غالوري الفنون

الدورة الثانية للفلم الوثائقي في تونس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيهاب الشاوش من تونس:في الوقت الذي بدأت موجة من المخرجين الشبان التونسيين، تهتم بالفيلم الوثائقي، و تلقى أعمالهم رواجا في تونس و خرجها، على غرار شريط"كحلوشة" لنجيب بالقاضي، تستقبل العاصمة التونسية في الرابع من ابريل الجاري، الدورة الثانية، من اللقاءات الدولية للفلم الوثائقي. بمشاركة اكثر من 90 فيلما وثائقيا، من أجناس متنوعة.

و يحتوى المهرجان، على عدة اقسام، بينها "الفيلم الوثائقي، انتخاب عالمي"،نظرة افريقية"، مهرجان دون تأشيرات" و "نافذة على الفلم الوثائقي التونسي".الدورة الأولى كانت مفاجأة للمنظمين و أحباء السينما بصفة عامة، حيث عرفت إقبالا جماهيريا كثيفا، جعل الكثيرين يتوقع تطور هذا الجنس من الأفلام في تونس. خاصة و ان العديد من القنوات العربية أصبحت تطلب الأفلام الوثائقية.

و يقول المنظمون"سوف يتبيّن مع الدورة الثانية من مهرجان الفلم الوثائقي بتونس هل مردّ نجاح الدورة السابقة مجرّد الفضول والجري وراء الجديد أم الاهتمام العميق للجمهور التونسي بسينما الواقع ذي الجودة العالية الذي لا يختلط بالتحقيقات السطحيّة أو الأيديولوجيّة ولا بالروايات المكرّرة وقصص النجاح الخياليّة. ذلك أنّ الفلم الوثائقي لا يقدّم أنباء عن الأحداث ولا يعرض آراء المشاهير ولا رجل الشارع، وهو لا يقلّد المشاعر الكبرى أيضا لكنّه يمنحنا فرصة الإطلاع على عالمنا وسكّانه. والإطلاع يكون ميدانيّا وسيلته الرؤية التي تجعلنا قريبين مما ظننّاه غريبا عنّا، أو يكون الإطلاع من مسافة نقديّة وتأمليّة تجعلنا غريبين عن ما تعوّدناه وتدفعنا إلى التساؤل عن الرؤى الضيّقة التي توجّه في الغالب أفكرانا وأعمالنا"
و تكتب فرنسواز نيناي، من الإدارة الفنية، في الوثيقة التقديمية:" يتعارض الفلم الوثائقي مع الرؤى السائدة في وسائل الإعلام التي تبسّط وتضخّم وتعيد إنتاج التمثّلات الرسميّة، أو الفرجويّة، سواء ما كان منها مطمئنا أم كارثيّا. إنّ أصحاب الأفلام الوثائقيّة يوفّرون الوقت لمواضيعهم ويستمعون و يتابعون على الميدان ما يجري يوميّا ويقصّون علينا مئات القصص، الصغيرة المنفردة التي تحبك تاريخ الإنسانيّة، وفي هذه القصص تمتزج السعادة بالشقاء. إنّهم يخترعون أشكالا جديدة تخترق المقولات السائدة لتكشف تخبّط عالم متقلّب ومحتدم، وقد يساعدوننا على التفكير في دواء لعلله".

مخرج الأفلام الوثائقية، هشام بن عمار، يتساءل"كيف يمكن ان نحتمي من النماذج المسيطرة، التي تتجه نحو تنميط كل الأشياء؟ كيف يمكن ان نشجع التفرد و الأصالة في وجه تيار توحيد النمط؟
قبل ان يجيب" هذه بعض اسئلة مهرجان الفلم الوثائقي بتونس، يطرحها أكثر من أي وقت مضى كي يحدد طريقته الخاصة في المساهمة في ارتقاء الفلم الوثائقي المبدع، بالنظر الى رهانات الوقت الحاضر. و الى السياقات الخاصة لبلدان جنوب حوض المتوسط، التي يغيب فيها الإنتاج و التوزيع.
و يتحدث الناقد السينمائي، الطاهر الشيخاوي، عن الأفلام الوثائقية الإفريقية، فيقول"ان المفارقة الجميلة للفلم الوثائقي الإفريقي تتمثل في كونه يأتي في وقت لم يعد فيه كافيا ان نبرهن على وجودنا، في وقت ينبغي ان نقول فيه أكثر و بطريقة أخرى. انها مفارقة جميلة ان نستعمل جنسا طبيعته الإبراز في سياق أصبح فيه الجانب الجمالي هو الأكثر أهمية. و أفضل الأفلام الوثائقية هو الذي أدرك جيدا هذه المفارقة. يمكن حينئذ ان نتحدث عن روندا و السيدا و البؤس و العنف الاستعماري، و لكن بطريقة أخرى. و دون اعتماد الخطاب المباشر و البكائيات و الشكوى".

النجم زيدان زيدان و النجوم في القايلة في الافتتاح:

صالة الكوليزي، بالعاصمة التونسية تحتضن فيلمي الإفتتاح. و هما "شفت النجوم في القايلة" للتونسي، هشام بن عمار. و فلم" زيدان. وجه من القرن الحادي و العشرين" للمخرجين"Philippe Parreno و Douglas Gordon".

فيلم"شفت النجوم في القايلة"، يعود بنا الى بدايات القرن الماضي. لينفض الغبار عن شخوص، تركت بصمتها في تاريخ الرياضة بتونس. و بالتحديد في رياضة الملاكمة. بورتريهات، شيقة. تتحدث عن حبها للملاكمة. و كيف فتحت هذه الرياضة"النبيلة" رغم عنفها، باب العالمية و الشهرة، لأشخاص لم يكونوا يملكون سوى الحب لهذه الرياضة.
الفيلم من اخراج هشام بن عمار.
مدة الفيلم: 75 دقيقة.
التصوير تم بين تونس و مرسيليا و باريس.
إنتاج:2007.

أما فيلم" زيدان: وجه من القرن 21"، فيقدم للمشاهد بروتريه، سحري، لنجم الكرة الفرنسية، زين الدين زيدان. المخرجان اعتمدا، على 17 كاميرا موزعة على أرجاء ملعب سان دياجو برناباو، لمتابعة أدق تحركات زيدان على الملعب، في مباراة، ريال مدريد ضد فياريال.
الفيلم من اخراج، دوجلاس جردن، و فيليب بارانو.
مدة الفيلم: ساعة و نصف.
تاريخ الخروج للقاعات: 24 مايو 2006.


"خبزنا اليومي"، و الحقيقة المزعجة في الإختتام":

المخرج النمساوي نيكولاوس غايرهالتر، اختار تقنية المشاهد الثابتة والعروض الطويلة دون موسيقى ولا تعليقات. لوصف عالم الصناعات الغذائيّة في الغرب. يصوّر "خبزنا اليومي" ( Notre pain quotidien ) عدّة عمليّات لـ"مكننة" الطبيعة والحياة على مستوى صناعي (عمليّات عصر عملاقة، عمليّات الرعي والحصاد والذبح، الخ).
مدة الفلم: 92 دقيقة.
تاريخ الخروج للقاعات:2006.

اما في فيلم "الحقيقة المزعجة" فقد اختار المخرج، ان ينبه إلى مخاطر الاحتباس الحراري، و التلوث البيئي، من خلال متابعة نضال نائب الرئيس الإمريكي الأسبق،آل غور، الذي قرر ان يجوب الولايات المتحدة، ليوعي الناس بضرورة التصدي، للتلوث البيئي.
الفيلم من اخراج، دافيد قوقنهايم.
مدة الفلم:ساعة و 38 دقيقة.
تاريخ الإنتاج: 2006.

iheb@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف