غالوري الفنون

ديفيد لينش: السينما الرقمية انتصرت على الأشرطة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لوس انجليس: يرى المخرج السينمائي الاميركي ديفيد لينتش الذي اعطى السينما بعض اهم اعمالها واكثرها غرابة وفرادة، ان زمن الافلام المصورة على الاشرطة ولى مع التطور التكنولوجي والالكتروني لتبدأ حقبة السينما الرقمية. وقال لينش الذي اخرج "المخمل الأزرق" (blue velvet) و"الرجل الفيل" (Elephant man) وغيرهما من الافلام استكشف فيها الجانب الحالك والغامض من الطبيعة البشرية، إن "الاشرطة مادة رائعة". وتابع المخرج البالغ من العمر 61 عاما ان الاجهزة التقليدية المستخدمة في السينما "آلات رائعة، كاميرات، شكلها الخارجي، كل شيء جميل. لكن تصوير افلام بهذه الطريقة مسألة انتهت وولت بلا رجعة". أفلام المخرج ديفيد لينتش السابقة والتي من الصعب وضعها ضمن أي اتجاه سينمائي في هوليود او العالم قدمت أحيا نا قصص عادية لكن من منظار شديد الغرابة والأختلاف. فيفيلم Mulhollannd drive "مَمر مولهولاند" هناك القصة العادية للممثلة القادمة الى هوليود لكن الفلم قدمها لتكون واحدة من أغرب قصص السينما الى الآن.

صورة للمخرج ديفيد لينتش واستخدم لينتش حصرا كاميرات رقمية خفيفة الوزن لتصوير فيلمه الاخير "امبراطورية الداخل" (اينلاند امباير) الذي يشبه لغزا عصيا عن الحل ترك العديد من النقاد حائرين مستغربين. ويؤكد المخرج انه من غير الوارد ان يعود الى وسائل التصوير التقليدية معتبرا انها لا تؤمن المرونة الملازمة للوسائل التكنولوجية الجديدة.

ويقول منتقدا التصوير على اشرطة "الكاميرات الضخمة ماتت. الرافعات ثقيلة الوزن للغاية. كل شيء ضخم جدا وبطيء جدا وكلما حركنا الكاميرا علينا ان نضبط الاضاءة مجددا". ومن ايجابيات التجهيزات الرقمية يذكر لينش انها تمكنه من التصوير والقيام بالمونتاج على الفور بدون انتظار 24 ساعة لتظهير الشريط.

ويقول ان "القدرة على مشاهدة المادة التي سنتوصل اليها كما هي والقيام بالتصحيحات على الفور، امر رائع"، مؤكدا تمسكه ب"العفوية". ويضيف ان التكنولوجيا الرقمية تؤمن "طريقة جديدة للعمل تمكننا من الحفاظ على العفوية اثناء التصوير بدون ان نضطر الى تبديل الشريط في الكاميرا ما يقضي على السحر الكامن في اللحظة العابرة". ويؤكد "لن يكون في وسعي اطلاقا العودة الى العمل على اشرطة الامر اشبه بالعودة الى الديناصورات".

غير ان لينتش انتقد ايضا سلبيات التقدم التكنولوجي مبديا خشيته من ان يقضي على شغف المشاهدين بالشاشات الكبيرة مع تطور امكانية تحميل الافلام عن شبكة الانترنت. ويقول "انه احتمال فظيع. آمل حقا في حال بدأ الناس يشاهدون الافلام على اجهزة +آيبود+ ان يتم ابتكار نظام يسمح بعرض الصورة على الجدار". ويضيف "آمل الا يزول ابدا تقليد الذهاب الى السينما. ثمة سحر في شاشة عملاقة، قاعة مظلمة فيها مئات الاشخاص. الستائر تفتح ويبحر الجميع في رحلة الى عالم جديد".

من فلم "قصة بلا رتوش" ويقوم لينتش حاليا بجولة للترويج لكتاب اصدره حديثا بعنوان " Catching the big fish (التقاط سمكة ضخمة) يعرض فيه منافع التأمل الصوري الذي هو من دعاته الاشد حماسة، وانعكاسه على الابداع.

واقر المخرج بانه من السخرية الدعوة الى السلام الداخلي بعد ان كرس حياته لدهاليز الروح البشرية وانحرافاتها. لكنه اكد ان افلامه لن تفقد من حداثتها ولن يتخطى الزمن مضمونها. ويقول "اذا كان عملكم يفقد من قوته بعد ان تنكبوا على التأمل، فهذا يعني ان لا فائدة اطلاقا في التأمل". ويضيف ان "التأمل بنظري هو المفتاح الى سيل من الابداع. الافكار لا تتوقف"، مبديا قناعته بان الاعمال الفنية الاشد تاثيرا ليست بالضرورة وليدة معاناة كبيرة.

وقال مازحا "قد يكون الامر من ابتكار الفرنسيين تلك الفكرة عن الفنان المعذب الذي يرتعد بردا في كوخه"، مضيفا "اعترف بانني لطالما اعتبرت ذلك جذابا". ويتابع "لكن في الوقت نفسه، اذا كنتم حقا محبطين فلا يمكنكم النهوض في الصباح. صورة الفنان الذي يتضور جوعا هي طريقة جيدة لاجتذاب الفتيات، فهن سيشفقن عليك ويحضرن لك الطعام". (أ. ف. ب.)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف