قص

القهوة السماوية للكاتب الإسرائيلي يورام كانيوك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يورام كانيوك

ترجمة: نائل الطوخي


كانت المدينة هادئة وأصداء صوت العاصفة لا تزال تتردد من بعيد و السماء قاتمة، وقد تخللتها تلك الأضواء الحمراء والخضراء من أعلى المدينة برقة وهدوء. ومن قلب صناديق موسيقية انطلقت ألحان تصم الأذن إلى قلب الشوارع، والتي جال فيها أناس قلائل. وصل هو إلى السينما. تطاير من فوقه، في الريح التي كانت تصفع الإعلانات الممزقة، ألان ليد، و كانت ثم سيجارة لاكي خشنة و باهتة مشتعلة في يد غير متصلة بأي شيء. وقف بين صفيحتي قمامة وتطلع باتجاه غرفته المضاءة. أدرك فجأة أنه لم يعد بمقدوره الاحتمال أكثر من هذا و أن الاتفاق الذي وقعه مع ساكن بيته الجديد لا يساوي الورقة الذي تم إمضاؤه عليها. قال لنفسه لن أقيم الليلة مع هذا الخائن في بيت واحد، ولم يعرف لماذا كان مستثاراً لهذه الدرجة. كان غاضباً لسماحه لنفسه بالسقوط في شبكة الأعمال السحرية لمخلوقات لم يكن يعرفها مسبقاً وعاش حتى تلك اللحظة بدونها. أشعل لنفسه سيجارة، فتت الكبريت على مدخل السينما الذي تسده أشجار منتصبة، وبدأ في السير في مرتفع الشارع. عصفت الريح في وجهه بالضبط. وبدت درجات السلم في واجهات البيوت مسوخاً من خلال الأضواء المائلة للحمرة التي أضيئت من خلفها. وكلما ابتعد عن بيته أكثر كان يشعر بنفس الشعور المغامر الجريء الذي غمر بالتأكيد قلوب الرحالة الكبار. البعد عن ميناء الوطن، مع الحزن و الترقب المرتبطين به، الأمل في شيء ما...نظر خلفه. اختفت أضواء محل "البارفورتس". غابة صغيرة، ساحة خاوية، سياج محاط بأبواب من جميع الاتجاهات، مطعم صغير متوار بين مغسلة أوتوماتيكية ومحل للتحف. تجاوز السوق المظلم، وفجأة، وبدون أن يشعر أين اجتاز الحد، أصبح بداخل المدينة.
صار فجأة في خارج البلاد. تهرب البيوت العالية لداخل السماء، نوافذ ملونة معلقة كبقع الدم في الهواء الأسود، و الذي كان يأخذ في الاحمرار. أضواء إعلانات تضاء و تطفأ. ضوضاء وضوضاء ثانوية. يصعد قلبه باتجاه الطوابق المختفية، يعبر العتبات، يتحول قلبه إلى بيت من بيوت بتلك الكثرة. إنها كيمياء الجنون. وقف وتطلع إلىدور السينما الفخمة. سيارات بلا عدد. محلات. هرب...
رأي يافطة لامعة: تشاك فول اوف ناتس. ترجم لنفسه: ممتلئ بالبندق حتى الحواف. فلأحطم هذا االبندق، قال هذا ودخل. أو ربما تم إطلاقه إلى الداخل. إلى داخل قاعة كبيرة، مبهرة للعين. أضواء نيون تشابه الألواح الزجاجية في دورات المياه الأكثر فخامة. ساحة لامعة، مصبوغة بألوان ثلاثة: الأبيض و الأخضر و الأصفر. نظيفة للغاية ومصقولة، نادلات بلا شائبة، زنانير لمرايل بيضاء و قلنسوات على رؤوسهن كأنها تيجان سوبر مان. لافتة على الطاولة:"ممنوع ترك بقشيش". هذا مخيف: كما لو كتب شخص ما في المعبد: ممنوع قطع الرؤوس يوم السبت.
حط على أحد الكراسي العالية، الملتصقة بالأرضية، وتأمل في القائمة المعلقة على الطاولة، و المزودة بصورة حمقاء لرأس بقرة. إقتربت منه النادلة الوسيمة ذات الملبس البسيط و الوجه غير المصبوغ و الشعر الملموم جيداً من تحت القلنسوة، جففت المنضدة. وسألت بصوت متراخ عن مطلبه. طلب حساء وخبزاً و كوب حليب و قهوة بالحليب. هزت النادلة رأسها بحركة بطيئة. إستجابت له بكسل متصنع قليلاً. عيناها، واللتان كانتا متجهتان إلى الأسفل فيما سبق، استدارتا وانفتحتا على اتساعهما. عبرت نظرتها إن لم يكن عن الذهول فعلى الأقل عن المفاجأة. قالت بعد أن تماسكت: سيدي، في مطعم تشاك فول اوف ناتس نقدم الحساء مع البسكويت. كان ثم شيء ما نهائي وصارم في نطق الكلمات. كأنما نطق بالكلمات ممتحن في القيادة. لم يكن هناك مجال للانسحاب. إنغرز بينهما جرح. أشعل النيون اللحظة. قال في محاولة ساخرة لقطع رأس الجرح، أنا لا آكل البسكويت. أنا آكل الخبز. قالت بسرعة، أنت غير ملزم بأكل البسكويت. بلعت الكلمات. علق بصره بشخص يجلس مرتكناً في الركن ويزدرد سجقاً محاطاً بالكرواسون. و ماذا عن هذا الكرواسون؟ قال مشيراً إلى الرجل الذي يأكل غير أنه بدا أبله أمام نفسه. وضعت الفتاة المنشفة على الطاولة. أمالت عينيها هنا وهناك ككلب مضروب. إشتعل وجهها فجأة. أكدت على كل كلمة كأنما تتلو مزموراً مقدساً: سيدي، ليس بإمكاني أن أعطيك هذا الكرواسون..لا يقدم ذلك الكرواسون عندنا إلا مع السجق. ألا يمكن تناول"السجق" بدون "السجق"؟ سأل في شيء من الضحك، والذي ظل معلقاً في الهواء بلا إجابة كنكتة تتلى على أصم. أجابت: لا. كانت عيناها خاويتين وصوتها أجش بعض الشيء. كررت القول: لا. رأت أنها قد بالغت. عادت لتنظيف الطاولة بحماس. نظر إليها ورأى يديها ترتعشان. رغب في تقبيل اليد المتوترة. غير أن عينيها كانتا باردتين وجسدها متشنجاً.
لاحت في تلك اللحظة ضجة تهدد بتعكير الجو. بعض من الذين كانوا يأكلون، و الذين كانوا حتى ذلك الوقت منهمكين في إزدرادهم الهادئ كأبقار، وبدوا أكثر شبهاً بالشرنقات، بدأوا في الحديث عما يحدث. وصوبت إليه عيون مباغتة ومذهولة من كل الاتجاهات. ورفرفت من فوقه يافطة: ذا هيفينلي كافيه، القهوة السماوية...سماوية..؟
سيدتي، سوف أدفع ثمن السجق، و تعطيني أنت الكرواسون فحسب، أو كي؟ إقترب منه شخص مرتدياً بذلة مشرقة، ذو ملامح بسامة غير أنها قلقة أكثر مما ينبغي. تهامس مع النادلة و حكت له هذه ما حكت مصاحباً بحركات يدين مستثارة وبأصابع مرشوقة كالرماح. لو كانت أصابعها تلك طلقات رصاص لكنت قد مت. ولكان وجهها المشتعل صلاة الجنازة على روحي. ولكانت هي عدوة ممتلئة بشهوة القتل. تلى بعينيها صلاة الميت على روحه. ندم على الإزعاج الذي تسبب فيه. رغب في الهروب. قال أخيراً المحاسب القلق، والذي استقرت على جبهته قطرتا عرق كأنما ولدا هناك و لن يتبددا أبداً، سيدي، الذي يطلبه سيدي هو على النقيض التام من كل قوانين وأنظمة مطعم تشاك فول اوف ناتس ببنوده الكثيرة و تقاليده الرائعة، غير أنه من أجل الدقة فليس لنا دليل للأنظمة والقوانين يوضح ما ينبغي عدم فعله في تلك الحالة النادرة. إبتسم الرجل له ابتسامة منكسرة ومشوهة، إبتسامة كاتم أسرار، الأمر الذي جعل دمه يفور فحسب. (همست عينا النادلة في رد فعل على الخنوع غير المحتمل للزعيم: أنت غريب يا سيدي، زعيم غبي...ها؟ بدون كلام- ها؟ نحن نستقبلك بترحاب. في ستين داهية. لا تأت ثانية...ولكن هذه المرة، و ليكن، نحن ملزمون... من أجله، غير أنهم يدفعون ثمن هذا، ومع مرور الأيام سيدفع هو الثمن... وكذلك أنت أيضاً). ذهل هو لمرأى التماع شرير وشبه متمرد على وجه الرجل. قلت قطرات العرق. إشتعل وجهه كأنما بسبب حماس خفي لشخص هرب من المدرسة بينما يعرف أن أمه ستغضب عليه ظاهرياً غير أنها في نفسها سوف تحترم شقاوته. شيء كفرحة طفل في ملابس رجل. إنحنى الزعيم، أشار لزبون جاء عنده ثم عاد من حيث جاء. عادت النادلة، وبدون أن تنظر له، قدمت له حساء بسلة وكرواسون بدون سجق. شيء آخر يا سيدي؟ حاذرت، كانت ترغب في الهروب غير أن واجبها حتم عليها التصرف كما ينبغي. قال بينما يحتسي بعينيه الحساء الذي يتصاعد منه البخار: ألم أطلب مسبقاً قهوة وحليب.
مع كريم؟
لا، مع حليب...وحليب أيضاً.
ماذا؟
إنغرز مسمار في الهواء. إطلاق نار. بوم...
حليب يا سيدتي، وقهوة بالحليب.
ظلت متسمرة في مكانها. وقتاً طويلاً وخطراً، وفجأة كررت بصوت هادئ تجولت فيه الأفاعي: يريد سيدي حليباً وقهوة بالحليب؟
- نعم.
- أي، قهوة بالحليب، علامة وقف، بالإضافة لكوب حليب آخر. علامة وقف.
شددت على كلمة "آخر". لم تنتظر إجابة. إنفلتت من مكانها و هربت مثيرة عاصفة. إنغرزت بينه وبين الطاولة كلمة ممزقة و خشنة. أ- خ- ر. رغب في تهشيمها كالذباب غير أنه لم يستطع. أنضجته أضواء النيون. كان المكان قذراً بفعل النظافة. رغب في التبول على الجدران أو في الصراخ. شرب الحساء كمن يغتصب زوجته. ومنذ أن انتهى واتجه للدفع لم يتطلع أحد في عينيه.
إبتلعه الشارع ثانية. صعد في مرتفع الطريق المشجر، و الذي لم تكن به أشجار مطلقاً. كان المكان هادئاً جداً. على يمينه غنت الفرق الموسيقية في الأبار. أسرع رجال يصل عددهم للألاف إلى كل اتجاه وصوب. كانت محال الأحذية و الطعام تضج بالناس. قال: هذه سلخانة الليل. غير أنه لم يكن له ظل كي يرد عليه. هنا، في ذلك الطريق المشجر الفخم، و الذي يعد شرياناً غالياً و هاماً للأعمال، كان الظلام منقطاً بالمصابيح الكهربائية و عابري السبيل كالظلال. سيارات تومض و تختفي. نفق يوصل من اللاشيء إلى اللاشيء. هدنة. هدأ فجأة. من داخل البيوت كان ضجيج المنظفات لا يزال يعلو. بيوت عملاقة تكبر لداخل السماء الأكثر احمراراً من أضواء الإعلانات في ميدان التايمس، والتي لم تبد من هنا. النوافذ، جزء منها مغلق وجزء منها مضاء. إلى جوار محل أوليفييتي كانت ثم ماكينة كتابة مغروزة في قاعدة خرسانية. كان المكان مضاء ومتوارياً قليلاً عن الشارع. وكان ثم شرطي زهقان يقف ويتثاءب في يديه. سأل.هل يمكن؟
لم يرد الشرطي. بعد لحظة ابتسم. لم لا؟ اكتب قصيدة. أنت توحي بأنك شاعر. في المحطة عندنا هناك شاعر واحد..وهو يكتب القصائد بالمدفع الرشاش. ضحك: وليس عن الأزهار يا سيدي، ليس عن الأزهار...تردد صدى الضحك بين البيوت. قال، ولكن ليس معي ورقة. إبتسم الشرطي: لماذا؟ يوجد لدينا أوراق كثيرة، عندي تقارير، اكتب قصيدة على التقرير.
قال، ليست لدي سيارة.
ضحك الشرطي: ربما تقود ذات يوم سيارة ثملة.
قال، ليس معي نقود للعبة الكوركينت حتى.
- ربما تسرق؟
قال: ليست لدي الجرأة لهذا.
هذا هو الأمر، قالها الشرطي بصيحة نصر. قال متأملاً: تحتاج إلى دم حتى تسرق، حتى تحطم قيودك.
تحمس الشرطي الآن. بدأ يهز عصاه. شخص ما يمنح شخصاً ما السلطة، وبعد هذا، أضاف بعد أن فكر فترة قصيرة : لهذا فأنا شرطي، ربما لكي أحطم القيود بواسطة السلطة، مثل ديف دي كيلر، والذي تطوع في الحرب. أنا فقط من أستطيع السرقة..فقط أنا...
قال: سيدي يتحدث بعقل راجح. لماذا لستَ جنرالاً أو رئيس دولة أو شيئاً ما كهذا؟
- هو ما تطلبه مني دوريس...زوجتي، دائماً. ترغب في أن أكون شخصاً ما، أن أكون شهيراً...لقد قاموا بعرض أوكلاهون في التليفزيون بعد أن قتل كوسترو. كذلك وجدوا زوجة السارق بعد ذلك مغروزة في خرسانة، حتى خصرها، وعرضوه في التليفزيون بسحنته الملتوية. تريد دوريس أن أقتل شخصاً ما، ربما عشاقها الوهميين؟ كل صباح عندما أعود من العمل تسألني بانفعال: هل قتلت شخصاً؟ لو أنها فقط ترى اسمي في الجرائد. قد أقتلك يا بادي بوي؟ هل أنت مجرم؟
قال: جداً. أوشكت منذ عدة لحظات على قتل إحدى النادلات في مطعم تشاك فول اوف ناتس.
قال متأملاً: ليس هناك شيء. كل شيء مضى. أنت غريب كما يبدو. سوف تتعود. مثلما على كل مصيبة. مشكلتي أنني أتحدث أكثر مما ينبغي. لولا هذا لأصبحت ضابطاً. أحياناً ما توجد لدينا، نحن أذانه سبحانه وتعالى، ألسنة أطول مما ينبغي. لو أنني فقط استطعت السماح لنفسي بأن أكون شاعراً. ها أنا أعطيك تقريراً. لتكتب عليه قصيدة.
قال، سوف أكتب خطاباً لمطعم تشاك فول اوف ناتس.
- إكتب عني يا بادي بوي، عن الطلقات التي تظل في مسدسي لأنه في تلك المدينة الحقيرة لا يوجد من يمكن قتله. اللصوص يهربون مثل الرؤساء في العفو العام. أحياناً ما يعاقبوني وأنا أقف في النفق لأجل الاهتمام بمناطق الازدحام المروري... سيارات تطير. أقف أنا تحت النهر، تحت السفن، من يعنيه هذا،
سوف تكتب عني، كيف أنني أقف بينما السيارات تطير. وأفكر أنا في السيارات، كيف تطير تحت النهر وكيف سوف أموت بالسرطان. ودوريس...هي امرأة عظيمة، كان أبوها قاضياً أو شيئاً ما. حسناً. ها هو تقرير، ما اسمك؟


يورام كانيوك كاتب إسرائيلي معاصر. ولد عام 1930 و شارك في حرب 1948. وهو بالإضافة لكونه كاتباً فنان تشكيلي ساهم بعديد من المعارض الفنية في تل أبيب و نيويورك. له عدد من الروايات أهمها (آدم ابن كلب) و(موت العمة شلومتسيون الكبيرة) و (عربي طيب) و(ابنته). تنتمي أعماله إلى الأدب الفانتازي المعتمد أساساً على المفارقات الوجودية و استخدام الجروتسك بوفرة غير أنه وراء هذا يمكننا أن نلمح آثاراً من اهتماماته السياسية فهو يبدو ناقداً للخطاب الصهيوني بلا منازع و لتصور الإسرائيليين النرجسي لذاتهم. في رواية (عربي طيب) يصور إسرائيلياً مولود لأم يهودية و أب عربي، غير أنه طوال الرواية،كما يقول الشاعر محمود درويش عنه، يسكت صوت العربي لصالح الصوت اليهودي. يمكننا بخلاف ذلك تأمل الرواية من زاوية أخرى، فهي تصور مدى تغلغل العرب الروحي في إسرائيل، و تصور مدى كون هذا المكان ينتمي لهم أكثر مما ينتمي إلى أي جماعة أخرى، بمن فيهم اليهود القادمين من شرق أوروبا بالطبع. أما رواية (ابنته) فهي تنتقد ميل المجتمع الإسرائيلي لقتل أبنائه و تسويق الجريمة باعتبارها من فعل العرب، كما تواجه التصور الصهيوني للعدالة بتصور عربي لها، مواجهته فقط و دون أن يعلن الكاتب عن تبنيه لأي تصور منهما فهو يبدو في جميع أعماله منتقداً للأفكار الصهيونية أكثر منه ميالاً للقبول بالأفكار العربية.
في هذه القصة (قهوة سماوية) يصور الكاتب آليات العنف في المجتمع الإسرائيلي عن طريق استخدام العبث و المواقف غير المبررة و الحوار غير المنطقي. فكل شيء يواجهه الراوي يترجم إلى لغة شُرطية تعتمد صيغ القوة و السلاح، حتى في المواقف البسيطة و اليومية التي يتعرض لها كل منا في حياته، كما يجابه الراوي على الدوام بردود فعل مستثارة بدون سبب، و كل هذا عن طريق التقنيات السريالية و التي يبدو فيها كل شيء قابلاً لأن يتحول إلى أي شيء و يبدو الحوار كأنما هو مونولوجات تتردد بدون أن يسمع أي منها الآخر.

نائل الطوخي قاص و روائي من مصر
naeleltoukhy@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف