أفلام ساخرة تتحدى المحرمات الإسرائيلية

أسامة العيسة من القدس:يسعى الفنانان الشابان يوسي عطية وايتمار روز، من خلال سلسلة أفلام ساخرة قصيرة، إلى كشف "الوجه الحقيقي لإسرائيل، وكسر كل المحرمات"، كما يقولان.
ويتطرق الفنانان، من خلال هذه السلسلة، التي تعرض محليا في مدينة تل أبيب، إلى الهجمات التفجيرية الفلسطينية، والاحتلال، والاغتصاب والشذوذ الجنسي، ويريان أن مهمتهما، جعل الناس يبحثون عن الحقيقة من زاوية مختلفة وبدون أية أبقار مقدسة.
ويعيش عطية وروز في مدينة تل أبيب، ويحاولان إثبات جدارتهما، من خلال هذه السلسة الساخرة الغرائبية التي تبدو سريالية في أحيان كثيرة، وفي إحدى هذه الأفلام، مثلا، يظهر شابان في منطقة برايت بيتش في نيويورك، وهما يدوران على الجمهور ومعظمهم من اليهود، طالبين منهم التبرع لقضية نبيلة، وما هي هذه القضية النبيلة؟ يقول الشابان بجدية "نحن من تنظيم أطلق عليه اسم جكا" وهي الأحرف الأولى من عبارة يهود يقتلوا عربا بالإنجليزية.

احدى مشاهد الفلم ويشرح الاثنان في الفيلم للمتبرعين بأنهما يجمعان الأموال من اجل قتل أو طرد العرب في إسرائيل، ولهذا الموضوع أساس واقعي، حيث تنشط في مدينة نيويورك، كثير من التنظيمات اليهودية المتطرفة،
وفي هذا الفيلم يقتحم عطية وروز منطقة لا يحب الإسرائيليون الحديث عنها، وهو الموقف من العرب الإسرائيليين، أو "المشكلة العربية" كما يحبان تسميتها، وكيف يمكن أن تحل؟، هل بوضع العرب في أقفاص، أو يتم طردهم، أو إسقاط قنابل ضخمة على منازلهم؟، كل ذلك يناقشه الممثلان بشكل ساخر.

وتجذب سلسة الأفلام التي يخرجها ويمثلها عطية وروز وكلاهما لم يبلغا الثلاثين من العمر، مزيدا من الاهتمام لدى الجمهور الإسرائيلي، بسبب الأسلوب والقضايا التي تناقشها.
ويقول عطية وروز انهما يحبان كسر المحرمات في محاولة لجعل الناس يلقون نظرة جديدة على واقعهم، ومن منظور مختلف.
ويضيف الاثنان في حديث لصحيفة يديعوت احرنوت "ليس لدينا أية بقرة مقدسة، نحن نناقش في سلسلة أفلامنا التفجيرات الانتحارية، والاحتلال والحرب في لبنان، والحرمان، واللواط، والاغتصاب".

ومن بين اللقطات الساخرة، التي مثلها الاثنان، هو وقوفهما في إحدى الحدائق الوطنية، في يوم استقلال إسرائيل، وهما يرتديان زيا عربيا، يطلبان من المارة، الوقوف دقيقة صمت لذكرى القرى العربية المدمرة التي شرد سكانها الفلسطينيين، وأقيمت عليها المستوطنات والمزارع التعاونية اليهودية.
ويواجه الاثنان ملاحظات عنصرية من المارة ويقف أحد المارة ويقول لهما "عندما تموتان، سنكون سعداء للوقوف لحظة صمت".
ووجهت انتقادات لعطية وروز، تقلل من أعمالهما الفنية، وتشبههم بالناشطين السياسيين اكثر من كونهم فنانين.
ويقول روز "ما يهمنا هو أن أفلامنا تقول شيئا، ومن المهم جعل الناس يعتقدون انهم إزاء مشاهد ساخرة، ثم يفاجاون انه من خلال هذه السخرية تطرح قضايا أخرى".

أما عطية فيقول "الضحك أمر جيد وربما أمر مقدس، ولكننا لا نهدف فقط إلى التخفيف عن الناس، ورغم صعوبة التعامل مع المواضيع التي نطرحها إلا أن الصدى إيجابيا، نريد زعزعة اللامبالاة لدى الجمهور ونخرجه من حالة الاكتراث".
ويعتقد الاثنان، انهما نجحا في جعل الجمهور يتجاوز الانطباعات الآنية للأخبار، وجعل هذا الجمهور يفكر بما وراء الأخبار وما يصفانها قوة الدعاية الصهيونية.

مشهد آخر ويقول عطية "لو أخذنا يوم الاستقلال مثلا، لوجدنا قوة الدعاية الصهيونية، نحن لا نريد قول ان هذا صح أو هذا خطا، نريد فقط كشف الحقيقة".
ويؤكد الاثنان انه ليس لديهما أية خطوط حمراء، أو مواضيع محرمة، وكل شيء قابل للطرح من خلال الأفلام الساخرة.
ويقول عطية "نتجنب أي شيء يمكن أن يشكل اعتداء على مشاعر أحد، ولكن هذا لن يمنعنا من التعامل مع جميع المواضيع واختراقها، ولن نفعل ذلك لأننا نريد أن نسيء لاحد".

ويأمل عطية وروز، ان يكون هناك عائد مادي مجزي من الأفلام التي ينتجانها، من اجل مواصلة صنع أفلام أخرى، ويقول عطية "لدي شكوك إذا كانت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ستفكر بشراء أفلامنا وعرضها، ويضيف ضاحكا "ربما تكون الجزيرة مستعدة للدفع وتشتري أفلامنا وتعرضها" في إشارة إلى قناة الجزيرة التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة، وحازت شهرة عالمية.