موسوعة الافلام العربية..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسوعة الافلام العربية.. سنوات الانتعاش والاستثمار السياسي للفن
القاهرة - ضمن اهتمامه بالتأريخ للسينما العربية يقدم الباحث المصري محمود قاسم في (موسوعة الافلام الروائية في مصر والعالم العربي) رصدا لالوف الافلام التي كان لمصر النصيب الاكبر منها في حين يقتصر انتاج دول مثل اليمن على فيلم واحد.
وتسجل الموسوعة التي تضم 4061 فيلما أن بلادا عربية تعرف الان عالميا بالانتاج المتميز مثل المغرب والجزائر شهدت بدايات بطيئة لا تتجاوز فيلما كل بضع سنوات على عكس مصر التي أنتجت فيلمها الاول (ليلى) عام 1927 ثم شهد العام التالي انتاج ثلاثة أفلام هي (قبلة في الصحراء) و(سعاد الغجرية) و(البحر بيضحك ليه)
وشهدت سنوات تالية انتاجا مصريا غزيرا.. عام 1947 أنتج 54 فيلما وعام 1954 أنتج 68 فيلما وزاد الانتاج عام 1963 على 90 فيلما منها (الناصر صلاح الدين) و(بين القصرين) و(أم العروسة) و(الايدي الناعمة) وهي ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين وفقا لاستفتاء أجري عام 1996 بمناسبة مئوية السينما. هي (الارض) ليوسف شاهين عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوي و(ميرامار) اخراج كمال الشيخ عن رواية لنجيب محفوظ و(شيء من الخوف) اخراج حسين كمال عن رواية لثروت أباظة و(يوميات نائب في الارياف) لتوفيق صالح عن رواية لتوفيق الحكيم.
وتغطي الموسوعة الافلام التي أنتجت في العالم العربي (1927-2006) بغض النظر عن جنسية مخرجيها والافلام التي أخرجها عرب خارج بلادهم ضمن انتاج مشترك مع طرف أجنبي.
ففي عام 1986 زاد عدد الافلام على تسعين فيلما منها أعمال اختيرت ضمن أبرز الافلام المصرية في القرن العشرين وهي (الطوق والاسورة) لخيري بشارة و(البريء) و(الحب فوق هضبة الهرم) لعاطف الطيب و(للحب قصة أخيرة) لرأفت الميهي و(الجوع) لعلي بدرخان.
وتقول الموسوعة ان العراق أنتج مئة فيلم وان (غير صالح) وهو ألماني-عراقي مشترك كتبه وأخرجه العراقي عدي رشيد عام 2004 أول فيلم عراقي بعد وقوع البلاد تحت الاحتلال الامريكي في ابريل نيسان 2003.
ومن بين الافلام العراقية أعمال أخرجها أو قام بأدوار البطولة فيها مصريون منها (الايام الطويلة) الذي أخرجه عام 1980 المصري توفيق صالح وهو جانب من سيرة ذاتية للرئيس السابق صدام حسين وبطولة حسين كامل الذي تزوج ابنته فيما بعد ثم هرب الى الاردن في التسعينيات وقتل بعد عودته الى البلاد.
ومن الافلام العراقية أيضا (القادسية) الذي أخرجه المصري صلاح أبو سيف عام 1981 عن قصة الكاتب اليمني الاصل المصري الجنسية علي أحمد باكثير وسيناريو المصري محفوظ عبد الرحمن وبطولة عرب في مقدمتهم المصريان سعاد حسني وعزت العلايلي.
أما فيلم (مطاوع وبهية) الذي أخرجه العراقي صاحب حداد عام 1982 فله قصة طريفة اذ كتب القاص المصري سعيد الكفراوي الذي كان يعمل انذاك في السعودية قصة طويلة بالعنوان نفسه ونشرت في مجلة عربية كانت تصدر خارج العالم العربي ثم فوجئ بانتاجها.
وقال الكفراوي ان القصة كانت تدور حول فلاح أصر على مقابلة الرئيس المصري السابق أنور السادات ليسأله سؤالا محددا "لماذا ذهبت الى القدس؟" عام 1977 مضيفا أن صناع الفيلم ظنوا أن القصة لمؤلف بارز يكتب باسم مستعار ولم يتحروا عن مؤلفها وسارعوا الى انتاجها "وشجعهم على ذلك وجود ممثلين من اليسار لجأوا الى بغداد منهم كرم مطاوع وسهير المرشدي وعبد الرحمن أبو زهرة" وهم أبطال الفيلم.
ويحضر اليمن في الموسوعة بأكثر من فيلم لكنه لم ينتج إلا عملا واحدا عام 2005 بعنوان (يوم جديد في صنعاء) تأليف وإخراج بدر بن حرسي الذي قال لرويترز العام الماضي على هامش مهرجان روتردام للفيلم العربي إن "هذا هو الفيلم اليمني الأول والأخير" مشددا على وجود مشكلات تعوق الإنتاج السينمائي في بلاده.
لكن أفلاما مصرية اتخذت من اليمن موضوعا منها (ثورة اليمن) الذي أخرجه عام 1966 عاطف سالم تمجيدا للدور المصري في اليمن في الستينيات.
وضمن هذا السياق يأتي فيلم (منتهى الفرح) الذي أخرجه محمد سالم عام 1963 ليؤكد فرحة الجنود المصرين العائدين من اليمن واستعداد أحدهم (الممثل حسن يوسف) للزفاف على عروسه (المطربة مها صبري) وشارك في الفيلم مطربون عرب بارزون هم المصريان محمد عبد الوهاب وشادية واللبنانيان صباح وفريد الأطرش والسورية فايزة أحمد حيث ظهروا بشخصياتهم الحقيقية في زفاف الجندي.
وضمن ما يمكن اعتباره استثمارا للفن في السياسة يحضر فيلم (إسماعيل ياسين في دمشق) عام 1958 وتدور أحداثه في العاصمة السورية في إطار كوميدي يستهوي محبي أداء نجم الكوميديا المصري الشهير إسماعيل ياسين الذي يعلن في نهاية الفيلم أنه خطب فتاة سورية اتساقا مع الحماس للوحدة بين البلدين (1958-1961)
وتعيد الموسوعة تقديم أفلام غير مشهورة وبعضها مجهول يتناول القضية الفسلطينية منها الفيلم المصري (فتاة من فلسطين) الذي أخرجه عام 1948 محمود ذو الفقار وقام ببطولته أمام المطربة سعاد محمد.
كما أخرج اللبناني كرستيان غازي عام 1967 فيلم (الفدائيون) عن مسرحية (الأم شجاعة) للألماني برتولد بريخت. ويدور الفيلم حول أم فلسطينية تطرد من أرضها فتقرر أن تقدم أبناءها فداء لوطنها وبعد أن تفقدهم "تساعد المنظمات الفدائية في عملياتها داخل الأرض المحتلة."
وهناك أيضا فيلم (فداك يا فلسطين) الذي أخرجه عام 1970 أنطوان ريمي وشاركت في بطولته المصرية سناء جميل والفلسطيني-اللبناني محمود سعيد ووضع موسيقاه التصويرية الأخوان رحباني.
وتسجل الموسوعة أن المغرب العربي أنتج أفلاما في وقت متأخر نسبيا عن دول المشرق ففي عام 1957 أنتج أول فيلم مغربي بعنوان (الابن العاق) ثم جاء الفيلم الثاني (حذار من المخدرات) عام 1966. أما الفيلم الجزائري الأول فكان (سلام حديث العهد) عام 1964.
وتثبت الموسوعة أن المرأة تأخر عملها بالسينما في المغرب لسنوات وكانت فريدة بورقية أول مخرجة حيث قدمت فيلم (الجمرة) عام 1982. وعام 1987 ظهر فيلم (باب السماء مفتوح) للمخرجة فريدة بنليزيد التي بدأت نشاطها كاتبة لسيناريو فيلم (عرائس من قصب) عام 1981 وتعد من أنشط المخرجات المغربيات.
وفي المقابل شهدت بدايات السينما في مصر أفلاما أنتجتها وأخرجتها وشاركت في التمثيل بها مصريات ينظر إليهن الآن باعتبارهن رائدات مثل عزيزة أمير (1901-1952) في فيلمها الأول (بنت النيل) 1929 وفاطمة رشدي (1908-1996) مؤلفة وبطلة ومخرجة فيلم (الزواج) 1932.
كما تسجل الموسوعة أن بعض الدول تلجأ إلى تغيير بعض عناوين الأفلام حين تذيعها في محطاتها التلفزيونية لأسباب يتعلق بعضها بحساسية دينية..
فالتلفزيون المصري غير منذ سنوات اسم فيلم (دنيا الله) الذي أخرجه حسن الإمام عام 1985 ليصبح (عسل الحب المر) كما غير اسم فيلم (مرسي فوق مرسي تحت) الذي أخرجه محمد عبد العزيز عام 1982 إلى (الأرملة تتزوج فورا)
وقال قاسم إن فيلم (الشيطان يعظ) الذي أخرجه أشرف فهمي عام 1981 عن قصة لنجيب محفوظ "يذاع في السعودية بعنوان (الجبابرة)
رويترز