لن أنسى وإن نسيتك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"يا نعمة النسيان يا رحمة الله"
تمر بنا الحوادث فنعتقد للحظة بأنها ستمكث بداخلنا إلى الأبد.. للحظة نتخيلها لن ترحل أبدا.. ثم تأتي نعمة النسيان.. تتهادى بخطوات متباعدة تعانقنا كعناق نسمات الهواء ببعضها البعض.. تتسلل إلى داخلنا.. تأخذ الألم معها بهدوء وترحل.
"يا نعمة النسيان يا رحمة الله"
لا يستطيع المال ولا القصور ولا النجاح ولا الوصول إلى القمر "حتى" التخفيف من الم النفس "وعناها"..
وحدها نعمة النسان تستطيع ذلك..
وحدها تأتي وكأنها سحابة حبلى بالفرح.. تجود وتمطر فتطفئ الذاكرة المرة.. وتأخذ الجرح معها وترحل..
"يا نعمة النسيان يا رحمة الله"
اعلم انك آتية.. اعلم بأنك في الطريق واعلم بأنك ستمضين بجرحي..
اعلم يا نعمة النسيان اعلم ذلك..
ولكن متى؟
متى ستأتين ومتى سترحلين به؟ متى؟
لم يعد بالنفس طاقة.. لم يعد هناك ما يساعدني على التحمل.. على الانتظار..
أصبحت هشة من الداخل وأصبحت جروحي رطبة وقابلة للتمدد..
أصبحت أقف على "المهياف" وانظر بلا حذر.. انتظر النهاية بعجل.. فليس هناك ما يدفعني للتمسك "بها" أو للبحث عن لحظات فرح في زواياها الضيقة.. زواياها المعتمة المليئة بروائح الخونة..
خونة الكلمات وخونة الروابط النزيهة والعهود المبرمة في لحظات الحب الكاذبة..
لم تعد تهمني هذه الدنيا فليس بها "ما يبهج" أو "يبكي".. أصبحت لدي كالماء بلا طعم أو رائحة أو أي شيء آخر..
أشبعتني جراحاً فتشبعت منها ألماً واكتفيت..
فمتى؟
متى تأتين "يا نعمة النسيان يا رحمة الله"
متى "تنزلين" من السماء؟ متى تحطين بداخلي وتأخذين كل هذا وترحلين؟
آآآآه من ألمي وآآآآه من انتظاري لك..
آهتان قاتلتان تسكنان الحنجرة كالسكين وتتحركان.. تارة لليمين وتارة للشمال..
تتسابقان بوحشية وتقتربان من حبل الوريد على عجل.. فهل "يا نعمة النسيان" ستسبقينهما أم ستكونان هما السابقتان؟
* "يا نعمة النسيان يا رحمة الله " مقطع من قصيدة للأمير خالد الفيصل.