كوستا غافراس ينوي السفر الى بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد هدوء اصوات الرصاص والمتفجرات و السيارات المفخخه
كاظم صالح من كوبنهاكن: على هامش مهرجان كوبنهاكن السينمائي كان بريق كوستا غافراس مخرج فيلم زد
وسط زحمة المشاركين والحضور في الحفل الختامي لمهرجان كوبنهاكن للسينما لمحت غافراس ينتظر مع الآخرين للدخول الى القاعه المخصصه لحفل توزيع الجوائز فانتهزت الفرصه للحديث معه . رحب بي وعندما عرف اني من العراق قال لي ارغب بحديث طويل معك الا ان المكان والوقت لايسمح ، وتابع حديثه اني اراقب مايحدث في العراق منذ اكثر من 7 سنوات ، دفعني الفضول لسؤاله هل لديك مشروع فيلم عن العراق ؟ صمت قليلا وقال لا أستطيع ان اصرح لك بذلك الآن خذ رقم تليفوني في باريس وسنتحدث براحه وهدوء . انفتحت ابواب الصاله ومضى مع المرشحين لجوائز المهرجان لاستلام جائزته .من خلال نظراته المتردده يمكن الأستنتاج ان في حقيبة هذا المبدع المخضرم سيناريو عن ملحمة العنف السياسي في العراق. لم يكن فيلمه رجل الورق ضمن الأفلام المشاركه في المسابقه إلا انه جرى تكريمه بمنحه البجعه الذهبيه ( جائزة مهرجان كوبنهاكن الدولي للسينما ) لمجمل اعماله ومسيرته الطويله في صناعة السينما .
ولعبت الأحداث السياسيه الهامه في نهاية الستينات وما رافقها من تصاعد المد الثوري واشتداد المقاومه الفيتناميه ضد الغزو الأمريكي وتحرك جيفارا لنشر الثوره في امريكا اللاتينيه وتعاظم حركات التحرر في افريقيا وآسيا ، هذه الأحداث الكبيره اثرت في الأدب والفن والموسيقى والفلسفه انذاك وشهدت فترة نهاية الستينات تغييرات جذريه في المسارات الفنيه والثقافيه . هذه الأحداث مهدت لغافراس التوجه نحو الدراما السياسيه وخلق البطل التراجيدي السياسي ليس على حساب المعالجه الفنيه والأبعاد الجماليه المتعارف عليها في الفن السينمائى ولم ينزلق في شراك الفيلم التسجيلي بل تمكن في اخراجه لفيلم Z ان ينتج فيلما يتميز بحبكه دراميه محكمه ويتمتع بكافة الشروط الفنيه للفلم الروائي وحقق نجاحا عالميا كبيرا وحصد العديد من الجوائز الكبرى ومن ضمنها الأوسكار الهوليودي.
الجدير بالذكر ان فيلم Z استمد احداثه من روايه وثائقيه للكاتب اليوناني فاسيليس فاسيليكوس تروي حكاية اغتيال معارض سياسي للطغمه العسكريه التي استولت على السلطه في اليونان في فترة الستينات .
أسس فيلم Z مدرسه جديده في عالم السينما اطلق عليها البعض تسمية فن الفيلم السباسي تميزت بطرح الموضوع السياسي الشائك والمعقد والممل احيانا للمشاهد العادي في اطار حكايه دراميه مثيره ومشوقه تمسك بمشاعر المشاهد وتحرك افكاره وتساؤلاته عما يدور حوله ويمس حياته ومستقبله وبذلك استطاع تحقيق هدفين مهمين ايصال الرساله السياسيه واستقطاب الجمهور الى شباك التذاكر اي الحفاظ على الألتزام الفني وأرضاء المنتج.
فتح فيلم Z آفاق واسعه وامكانيات غير محدوده امام غافراس للمضي في مسيرة الفيلم السيلسي يلهمه في ذلك موقفه اليساري وعمق ايمانه بالقضيه الأنسانيه الكونيه ، حيث اخرج عام 1970 فيلم الأعتراف يروي باسلوب كافكا قضية اعتقال وزير تشيكي وتعذيبه دون معرفة السبب والفيلم مبني على احداث واقعه حقيقيه .
عام 75 دائره خاصه عن مرحلة حكومة فيتشي الفاشيه التي حكمت فرنسا ابان فترة الأحتلال النازي. والرهينه 73 وهو فيلم مثير للجدل حو قضية اغتيال سياسي في اوروكواي وهو مثل بقية افلام غارفاس يستند الى وقائع حقيقيه .وفيلم المفقود
كوستا غارفاس اسس مدرسته في السينما وسلك دوربا جديده في مجال الأبداع السينمي وكسر طوق الجدار الكلاسيكي الهوليوودي وسلط بقعة الضوء على شظايا الألم الأنساني والقضايا العادله من فلسطين وحتى اروكواي وترك بصمات واضحه في تاريخ السينما العالميه . غارفاس فنان وانسان ومخرج كبير جدير بالحب والتقدير .
ksf@faraj.dk
الصور خاصه بـ"ايلاف" .