ثقافات

قلبي في الجبال لوليم سارويان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قصة: وليم سارويان
ترجمة: زعيم الطائي


في العام 1914 حينما لم اكن بلغت السادسة عشرة من عمري بعد،أتى الى شارعنا (سان بنيتو أفنيو) رجل عجوز، أثناء مروره قاصدا بيتاً لمعارف قدامى،كان يعزف على بوقه لحنا منفردا، وقد توقف مقابل بيتنا،جريت عبر الساحة الخلفية، ووقفت عند رصيف الشارع، منتظرا أن يبدأ عزفه من جديد،لكنه لم يشأ ذلك،(قلت) متأكد انني أحب سماع لحن آخر منك (اجابني) ايها الشاب، هل باستطاعتك اعطاء كأس ماء لعجوز، لم يعد قلبه هنا، بل في المرتفعات.
قلت : أية مرتفعات؟
- مرتفعات سكوتلاند، هلا جلبت لي ماءً.
- ماذا يفعل قلبك في مرتفعات سكوتلاند،(قلت)
- قلبي مدفون هناك،(قال العجوز) أيمكنني الحصول على كأس ماء باردة؟.
- أين والدتك؟ (قلت)
- والدتي تعيش في تولسا، اوكلاهوما،(قال العجوز) ولكن قلبها ليس معها.
- اذن، أين قلبها؟ (سألته)
- في مرتفعات سكوتلاند،انا عطشان جدا ايها الفتى.
- كيف تأتى لأفراد عائلتك ان يتركوا قلوبهم دائماً في المرتفعات؟ (قلت)
- هذه هي حالنا (قال العجوز) اليوم هنا، وغدا ً راحلون.
- هنا اليوم، راحلون غدا، (قلت) ماذا تقصد؟
- ليست الحياة الا دقيقة واحدة، بعدها يأتي الموت (قال العجوز)
- أين والدة والدتك؟ (سألته)
- هناك في فيرمونت،في مدينة صغيرة تدعى وايت ريفر،ولكن قلبها ليس هناك.
(أجاب العجوز).
- هل قلبها الذاوي المسكين أيضا ً في المرتفعات؟
- انه يتلمظ هناك،(قال) بني، انا ميت من العطش.
خرج أبي وتوقف عند عتبة الدار وهو يزأر مثل أسد،تيقظ لتوه من حلم شيطاني.
- جوني (زأر أبي) بربك، أبتعد عن الشيخ المسكين،اجلب له ابريقا ً من الماء قبل ان يسقط ويموت.أين ذهبت أخلاقك بحق الجحيم؟ (قلت له):
- حاول صديق لي الحصول على شيء من مسافر فلم يفلح حينما فعلها مرة.
- أجلب للرجل بعض الماء (قال ابي) اللعنة، لاتتوقف هناك كالدمية، اعطه شربة قبل ان يعاجله الموت.
- أعطه أنت؟(قلت) أنك لا تفعل أي شيء.
- لاأفعل شيئاً؟ (قال أبي) لماذا ياجوني؟ انت تعلم بحق السماء ان قصيدة جديدة تحضرني.
- كيف تحسبني أعرف ذلك؟(قلت) أنت تقف على الدكة مشمرا ً أردانك طوال الوقت، كيف تريدني ان أعرف.؟
- حسن، لقد عرفت،(قال أبي)
- مساء الخير..قال الرجل لوالدي، أخبرني أبنك توا ً كم المناخ رائع وطري
في هذه المناطق.
- بحق المسيح (قلت)، لم اخبر هذا الرجل أي شيئ عن الجو، من اين أتى بهذا الكلام؟
- مساء الخير (قال أبي)ألا تود أن تأتي وتستريح قليلا ً؟ سيكون لنا الشرف ان تشاركنا المائدة وقليلا من الطعام.
- سيدي (قال العجوز) حقا ً أنا جائع، سأدخل حالا .
- هل بأمكانك ان تعزف لي،اسقيني فقط من عينيك،(أخبرت العجوز) متأكد انني أحب الأستماع لتلك الأغنية من بوقك،انها أغنيتي المفضلة، اعتقد انني أحبها أكثر من اية أغنية أخرى في العالم.
- بني (قال العجوز)حينما ستكون في مثل عمري، ستدرك ان الأغاني ليست بهذه القيمة، الخبز هو المهم.
-على كل حال (قلت) متأكد انني أود سماعها.
خطا الرجل العجوز نحو الدكة وتصافح مع أبي،
- اسمي جاسبر ماكروجر (قال) وأنا ممثل.
- يسرني ان أنال شرف معرفتك (قال أبي) جوني، أحضر ابريق ماء للسيد ماكروجر
ذهبت جانبا عند البئر، وصببت ماءً في ابريق جلبته للعجوز، فشرب الأبريق كله دفعةواحدة، بعد ذلك ألقى نظرة لما حوله ثم أخذ يحدق في السماء،بعيدا كانت شمس شارع بنيتو أفنيو قد بدأت في أنحدارها نحو المغيب.
- أحسب انني قد ابتعدت خمسة آلاف ميل عن البيت،(قال) اتعتقد انه يلزمنا تناول بعض الخبز والجبنة لكي أحافظ على روحي عالقة بجسدي.
- جوني (قال أبي) أذهب الى الدكان وأحضر لنا رغيفا فرنسيا وباون جبنة.
- أعطني نقودا . (قلت له)
- قل لمستر كوزاك أن يمهلنا، لاأملك بنسا واحدا ياجوني.
- كيف يمهلنا (قلت)لقد تعب مستر كوزاك في امهالنا، فهو مستاء منا،يقول اننا لانعمل ولا نسدد ديوننا ابدا ً، نحن ندين له باربعين سنتا ً.
- أذهب وتفاوض معه حولها (قال)، تعلم ان هذا واجبك.
- لايريد ان يستمع لسبب،(قلت) مستر كوزاك يقول انه لايعرف أي شيء عن أي شيء، كل مايريده هو الأربعون سنتا ً.
- اذهب الى هناك وأجعله يعطيك رغيفا وباون جبنة (قال أبي) تقدر على ذلك، جوني
- أذهب الى هناك (قال العجوز) واخبر المستر كوزاك ان يعطيك رغيفا وباون جبنة ياولدي.
- توجه ياجوني (قال أبي) لم تغادر مرة ذلك المحل الا ومعك طعاما ً،عليك الرجوع هنا في عشر دقائق ومعك وجبة تليق بملك.
- لا أعرف (قلت) مستر كوزاك أخبرني ان نفسه سترتاح كثيرا ً لو عرف نوع العمل الذي تؤديه بالضبط.
- حسن، أذهب واخبره(قال أبي)لا شيء عندي أخفيه،أنا أكتب الشعر، أخبر مستر كوزاك انني أكتب الشعر ليل نهار.
- حسن، جيد (قلت)ولكنني لا أعتقد انه سيتأثر، يقول انك لاتذهب ككل المستخدمين ولا تبحث عن عمل، يقول انك كسول وسيئ.
- اذهب الى هناك وأخبره انه أحمق،جوني (قال أبي) اذهب الى هناك واخبر صاحبنا ان أباك من أعظم الشعراء المجهولين الأحياء.
- سوف لن يهتم لذلك،(قلت) لكنني سأذهب، وسأعمل مافي وسعي، ألا شيء لدينا في البيت؟
- ذرة فقط،(قال أبي) لقد مرت اربعة أيام ونحن نأكل الذرة على التوالي ياجوني، يجب ان تجلب الجبنة والخبز لو توقعت مني انجاز تلك القصيدة الطويلة.
- سأبذل قصارى جهدي (أجبته)
- لا تأخذ طويل وقت بذهابك،(قال مستر ماكروجر)فأنا على مبعدة خمسة آلاف ميل عن منزلي.
- سأذهب راكضا) أخبرته).
- لو وجدت أية نقود في الطريق(قال أبي)، تذكر انها مناصفة بيننا.
- أجل (أجبت)
قطعت الطريق عدوا ًالى محل مستر كوزاك، لكنني لم اعثر على شيء من النقود.
حتى ولا بنسا واحدا. ماأن دخلت المحل حتى فتح مستر كوزاك عينيه،
- مستر كوزاك،(قلت) اذا كنت في الصين،وليس لديك صديق في العالم او نقود، فأنك ستتوقع ان بعض المسيحيين سيهبونك رطلا من الأرز، اليس كذلك؟
- مالذي تريده؟(قال مستر كوزاك)
- جئت للتحدث قليلا فقط.(قلت) ستتوقع ان ينقذك بعض من قومك بشيء ما،
أحقا ذلك مستر كوزاك؟
- كم تملك من نقود؟ (سألني مستر كوزاك)
- انه ليس سؤالا عن النقود مستر كوزاك، (قلت) انه عن الوجود في الصين وتحتاج مساعدة العنصر الأبيض،
- أنا لا أفهم أي شيء عن أي شيْ (قال مستر كوزاك)
- ماهو شعورك وانت في الصين على تلك الحال؟ (سألته)
- لاأدري (قال مستر كوزاك) مالذي أفعله في الصين؟
- حسن،(قلت) ربما كنت في زيارة، وأصابك الجوع هناك، وانت بلا صديق في هذا العالم،هل تتوقع من مسيحي جيد ان يشيح عنك ولايلتفت اليك حتى بباون أرز.؟
- أظن كلا (قال مستر كوزاك) ولكنك ياجوني لست في الصين،ولاوالدك،أنت او هو يجب ان يخرج احدكما ويعمل بعض الوقت خلال حياته،ومن الأفضل ان تبدؤوا من الآن، لذا لن أعطيكم شيئا من الحاجيات بالدين لأنني اعرف انكم لن تسددوا ما بذمتكم.
- مستر كوزاك (قلت) لقد أسأت فهمي، فأنا لم اتكلم عن قليل من الحاجيات، بل أتحدث عن كل هؤلاء الوثنيين من حولك في الصين، وانت تجوع، وتموت .
- هذه ليست الصين،(قال مستر كوزاك)يجب عليك ان تخرج وتكد من اجل العيش في هذه البلاد،كل شخص يعمل في امريكا.
-مستر كوزاك (قلت) افترض ان رغيفا من الخبز الفرنسي وباونا من الجبنة كل ماتحتاجه لأنقاذ حياتك في هذا العالم، هل تتردد في سؤال الأرساليات المسيحية حول تلك الأشياء؟
- نعم سأتردد، سوف اخجل من طلب ذلك.
- حتى ولو رغيفين من الخبز وباونين من الجبنة؟
- حتى ولو كان كذلك.
- لاتكن هكذا مستر كوزاك (قلت) انه قول انهزامي، وانت تعرف ذلك،لماذا؟لأن أول مايحصل لك هو الموت،ستموت هناك بعيدا في الصين يا مستر كوزاك.
- لايهمني لو حصل ذلك.(قال مستر كوزاك) أنت ووالدك يجب ان تدفعا من اجل الجبنة والخبز، لماذا لايخرج والدك للحصول على عمل؟
- مستر كوزاك (قلت) على كل، كيف حالك؟
- جيد ياجوني (قال مستر كوزاك) كيف حالك أنت؟
- ربما سيتحسن (قلت) وكيف حال الأولاد؟
- جيد (قال مستر كوزاك) ستيبان بدأ المشي الآن.
- عظيم، كيف حال أنجيلا؟
- أنجيلا بدأت تغني (قال مستر كوزاك) كيف حال جدتك؟
- تشعر انها جيدة (قلت) لقد بدأت تغني أيضا،تقول انها ستصبح نجمة الأوبرا بدلا من الملكة. كيف هي مارتا، زوجتك، مستر كوزاك؟
- أوه، تسمن أكثر (قال مستر كوزاك)
- لا أقدر وصف فرحي وأنا أسمع ان الجميع في بيتك بخير (قلت) أعرف ان ستيبان سيكون رجلا عظيما يوما ما.
- أرجو ذلك (قال مستر كوزاك) سوف أقوم بأرساله فورا الى المدرسة العليا لكي ينال حظا ً لم أنل مثله، لا أريد له ان يفتح مخزنا .
- ثقتي عظيمة في استيبان (قلت)
- مالذي تريده ياجوني؟ (قال مستر كوزاك) وكم لديك من النقود؟
- مستر كوزاك (قلت) أنت تعلم انني لم أتي هنا كي أتسوق،تعلم انني استمتع بعض الأحيان بمناقشة فلسفية هادئة بيننا.أعطني رغيفا من الخبز الفرنسي وباون جبنة.
- يجب ان تدفع نقدا ً ياجوني.
- و أيستر، (قلت) كيف حال ابنتك الجميلة أيستر؟
- أنها في أحسن حال (قال مستر كوزاك) ولكن عليك ان تدفع نقدا ً ياجوني.أنت ووالدك أردأ مواطنين في عموم هذا القطر.
- أنا مسرور لأن ايستر في حالة حسنة يامستر كوزاك،(قلت) جاسبر ماكروجر زارنا في البيت، انه ممثل عظيم.
- لم أسمع به من قبل (أجابني مستر كوزاك)
- وقنينة بيرة من أجل مستر ماكروجر (قلت)
- لاأقدر ان أعطيك قنينة من البيرة (قال مستر كوزاك)
- تقدر بالتأكيد، (قلت)
- لا أقدر (قال مستر كوزاك) سأدعك تأخذ رغيفا من الخبز البائت مع باون جبنة،
هذا كل شيء،أي نوع من العمل يشتغل والدك يا جوني؟
- ابي يكتب الشعر يامستر كوزاك،(قلت) هذا العمل الوحيد الذي يعمله، انه واحد من أعظم كتاب القصائد في العالم،
- متى سيحصل على بعض النقود؟ (سأل مستر كوزاك)
- سوف لن يحصل على أية نقود،(قلت) لاتستطيع الحصول على الكيك ثم تأكله بسهولة.
- لاأحب هذا النوع من العمل (قال مستر كوزاك) لم لايعمل والدك كما يعمل بقية الناس ياجوني؟
- أنه يبذل جهدا أكثر من الآخرين،(قلت) أبي يعمل ضعف ما يبذله الفرد العادي من جهد.
- حسن، أنت مدين لي بخمسة وأربعين سنتا ً الآن، ياجوني (قال مستر كوزاك) سأسمح لك بأخذ بعض المواد هذه المرة، ولكن لن يحصل ذلك ثانية.
- قل لأيستر انني أحبها (قلت)
- سأخبرها (قال مستر كوزاك)
- وداعا مستر كوزاك (قلت)
- وداعا ياجوني (قال)
عدوت راجعا الى البيت مع رغيف الخبز الفرنسي وباون الجبنة، كان أبي ومستر كروجر في أنتظاري عند ناصية الشارع،ليريا هل سأعود مع الطعام، قطعا مسافة بنايتين من الشارع لكي يتأكدا من أن ماأحمله طعاما ،لوحا بايديهما نحو البيت حيث كانت جدتي تنتظر هي الأخرى،فأسرعت الى الداخل بغية أعداد المائدة،
- أعرف أنك تفعلها (قال أبي)
- انا أيضا (قال مستر كروجر)
- قال اننا يجب ان ندفع له خمسة وخمسين،(قلت) قال انه لن يقرضنا أي شيء في المرات القادمة.
- هذا بأعتقاده هو،(قال أبي) عم تحدثتما ياجوني؟
- بداية حدثته عن الجوع البشري والمجاعة في الصين، بعدها عرجت أسأله عن أحوال عائلته.
- كيف حالهم (سأل والدي)
- كلهم بخير (قلت)
بعدها دخلنا جميعا ، وانهينا طعامنا من الخبز وباون الجبنة،فشرب كل منا ثلاثة أرباع
الغالون من الماء،وبعد انتهاء ماتبقى من حواف الرغيف كان مستر ماكروجر يتمطق ويفتش ماحول المطبخ عله يعثر على شيء أخر يصلح للأكل،
- تلك العلبة الخضراء في الأعلى (قال) ماذا بها ياجوني؟
- دعابل (قلت)
- تلك الخزانة الصغيرة هناك، الا شيء يؤكل بداخلها؟
- فتشها بنفسك (أجبته)
- والجرة التي عند الزاوية هناك ياجوني؟
- احتفظ فيها بأفعى غوفير صحراوية (قلت)
- حسن (قال مستر ماكروجر) علي القيام بطبخ هذه الأفعى الصحراية بطريقة رائعة.
- لن أدعك تفعل ذلك (قلت)
- لم لا ياجوني (قال) لم لا بحق الجحيم،ياولدي؟ سمعت ان سكان بورنيو الأصليين يأكلون الأفاعي وجراد الحقل، أتستطيع ان تجمع دزينة من جرادات الحقل من حولك، أتقدر؟
- فقط اربعة (قلت)
- حسن، هرول لجلبهن،ياجوني،(قال مستر ماكروجر)وبعد ان تمتلئ بطوننا، سأعزف (أسقني من عينيك)على البوق من أجل خاطرك،لدي جوع أزلي ياجوني.
- أنا أيضا (قلت) ولكن لايمكنك الذهاب لقتل تلك الأفعى.
كان أبي جالسا ً الى الطاولة وهو ممسك رأسه بين يديه، يحلم.وخطت جدتي تجول في البيت، وقد أخذت تطلق لحنا من بوسيني،ففكرت ان صوتها قد اخترق الشارع، وهي تزأر بالأيطالية .
- ماذا بشأن قليل من الموسيقى؟ (تساءل أبي) أعتقد ان ذلك سيبهج الصبي.
- بالتأكيد ياسيد ماكروجر (قلت)
- حسن ياجوني (قال مستر ماكروجر)
لذا فقد نهض وراح ينفخ في بوقه، مطلقا أعلى صوت ممكن ان يطلقه المرء من بوقه الذي كان يسمع لمسافة عدة أميال، مهيجا ًالمشاعر في النفوس. ثمانية عشر جارا ً تجمعوا أمام بيتنا، مصفقين له بعد الفراغ من أداء عزفه المنفرد،بعدها قاد أبي مستر ماكروجر الى الشرفة قائلا ً : أصدقائي وجيراني الطيبين، أود ان اقدم لكم مستر ماكروجر،أعظم ممثل شيكسبيري في زماننا. الأصدقاء والجيران الطيبون لم ينبسوا ببنت شفة، وتكلم مستر ماكروجر :أتذكر ظهوري لأول مرة على المسرح في لندن عام 1867 كما لو انه قد حدث أمس،واستمر يروي ذكرياته عن عمله المسرحي،قال راف آبلي الذي يشتغل نجاراً: ماذا بشأن المزيد من الموسيقى مستر ماكروجر.؟ فقال مستر ماكروجر: هل لديك بيضة في بيتك ؟
- بالتأكيد (أجاب راف) لدينا دزينة من البيض في البيت.
- هل بأمكانك الذهاب الى البيت وجلب بيضة واحدة من تلك الدزينة (قال مستر ماكروجر) وعند عودتك أعزف لك أغنية سينبض لها قلبك غبطة ولوعة.
- ذاهب في الحال (قال راف) وأسرع الى بيته ليحضر البيضة.
وسأل مستر ماكروجر توم بيكر أن كان في حوزته شيئ من الصوصج في منزله،
فأجابه نعم،حينئذ سأله مستر ماكروجر ان كان مناسبا ً له الذهاب لجلب بعض الصوصج من منزله،وحال عودته سيؤدي له لحن اغنية على بوقه ستغير مجرى تأريخ حياته. فأسرع توم بالمغادرة لأجل الصوصج، بعد ذاك قام مستر ماكدونالد بسؤال كل واحد من الجيران والأصدقاء الثماني عشر الطيبين ان كان يملك شيئا صغيرا من لطيف المأكل في منزله، فأجابوا كلهم بالموافقة، وهرعوا جميعا لأحضار كل شيء صغير، لطيف المأكل من بيوتهم. حيث سيقوم المستر ماكروجر بأداء أغنية مدهشة، وماأن عاد كل الجيران والأصدقاء الطيبين من بيوتهم،بصحبة كل ماهو صغير ولطيف مأكله، شرع مستر ماكروجر برفع البوق الى شفتيه بادئا ً بعزف أغنية (قلبي ليس هنا، قلبي في الجبال)، فأبكى كل واحد من الجيران والأصدقاء الطيبين،حتى قفلوا جميعا عائدين الى بيوتهم ، حمل مستر ماكروجر كل الأشياء الحلوة الى المطبخ، فأكل كل فرد في العائلة وشربنا وابتهجنا ،بيض وصوصج ، بضعة رؤوس من البصل الأخضر،مع نوعين من الجبنة،زبدة ورغيفين مختلفين من الخبز،بطاطس مسلوقة، طماطم طازجة،بطيخ
وشاي،وعدة أشياء صالحة للأكل،فأكلنا حتى أنتفخت بطوننا، مستر ماكروجر قال :
- سيدي، أحسب أن لن يضيرك بقائي في بيتك لعدة أيام.أجابه أبي :ان بيتي هو بيتك
ياسيدي. فمكث مستر ماكروجر عندنا سبعة عشر يوما وسبع عشرة ليلة،وبعد ظهيرة
اليوم الثامن عشر، جاءنا رجل يسكن بيت معارفه القدامى، قال: أبحث عن جاسبر ماكروجر، الممثل. فبادره أبي : ماذا تريد؟
- أنا من بيت مواطنيه القدامى (قال الرجل الشاب) واريد ان أعيد جاسبر ماكروجر الى مكاننا، لأننا نستعد لعرضنا السنوي بعد اسبوعين، ونحتاج لممثل.
نهض مستر ماكروجر من الأرض حيث كان مضطجعا،ما أن سمع ذلك، قاطعا سلسلة أحلامه، ثم انطلق بعيدا بصحبة الشاب.
عند ظهيرة اليوم التالي، وبعد ان أستبد به الجوع، قال أبي : جوني، أنزل الى دكان مستركوزاك،واجلب لنا شيئا صغيرا ً لنأكله. انا أعرف انك ستفعل، جوني، أي شيء
تتمكن الحصول عليه.
- مستر كوزاك يريد الخمسة والخمسين سنتا ً (قلت) لايريد ان يعطينا أي شيء بلا نقود.
- اذهب الى هناك ياجوني،(قال أبي) تعرف انك تستطيع دفع ذلك السلوفاكي الطيب لأعطائك شيئا ً قليلا ً للأكل.
لذا أنحدرت صوب محل المستر كوزاك، متخذا ً من المشكلة الصينية ذريعة حينما دخلت،فنجحت في الحصول على صندوق من حبوب أطعام الطيور،ونصف علبة من شراب القيقب السكري،جلبتها معي،(فقال أبي) ستشكل هذه النوعية خطرا لذيذا على الجدة العجوز،انا متأكد كل التأكيد أننا سنستمع اليها عند الصباح وهي تغني مثل عصفور الكناري (وقال) كيف بحق الجحيم سأتمكن من كتابة قصيدة عظيمة وغذائي فقط من حبوب الطيور.

الولايات المتحدة الأمريكية
Ziam50@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف