غالوري الفنون

فلم الأنسة الصغيرة المشعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

Little miss sunshine


محمد موسى -هولندا: شيء رائع حقا ان يحظى فلم صغير مثل "الانسة الصغيرة المشعة" بأهتمام النقاد والجمهور معا . الفلم الذي رشح لعدة جوائز غولدن غلوب سوف يكون حاضرا في ألأوسكار القادم ايضأ مع آمال مشروعة بالفوز باحدى الجوائز الكبرى.
قصة الفلم التي تتعرض لطريق أسرة امريكية عادية في البحث عن ذاتها الصافية غير شائعة كثيرا في هوليود ، من الصعب الآن تذكر عشرة أفلام هوليودية تكون الأسرة كقصة او كبناء أجتماعي في جوهرها ، قصص عن محنة او انبعاث اسرة ما نادرة كثيرا في هوليود التي بقيت وفية لتاريخها المعروف ولم تتأثر بسينمات ناضجة مثل السينما الأوربية مثلا والتي تفرد لتلك المواضيع مساحات دائمة.

ملصق الفلم

فلم "الانسة الصغيرة المشعة" يقضي اكثر من ثلاث أرباع وقته في الطريق بين مدنييتين أمريكتيين بعيدتيين في البلد الشاسع. الاسرة التي لا تملك مالا كثيرا تقرر ان تسافر بباص قديم الى مدينة بعيدة من أجل اشراك أبنتهم بمسابقة جمال غاية في السخافة للفتيات الصغيرات واللواتي لا يتجاوز أعمارهن العشر سنوات.
الطريق الطويل الذي تقطعه العائلة والوجود معا في حيز مكاني صغير ومغلق يدفع الشخصيات الى التصادم ويسرع في تكسر الصدء الذي سببه الأبتعاد وغياب التواصل.عندما تصل العائلة الى مكان حفلة ملكة الجمال تلك تكون الأسرة قد عادت الى نفسها والى أصلها الأول الطيب.
أحد الأشياء المثيرة عن فلم "الانسة الصغيرة المشعة" انه كان قريبا جدا من السقوط في عاطفية زائدة لكنه نجح بتمكن في البقاء بعيدا عنها ، في لحظات كثيرة بدا ان الفلم سوف يتبع خطى التوقعات "المرجوة" منه لكنه كان يبتعد كل مرة ليأخذ طريقه الخاص.
في الطريق مثلا وعندما يموت الجد المدمن على المخدرات تبتكر العائلة معا خطة تغلفها الكوميديا لاخذ الجد معهم الى المسابقة خوفا من ان تعطل أجرات الدفن رغبتهم في الوصول مبكرا الى موعد مسابقة الجمال.
الفلم الذي يقدم ومنذ مشاهد البداية مسابقة الجمال كاتجاه وهدف يسلكه السيناريو والشخصيات يتلاعب كثيرا "بتوقعات" جمهور أعتاد على نجاحات مفآجاة لابطاله في هكذا مواقف ويقدم مسابقته الخاصة به!
الفلم يتضمن انتقادات حادة لبعض ظواهر الحياة في امريكا ، منذ مشهد البداية وعندما تجلس الأسرة الى مائدة الطعام المتكون من وجبات الطعام السريع مع سلطة اعدت في البيت ولا يأكلها احد! ، الى انتقاده القوي الى قيم النجاح السطحية وضغط الحياة الامريكية على البعض لتحقيق نجاحات كبيرة.
كوميديا الفلم تستحق وقفة أيضا ، المواقف الكوميدية الهادئة والمبطنة يعود نجاحها الى سيناريو ممتاز وشخصيات مبتكرة والى ذلك الأنتقال السريع من مشاهد حميمية عاطفية الى مشهد كوميدي يجلب الضحكات ثم الرجوع مرة أخرى الى مناخ الفلم الدرامي المهيمن.
أجتماع الشخصيات وحده في مشهد العشاء في بداية الفلم مثلا هو مشهد كوميدي خالص بتنوع وغرابة شخصياته واختلافها عن الصورة المعتادة لها في السينما والأعلام الامريكي ، الجد العاطل عن العمل والمدمن على المخدرات والمضطر للعيش مع ابنه ، الأبن المراهق الذي يمتنع عن الكلام مع الأخريين في المنزل ويكره كل شيء بحياته ، الخال الجنسي المثلي و القادم لتوه من المستشفى بعد محاولته قتل نفسه والطفلة التي لا تتجاوز العاشرة ببدانتها القليلة ونظارتها والتي تطمح للفوز بلقب ملكة جمال للفتيات!!!

مشهد من الفلم في الفلم اضافة الى الدور المهم للممثلة الاسترالية الأصل "توني كويلته" (Toni Collette) والتي لعبت دور الأم وهو الدور الذي بقى ايجايبا على طول الفلم كان هناك حضورا ممتازا للممثل "كريغ كينيير" (Greg Kinnear) والذي لعب دور الاب في العائلة كرجل يجري خلف حلم النجاح والذي لا ينسجم مع أمكانياته المحدودة.
أدوار الممثليين الآخريين كانت ممتازة وخاصة الصبي المراهق الذي بقى صامتا لمعظم الفلم ليتحدث في النهاية بجمل معدودة في مشاهد كبيرة التعبير خاصة عندما يصرخ لوقف اشتراك اخته في مسابقة الجمال التي لا تناسبها والتي يديرها ناس اقل ما يمكن وصفه بهم هو الغرابة الكبيرة!

قصة الفيلم
تقرر العائلة الامريكية المتكونة من الاب والأم وصبي وفتاة اضافة الى الجد والخال والتي لا تملك مالا كثيرا السفر الى مدينة امريكية بعيدة من اجل مشاركة ابنتهم التي لا تتجاوز العاشرة في مسابقة "الانسة الصغيرة المشعة". في الطريق تبدا مشاكل العائلة بالبروز لكن حماسهم لا يضعف لأكمال الرحلة التي يبدو ان الجميع كان بحاجة لها!!

معلومات عن الفيلم

أخراج
Jonathan Dayton ، Valerie Faris

أنتاج
أمريكي

مشهد آخر من الفلم سنة الأنتاج : 2006

بطولة
Toni Collette ، ، Alan Arkin ، Paul Dano ، Greg Kinnear ، Steve Carell

نوع الفيلم :كوميدي - دراما

طول الفيلم :101 دقيقة

الفيلم صالح للمشاهدة لفئة R

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف