقتني التفاصيل أدخلتني إلى الأتون منقادا كتيسٍ ذكيّ.


سأمضي ذاهبا
سأضيء خالصا لوجهه
ولوجهي عتمة الاجتياحات
على حدود الكواكب الأخرى
وحواجز الطريق الصاعد إلى برج الثور
الوقت يقفز خلفي
محدثا تلةً صغيرة من زبد
يا الهي... تحطمت مقلتاي وأنا أرسم فضائح الكون
على شواطيء غزةَ العارية .
المدافع تبصق حقدها المعدني
والكلب ينحت عظمة من ظهيرة ما ,
تحت رمانة توقفت عن النمو .
لو تخطئْ قذيفة وتنفجرْ بعد لحظة من إيقاعها الفضي ...لو... يا الهي!
(الزنانة خلفية لكل الكائنات الحبيسة في فضائي)
الأشجار تحلم بوقفةٍ شبيهةٍ بالوقوف
الزيتونة مبطوحة كصبية مهتوكة
وزهرة الغزاوي تحدق بعينها البرتقالية وتهتز بإيقاع موازٍ لكل انفجار
نوارُ أنجزت وعدها
أعدت قهوتي
لكن الموت أسرع من قهوة نوار
ومن هلوسات الجنود وهم يبحثون عن نفق في الطابق الثاني
أيتها المفردة الملعونة (نفق)
كيف تسللت إلى عين الخليل وسلمت روحك لينة إلى
عيون الجنود المحشوة بشيء ما .
لملمتُ أبجديتي وانتظرت
- الموت منتشر كأفكار على النواصي
- في الطرقات إلى سدرة المنتهى
- في جثة حكمت عليها حِكمةُ العدو مؤبدا واحدا في ثلاجة الموتى
(أومأ الموت لها مخرجا لسانه المغبر)
- بين السبابة والوسطى الناكئتين عين السماء
الموت عادة مملة بأنياب

جاهلٌ ما أريد

أسأل عن معناكَ في العتمة الضيقة
ودون ألمٍ أخورُ
أكرر دوائري حول كعبةٍ رجراجةٍ
يسيلُ خواري
وتسقط فزاعةٌ نهشتها العصافير
وشظايا قذيفةٍ ضالةٍ
أحدّق كعارفٍ
وامضي مسائي محدقا
مستنشقا ربيع الأنوثة
وتمضي الكائنات معي
جاهلا ما أريد
أحرك اللحظة ومعنىً تسلَّل
يقفز الذئبُ إلى حديقتي وتتسع عيناي
لتحترق مخالب الفوضى
تلك المتاهةُ المضيئةُ بدقةٍ كاذبة
هي الحياةُ إذن والموت سيدها
وأدخلُ
تسكت شهرزادُ عن النميمة
أخور ثائرا
وأصرخ في الناي:
أين أبدو واقفا؟
يردد الصدى جهله مما أريد
أعبث في خيط ينكسر كسائحٍ ازرقَ
وأسال معناكً
أعطني مساحةً للمعصية
وقبلةَ الحياة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف