تظاهرات سينمائية... لمن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
" شاشة بيضاء... وأفلام كأنها الأحلام " هذا هو عنوان التظاهرة السينمائية الكبرى التي أقامتها المؤسسة العامة للسينما في سوريا ما بين 14و 27 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي. تظاهرة تعرض فيها العديد من الأفلام الأمريكية والفرنسية الحديثة، أفلام فنية وأخرى تجارية... أفلام لم يبدأ عرض بعضها حتى داخل الصالات الأمريكية، مثل فلم "الراعي الصالح"، الذي كان من المقرر ان يبدأ عرضه في أمريكا يوم 22 كانون الأول. لقد غطت الأفلام المعروضة معظم الأجناس السينمائية الشائعة من رعب وإثارة وخيال علمي وكوميديا عائلية ورومانسية وفنتازيا، وبلغ عددها حوالي 30 فلماً نذكر منها.... "جنازات ملكيادس استرادا الثلاث" الذي افتتحت به هذه التظاهرة السينمائية... "الطريق الى غوانتانامو"، "خطوة باتجاه الرب"، "فرنسا الجديدة"، "تايدلاند"، "نقطة المباراة"... وغيرها من الأفلام الفائزة بجوائز او المرشحة للفوز في المهرجانات والمسابقات السينمائية المختلفة. اضافة الى أفلام أخرى من السينما الشائعة مثل "الكلب شاغي"، "المرح مع ديك وجين"، "بوب الخادم"، "أديسون"، "16 مبنى"، "زاثورا"، "البطلة فوق البنفسجية"... وغيرها.
وقد افتتح التظاهرة الاستاذ محمد الأحمد رئيس مؤسسة السينما في سورية نيابة عن وزير الثقافة السوري، مذكراً بموسم الأعياد المقبلة وعلاقة الأعياد بالسينما... حيث جاء في كلمة الافتتاح : "... اننا نربط الفلم والعيد معاً. كلاهما يخرق المألوف والسائد. هيتشكوك كان يقول، ان الفلم هو الحياة نفسها، بعد أن تقصّى منها التفاصيل المملة. وبالنسبة لي، كان العيد يعني التنقل من دار عرض الى أخرى... وبالطبع فان الأجيال الحالية لا تعرف هذه الحالة، بسبب الوضع المزري الذي تعيشه الصالات السينمائية في بلادنا". وأضاف :" لقد أردنا أن نودع هذا العام ونستقبل العام القادم بهذه التظاهرة السينمائية المتنوعة والشاملة... ".
لقد فسّر البعض انخفاض عدد الحضور وتناقصه المستمر...بسبب زحمة العروض، حيث كان يتم أحياناً عرض ثلاثة أفلام في ليلة واحدة... مما يجعل من الصعب متابعتها جميعاً. والبعض الآخر فسّر الأمر بقلة الدعاية والاعلان عن التظاهرة في وسائل الاعلام، وانشغال الناس بموسم الأعياد والتهيئة اللازمة... وربما كانت كثرة الأفلام وتوقيتها، بالفعل، من الأسباب التي أدت الى قلة الحضور.
والنتيجة، انه من المهم أن تصل مثل هذه المبادرات الرسمية في هذه المجالات الى أوسع الجماهير، وخصوصا الشباب... لاعادتهم الى دور السينما... وتقليل الاعتماد على الوسائط الأخرى في مشاهدة الأفلام السينمائية مثل شاشات التلفزيون والكمبيوتر... لما تتضمنه في أغلب الأحيان من قرصنة وغبن لحقوق الملكية الفكرية. وفي العراق، على سبيل المثال، فان الأجيال الجديدة لم تدخل الى صالة سينما كي تشاهد فلماً فيها منذ أكثر من عقد ونصف من السنين... وربما هذا حاصل في بقاع أخرى من العالم العربي.
وبينما كنا في العراق نضع اللوم على مديرية السينما والمؤسسات الرسمية الأخرى بعدم توفير فرص لعرض أفلام حديثة استجابة لرغبات الجمهور المتعطش... تبدو الصورة مختلفة في سوريا، إذ تغيب الجماهير عن مثل هذه الفعاليات التي تنظمها الجهات الرسمية، ويقتصر الحضور على الفنانين والمتصلين بالوسط الفني... مما يجعل مثل هذه التظاهرات بعيدة عن تحقيق أهدافها الحقيقية والمنشودة.