مقطعان في الاعتياد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المآسي الكبرى تبدأ من دمعة عابرة
لولاها لكانت الحياة مملة
محض دعابة سرعان ما تنتهي
كانت الدمعة إذن بمثابة تأشيرة
دخلت بعدها في قصص لا تنتهي
لتبدأ أخرى
فأخرى
أوقن الآن
ببصيرة حكيم من هذا الزمان
بأنني لا اصلح بلا شيء أدمنه
كلما أقلب ايامي أجد فيها قصة إدمان لا أتذكر كيف انتهت...
فهل أنا سوى سلسلة من الدموع؟
في الدمعة الأولى جفلت
هجست أني ساقط في بئر النهاية
وها أنذا
أعد القصص ولا أنتهي
أحسدني،
في غالب الأحيان،
ذلك المدمن فيّ ينتهي ويبدأ
مثل كل مرة
الخسارة هنا تصبح تاريخاً
وليست درساً
سطوح المنازل التي عبرتها وأنا أرتجف
علب الدخان
والفنادق
السيدات الأنيقات
ومواقف الباص
مجرد تاريخ مدون في سجلاتي الرهيبة
أريد أن أبدأ من جديد
ما أسطره ليس سوى عادة قديمة
عادة لا تكف عن الغضب
****
جئتك سكران
أحمل بين يدي شمعداني الوحيد
وفي قلبي دعاء متكرر
وقفت قبالتك مثل المرات السابقة
أجهشت بالبكاء
والتوسل
هذه القصة صارت مملة
ما أريده يفر من بين يدي
وما أقبض عليه لا يصلح خاتمة
أعرف أنني راسخ في الاعتياد
والتوسل
أريد أن أنتهي مثل محارب يوناني شجاع
أو مثل ساموراي عنيد
أو شهيد في كربلاء
أريد أن أنتهي وأنا غارق في الصلاة
والتوسل
ما مضى كان تمرينات على لحظة الحاضر
الأفرشة الوسخة، المدن النائية،
المهن الحقيرة، والوجوه البليدة
كلها تمرينات في الجلادة
والتوسل
جئتك سكران
أحمل بين يدي شمعداني
جسدي راسخ في الاعتياد
وعقلي بين يديك يذوي
أديلايد 1/4/2007
شاعر عراقي مقيم في أستراليا
www.abdalkalikkaten.com