غالوري الفنون

جيمس بوند من هذا الزمان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

Casino Royale
فلم :الكازينو الفاخر

محمد موسى من امستردام: بالرغم من ان الفلم الأخير من سلسلة أفلام جيمس بوند "مت في يوم آخر" قد حقق أرباح تجارية كبيرة جدا (حوالي 170 مليون دولار في أمريكا وحدها) الا ان السلسلة كلها كانت تبدو كانها تعاني من مشاكل جدية كبيرة.
السلسلة التي عمرها مايقارب الأربعيين عاما والتي قدم أفلامها نجوم شعبيون لامعون لم تعد مواضيعها او شكل أثارتها المقدم ينسجم كثيرا مع عصرنا المعقد و ولم تعد تجذب كثيرا جمهور السينما الحالي المتطلب. نجاح الأجزاء الأخيرة ربما يعود الى شعور "النوستلجا" الذي يمنحه " جميس بوند" الى الكثيريين، صورة البطل الأمين والمتمكن والذي لا يتغير..

سلسلة أفلام جيمس بوند لم تتغير كثيرا باستثناء تغيير النجوم والمخرجيين وزيادة الأهتمام بشكل الأثارة المقدمة عدا ذلك بقى الشكل المقدم للعميل السري البريطاني وتحديتاه ومغامراته نفسه تقريبا.
يتركز الفلم "البوندي" على البطل الذي يؤدي دور "جيمس بوند" وعلى حضوره الجذاب والأرستقراطي. "جيمس بوند" الأصلي شخصية أنكليزية تعتز باصولها وقدرتها على التحكم بعواطفها ووفائها الكبير والأول الى عملها كعميل سري للشرطة البريطانية السرية.
تأكيد وتضخيم خصائص الشخصية الأنكليزية في شخصية " جيمس بوند" كانت على الدوام رغبة المنتجيين للفلم الذي بدأ انكليزيا صرفا قبل ان تتنوع مصادر تمويل أجزائه الأخيرة لتشارك فيه جهات مختلفة.

الممثل البريطاني دانيال كريغ البطل الجديد للسلسلة أحدى التحديات التي واجهت السلسلة هي أختيار الأبطال المناسبيين لشخصية "جيمس بوند"، الشخصية التي تتطلب شخصا ذا لكنة انكليزية ارستقراطية واضحة لم تنجح دائما في العثور على ممثليين انكليز صافيين فالنجم "شين كونري" مثلا والذي ادى عدة أجزاء من السلسلة يعتز تماما بأصله الأسكتلندي والنجم "بايرس برسنان" الذي مثل الجزء الأخير من السلسلة هو من أصل ارلندي.
أختيار ابطال غير أنكليز اثار الكثيريين في بريطانيا التي أزعجها ان أحد احد "ايقوناتها" السينمائية يؤديها ممثليين غير أنكليز بل يحمل بعضهم مشاكل كبيرة مع سيطرة الثقافة الأنكليزية على القارة البريطانية، علينا ان لا ننسى ان نجاح شخصية " جيمس بوند" واستمرارها كل هذه السنوات يرجع في بعضه الى توق الأنكليز الكبير الى البحث عن هوية جديدة براقة، هوية تناسب التاريخ البريطاني المديد؟
الممثل "دانيال كريغ" لم يكن المرشح الطبيعي المتوقع لشخصية جيمس بوند، النجوم الذين مثلوا دور "بوند" سابقا جاءوا جميعا من بطولات سينمائية تقترب الى التقليدية بصورة واضحة للبطل.

"دانيال كريغ" قادم من أدوار غير تقليدية وجريئة جدا. واحد من أهم أدوار "دانيال كريغ" الأخيرة دوره في الفلم البريطاني "الام" حيث يلعب شخصية مدمنة على المخدرات لا تتورع في أغواء سيدة كبيرة بدون دوافع سيئة واضحة، "دانيال كريغ" مثل ايضا دور الجنسي المثلي في فلم "الحب هذا الشيطان" عن حياة الرسام الارلندي المعروف "فرانسيس بيكون".
اختيار "دانيال كريغ" كان اشارة من صانعي نسخة 2006 عن نيتهم تقديم جديد للشخصية، تقديم ربما يجعلها قادرة على الاستمرار خاصة مع وجود كل هذا التاريخ الطويل للشخصية واحتواء الحكاية نفسها على عناصر اثارة مهمة.

مشهد من الفلم فلم " الكازينو الفاخر" نسخة عام 2006 يقدم "جيمس بوند" تقديما جديدا ومختلفا، منذ المشهد الأول من الفلم الذي يذكر بأفلام أثارة غير شعبية معتمة الى مشاهد المطاردة الأولى في البلد الأفريقي والذي تجري فيه بعض احداث الفلم الى نوعية العنف المستخدم.
في أفلام السلسلة السابقة يبقى عنف الشخصية عنفا محدودا يناسب طبيعة تقديم الشخصية فيه وكمية الكوميديا في تلك النسخ، لم يكن من الممكن تقديم شخصية "جيمس بوند" بعنف كبير سيبدو نشازا مع كياسة الشخصية ومغامراتها النسائية التي ترتكز على وسامة البطل وتهذيبه وغموضه ايضا. في النسخ السابقة لفلم "جيمس بوند" كانت هناك خطط لتجنب التركيز على مشاهد القتل القريبة او الواضحة كما بدت مع نسخة عام 2006.
عنف نسخة 2006 لا يتحول الى عنف تفصيلي او مجاني لكنه يناسب القصة مثلا والتي تمر على الأرهاب العالمي وعصابات السلاح.
قصة فلم " الكازينو الفاخر" تحكي قصة عصابة من المحاسبيين الأذكياء جدا والذي يقومون بتبيض أموال جماعات ارهابية ووضعها في بنوك شرعية الامر الذي سوف يساعد الجماعات الأرهابية في تمويل عمليات جديدة أخرى.

الجماعة الأرهابية تقوم بادخال اموال الجماعات الأرهابية عن طريق لعب القمار في احد الكازيونات الفاخرة والتي تسمح للفائز بفتح حساب سويسري ووضع ما يشاء من نقود فيه.
"جيمس بوند" يخوض هذه المغامرة الى آخرها بعنف واثارة كبيرييتن حقا، الممثل "دانيال غريغ" ينجح في اختباره الأول فهو لم يفلت ولا للحظة واحدة صورة "جيمس بوند" الجديدة، حضور الممثل الجسدي كان موفقا كثيرا. شخصيات الفلم الأخرى كانت بالغالب مبتكرة وتحمل الكثير من الأثارة. النجمة الكبيرة "جودي دينش" تعود مرة اخرى كرئيسة "جيمس بوند" المباشرة وتقدم في مشاهد قليلة فقط خبرة الممثلة المتمكنة، نساء الفلم الجميلات حملن ايضا الكثير من الغموض والمفآجئات.
الفلم نجح ايضا بتقديم شخصيات شريريه غير تقليدية، شخصيات مخيفة لا ترتجي التعاطف ولا تتورع عن القيام بأفعال بشعة الأمر الذي يجعلك تتمنى النجاح حقا لجيمس بوند في صراعه معهم!!
النجاح التجاري الكبير للشخصية سوف يطمئن المنتجيين على "مغامراتهم " بتقديم "جيمس بوند" ينتمي أكثر الى هذا الزمان وسينماه ويمنح الشخصية عمرا قد يمتد لأربعيين سنة قادمة أخرى!!

بريد قسم السينما في أيلاف
cinema@elaph.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف