هوليود تعيد أنتاج افلام رعب السبعينات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أفكار السبيعينات تتضائل في نسخ عام 2006 !
محمد موسى من هولندة: لم يعد اعادة تقديم نسخ جديدة من الأفلام الهوليودية القديمة شيئا غريبا او ظاهرة متقطعة بل يكاد يتحول الى تقليد وخطط انتاجية هوليودية دائمة تتعاظم كل سنة. لم يقتصر تقديم النسخ الجديدة على الافلام الهوليودية فقط بل هناك اتجاه متزايد لتقديم نسخ امريكية عن أفلام أوربية وآسيوية وسينمات أخرى.
النسخ الهوليودية الجديدة ليست دائما أجتهادات مخرجيين مغموريين لا يتحرجون من الاتكاء على نجاحات النسخ القديمة ، مخرج معروف مثل مارتن سكورسيزي يدخل هذا المجال مثلا ويعيد انتاج فلم من "هونغ كونغ" ليحصد به النجاحات الكبيرة في أمريكا الآن.
التبريرات التي يقدمها المخرجيين وشركات الانتاج لأعادة انتاج الأفلام القديمة هي رغبتهم بتقديم نسخ معاصرة لافلام كبيرة لا يعرفها معظم جمهور السينما الشبابي والذي من الصعب ان يتقبل تجريبية وزمن الفلم القديم (هذا على الرغم من انتشار استخدام اسطوانات
"الدي في دي " التي تتضمن الكثير من تاريخ السينما كذلك أنتشار القنوات السينمائية المتخصصة والتي تعرض كلاسيكات السينما بمختلف تنواعاتها واتجاهاتها).
هوليود التي لا تستطيع ان تغامر بخطط فنية خالصة دون حساب الجوانب الانتاجية الربحية وجدت في اعادة تقديم هذه االنسخ الحديثة "منقذ" لمشاكل النصوص الدائمة في هوليود . الشركات الكبيرة في هوليود المطالبة بتقديم نتاجات سينمائية لا تتوقف تتجه احيانا الى الحلول "الجاهزة" بالاعتماد على كلاسكيات السينما الكبيرة مع حملات أعلانية كبيرة ونجوم معروفون.
لم تنحصر النسخ الجديدة من الأفلام الهوليودية بأتجاه معين من الأفلام بل تنوعت لتشمل الدراما وأفلام الأثارة والرعب وحتى الأفلام الكوميدية والموسيقية . اعادة التقديم هذه تبدو انها لا ترتبط بخطط واضحة ما بقدر أعتمادها على قدرة شركة الأنتاج من ايجاد الفلم القديم "الصالح" لتقديم نسخ حديثة منه وعلى سرعة الحصول على أذن من المالكين للفلم القديم لأعادة تقديمه.
هذا العام وصل الدور في هوليود الى كلاسكيات رعب السبعينات !. في وقت متقارب كثيرا من هذا العام تم طرح فلميين مآخذوين عن أفلام رعب أنتجت في السبعينات من القرن الفائت .
فلم "الطالع" وفلم " رجل الغصن" والذان يعرضان الآن في الصالات هو اعادة تقديم لأفلام بنفس الأسم قدمت في أعوام 1976 و1974 على التوالي!.
فلما عام 2006 الذين التزما كثيرا بالنسخ الأصلية من الاسماء الى التفاصيل الصغيرة وقعا في مأزق الافكار و الزمن المختلف فالفلمان الاصليان يرتبطان بشدة بزمن الأفكار المحتجة والثورات الشبابية المتمردة التي أجتاحت اوربا وامريكا في الستينات الى منتصف السبعينات من القرن المنصرم.
فلم "الطالع" ينتمي الى مايطلق عليه أفلام "ضد المسيحية "والتي كانت أيضا جزء من التمرد الغربي ضد الكنيسة والنظم الاجتماعية المتشددة. الطفل في فلم " الطالع" والذي يسبب في قتل الام اثناء الولادة سوف يسبب الفواجع للعائلة التي تبنته وللعالم.
بشارة تدمير العالم والتي انتهى بها فلم المخرج المعروف رومان بولانسكي في فلمه" طفل روزماي" تستكمل مع فلم "الطالع" الذي يتابع هذا الطفل حتى وصوله عمر السابعة(فلم "الطالع" الاصلي من أخراج ريتشاد دونير)
فلم "رجل الغصن" يحمل "بشارة" من نوع آخر!. الفلم يحكي قصة جزيرة من النساء تعيش بعيدة عن العالم الذي نعرفه .الجزيرة التي يحكمها النساء تبحث كل عام عن رجل يرتبط بعلاقة ما مع احدى نساء الجزيرة ليقدم قربانا للجزيرة في طقس بدائي مخيف. مرة أخرى الفلم يتلاعب مع هموم ومشاغل الستينات والسبعينات وهو الزمن الذي شهد الظهور الكبير للحركات النسائية ومطالبها بالتحرر والتساوي مع الرجل .
بالرغم من" هرطقة " قصص أفلام "الطالع" و" رجل الغصن" الا انها تبقى نتاج زمن يتميز بأفكاره الجريئة الصادمة وسعيه الشديد للتغيير . قضايا مثل التمرد على الشكل المتشدد للكنيسة او الحركات النسائية المتحررة والتي تم تقديمها بشكل مختلف جريء جدا لكنه يبقى جزء من المناخ الفكري الذي ميز ذلك الزمن ولذلك كان تقديمها في عام 2006 اي بعد حوالي 30 عاما من تقدميها الأول اقل حدة وتاثير وحتى رعبا.
يتفاوت المستوى الفني للفلميين الجديدين . هناك جهد كبير في فلم "الطالع" ومحاولة ناجحة لاستلهام الكثير من العناصر المخيفة في النسخة الأصلية والأجتهاد في تقديم جديد متماسك .
الفلم قدم مشاهد رعب مخيفة رغم البداية الطولية المملة وعدم انتظام ايقاع الفلم الذي كان يضعف وتقل حدته. الفلم يتميزايضا بممثليه الذين قدموا اداءات ممتازة وتماهوا مع المناخ الغريب للحكاية. هناك الحضور المهم للممثلة "ميا فيرو" والتي أدت دور الأم في فلم بولانسكي "طفل روزماي" ، الممثلة تعود مع طفل الشيطان هذا لتقوم بحراسته من ألآخريين!
فلم "رجل الغصن" من بطولة نيكولاس كيج يفشل في كل مساعيه لتقديم فلم مرعب بخلفية مثيولوجية غريبة. الفلم لا يكتفي ببعده عن الفلم الاصلي بل يتحول الى "كاريكتير" له . الجزيرة التي تصورها نسخة 2006 بدت ناشزة وغير مرتبطة بزمن حقيقي او رمزي ومنفصلة تماما عن كل شيء وحتى عن تاريخية الفترة الاممية من التاريخ الانساني عندما كانت النساء هن صلب المجتمع وقادته.
استسهال صانعي الفلم بالتعامل مع الحكاية الاصلية للفلم وتمثيل الممثليين الرديء ( وعلى رأسهم نيكولاس كيج في دور نمطي آخر) الذين بدوا غير مقتنعيين اصلا بالحكاية او الفلم انتجا فلما سيئا حقا ، فلما يجعلك تشعر بالغضب من هوليود التي تعيد دون الاستذان من الجمهور فلما كلاسيكيا مثيرا آخر لتشوه وتسلبه روحة المتميزة .
بريد قسم السينما في أيلاف