سيارة أجرة: ثلاث قصص قصيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتظار
مرت سـاعاتٌ ووهـج الظـهيرة يسـحقني وأنـا واقـف أنتـظر سيـارات التاكسي لتقـلني إلى الحي الذي أسـكـن فـيه ولـكن تدافع النـاس كان شديد ولهذا كنت أتنازل عن مكاني تفاديا ً الأذى, وهكذا تجـيء أفواج وتذهــب أفواج و أنا قابع مكاني أنتظر دوري الذي لا يأتي, تعلمت منذ الصغر أن أحب لغيري ما أحب لنفسي ولكن ماذا أفعل إذا كان غيري حجر أصم ؟.
مازلت صابراً أنتظر مع حشد ٍ من المنتظرين المتأهبين للتدافع و التطاحن من أجل مأساة لا تنتهي.
حكمة
قضى عـشرين عـاماً وهــو ُيلـَقن الحكمة ثم عشرين عامـا ًأخرى وهـو يتأمل الحياة وجمالها البديع الملهم حتى إذا بـلغ الأربعين اشـتدت شكـيمته ورجـح عقـله واسـتوى حِلـمه وأحـس بإشراق الأنـوار بداخلـه, فأرا د أن ينطلق في الحياة محلقا ً كنسر أبيض ينشر حكمة العلم والحب بين الناس، وبيـنما هو يمـشي والأمل يغمره دهسته سيارة تاكسي كانت مسرعة فمات ينزف ولا يكـاد يعرفه أحد.
تبصُر
كان بيته بمحذرات الطريق السريع والسيارات تغدو وتؤوب مسرعــة بجـنون وخاصـةً منـها سيـارات التاكـسي و لهـذا كـان يـتصور دائمـا ً أنه سيموت اصطداماً بإحدى هذه المركـبات المتوحـشة وتغلغل حلـمه هذا في أعمـاقه، ومع الأيام أمسى هاجسا ً يؤرقه في الصحو والمنام, مرت سنين و سنـــين وربما عقود, شاخ الرجل فيها وعــَجز وهاجمته أمراض الهرم وها هو الآن يحتضر يُحمل على سيارة أجرة لتأخذه إلى المستشفى ولكـنه مـــات في الطريق على هذه المركبة التي كان يؤمن دائما ً أنها ستكون لها دخل ما فــي منيته.