غالوري الفنون

النقد السينمائي بالمغرب مدين لفيلم مصري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرباط:يرى باحث سينمائي مغربي أن النقد السينمائي في بلاده ارتبط بالفيلم المصري (أنشودة الفؤاد) الذي أخرجه في بداية الثلاثينيات الايطالي المتمصر ماريو فولبي وقامت ببطولته المطربة السورية نادرة. وقال عز العرب العلوي لمحارزي ان السينما اكتسبت مكانة بارزة في المغرب منذ عام 1912 الذي شهد أول عرض جماهيري لكن السينما العربية لم تعرف طريقها الى المشاهد المغربي الا عام 1932 عبر "أول شريط عربي (من مصر) ناطق يقتحم القاعات السينمائية المغربية.. حقق (أنشودة الفؤاد) نجاحا كبيرا انذاك." وأضاف في دراسة عنوانها (أشكال الكتابة حول السينما بالمغرب من سنة 1905 الى سنة 1960) أن الفيلم لفت انتباه عدد كبير من المغاربة "نحو اكتشاف السينما."
ونشرت الدراسة في العدد الاخير من مجلة (سينما) التي تصدها جمعية نقاد السينما بالمغرب بدعم من المركز السينمائي المغربي.
وتزامن صدور المجلة الاسبوع الماضي مع اقامة المهرجان الوطني للفيلم الذي اختتم دورته الثامنة السبت الماضي بمدينة طنجة الساحلية المغربية حيث أقيم على هامش المهرجان احتفال بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس جمعية نقاد السينما بالمغرب بمشاركة عشرات السينمائيين والنقاد من الاجيال المختلفة. واعتمد لمحارزي في دراسته على قراءة أعداد من جريدة (السعادة) المغربية مشيرا الى أنه حتى مطلع الثلاثينيات لم تكن هناك كتابات حول السينما فيما عدا اشارات الى عروض لافلام في قاعات السينما بالمدن المغربية الكبرى ومع وصول السينما المصرية الناطقة "واقتحام الوجه العربي واللغة العربية للستار الفضي (السينما) ستنحل عقدة لسان المتتبع المغربي وسيتجه الى صياغة اعجابه في مقالات متعددة." وأضاف أنه الى جانب سيطرة مؤسسة فرنسية على معظم دور العرض في البلاد نشأت مؤسسة مغربية أقل شهرة وهيمنة لكنها تميزت بتلبيتها رغبات "عامة الشعب المغربي المتعطش لرؤية صورته العربية في الستار الفضي." واحتلت فرنسا المغرب نحو أربعين عاما الى أن عاد الملك محمد الخامس (1927 - 1961) الى العرش في نوفمبر تشرين الثاني 1955 وأعلن في ابريل نيسان 1956 وثيقة الاستقلال. وقال لمحارزي ان الصحافة المغربية رحبت عام 1932 بعرض فيلم (أنشودة الفؤاد) حيث كتبت جريدة (السعادة) انذاك أن الاقبال "كان عظيما من طرف الاهالي لمشاهدة أول فيلم ناطق بالعربية."
وأرجع الباحث نجاح الفيلم الى "الاداء والصورة والمواضيع أيضا والتي كانت تذكي روح القومية العربية وتحرض على رفض الدونية والقهر الاستعماري الفرنسي."
وكان الفيلم أول بطولة للمطربة السورية نادرة التي ولدت عام 1906 وجاءت الى مصر عام 1930 وتعلمت العزف على العود وحملت لقب "أجمل مطربة" وكانت أول مطربة عربية تظهر في السينما. وبعد (أنشودة الفؤاد) قدمت فيلمي (شبح الماضي) لابراهيم لاما (1908 - 1952) و(أنشودة الراديو) للايطالي توليو كاريني. وتقول بعض المصادر انها توفيت عام 1990 بعد فترة طويلة من الاختفاء.
ووصف لمحارزي فيلم (أنشودة الفؤاد) بالشرارة الاولى نحو كتابة النقد السينمائي قائلا ان المقالات "تنوعت وتعددت حول هذا الحدث التاريخي الذي تمكن الى حد ما من انتشال المتلقي المغربي من غربته وضياعه بين أفلام غربية لا تمت لحضارته بصلة. فكانت لحظة شبيهة بالانتصار بالفوز العربي أو كما أسمته بعض المقالات بالفتح العربي."
وأضاف أن الفيلم جسد الحلم في "تجاوز ما هو كائن الى سينما عربية بديلة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف