مسرح إيلاف

علي طالب: المسرح العراقي أكثر المسارح العربية تألقاً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حاورته منى كريم: سبق وأن تكلمنا في صفحات إيلاف عن تجربة فرقة مردوخ المسرحية، وهي فرقة مسرحية عراقية تعتمد على الرقص الحديث والمسرح الصامت أسسها المخرج العراقي الشاب علي طالب مع عشرات من الراقصين العراقيين والموسيقيين منهم الموسيقي حسين طالب الذي يملك عدة أعمال موسيقية متداولة.
المثير في هذه الفرقة أنها تنافي فكرة دوستوفسكي فتؤمن بوحدة الإنسان، وتحاول التعبير عنه بالموسيقى بالجسد بالإضاءة و الديكور، أي تستخدم أدوات الشكل والمضمون سوية. كان باعتقادي أن هذا الفن الذي تقدمه فرقة مردوخ هو فن عصي على التلقي في مجتمعاتنا، فللرمز مساحة شاسعة في أعمال هذه الفرقة، لكنني فوجئت بما هو مغاير حيث استطاعت فطرة الإنسان البسيط قبل المثقف أن تتلقى أعمالهم بحفاوة وترى أنها تمثل الألم والحُرقة الإنسانية.. هنا حوار مع علي طالب المخرج الذي خلق من مردوخ إلهاً و مسرحاً مجنوناً.
*فرقة مردوخ مجموعة مسرحية تعتمد على آلية المسرح الصامت و الجسد الراقص كلغة لها، بينما تنطلق من واقعها العراقي المرير، ألم تسبب لكم هذه اللغة إشكالية مع المتلقي الذي يعتقد أن المسرح مجرد كوميديا؟

على العكس فقد تفاجئنا كثيرا بردود أفعال المشاهدين عندما عرضنا أول عمل مسرحي لنا وكانت مسرحية تتحدث عن الصراع الأزلي بين الخير والشر بصراحة كان تفاعل الجمهور غير طبيعي فقد صفق الحاضرون طوال عرض المسرحية حتى أن بعض النقاد والمثقفين قالوا أن التصفيق الحار لم ينقطع لحظة واحدة.و المتلقي العراقي والمثقف وحتى الرجل الأمي قد استمتع بجماليات الجسد وهو يتكلم بلغة تسمو إلى السماء .

*باعتقادكم هل بالإمكان أن نطلق على المسرح العربي والعراقي خاصة باختلاف اتجاهاته أنه مسرح نخبة، أي يقتصر على الفئات المثقفة فقط؟

من الممكن أن لا يكون مسرح نخبة لو عرضت بعض المسرحيات التي لا تعتمد على الخطابة وتعتمد على ما هو جديد وفق رؤى مسرحية معاصرة قد يبدأ المشاهد والمتلقي العراقي بتذوق المسرح الجاد وعلى المخرجين العراقيين أن يعطوا التجربة المسرحية الجديدة حقها لكن بأسلوب عراقي وروحية عراقية بحتة تستطيع أن تتفق مع ما هو متطور في الرؤى المسرحية المعاصرة.

*بما أنكم انطلقتم من العراق أين وجدتم الترحيب الحقيقي لتجربتكم : العراق، الدول العربية أم أوروبا؟

بصراحة الترحيب كان في كل مكان لقد وجدنا ترحيباً حقيقياً مع أول تجربة لنا في القاهرة في مهرجان المسرح التجريبي فقد كان الترحيب لا يصدق وكذلك في أوربا وجدنا نفس الإقبال اعتقد لأن لغة الجسد لغة يعرفها العالم ولأنها لغة تسمو بجميع أنواع الفنون وكذلك الأسلوب الذي نتخذه في عروضنا المسرحية التي تعتمد على آليات الممثل وخليط كبير بين اليوغا والاكروبتك والمهارات الجسدية الأخرى. الحقيقة نحن نبني مدرسة جديدة بأسلوبها الذي يعتمده الممثل الراقص فسمينا هذه التجربة بالتمثيل الدرامي الحديث أي الممثل الجوكر الذي يعتمد على أدائه التمثيلي العالي وسيكولوجيا المسرح وكذلك مهارة الجسد الذي يتطهر عندما يعتلي خشبة المسرح ويرتدي جسد الشخصية المراد تمثيلها.*توازياً مع الحركة الثقافية التي بدأت تنشط في العراق، هل يستعيد المسرح العراقي عافيته قريباً؟
المسرح العراقي مسرح نشط وهو من أكثر مسارح الوطن العربي تألقا بالرغم من ظروف البلد الصعبة إلا انه مسرح متجدد ومعطاء لكن كما يعرف العالم الفنان يحتاج إلى السلام وإله السلام غادر بلادنا دون رجعة ونحن بانتظار عودته كي تعود البسمة إلى عيون المثقفين التي أدمتها تراب الحروب.

*حدثنا عن الخليط الكوني للثقافات المستخدمة في عروضكم، كيف تستخدمون الرقصات العالمية المختلفة وما هو الدافع لذلك؟
نحن نحاول أن نثبت للعالم بأننا قادرون على مواصلة ومواكبة الحركة الثقافية وان حوصرنا لسنين طويلة وأنا وبكل صراحة افتخر بكوني عراقي وقد كبلت يدي وجسدي إلا أن عقلي لازال قادرا على الإبداع والمضي في فضاءات الخيال هذا هو التحدي أن تصنع من ركام الحروب تمثالاً وديكوراتٍ ومن ركام النيران ماكياجاً للوجوه ومن الجسد المتصدع بآلام الحروب ترنيمة وأوبرا تنطق بأخاديد الجسد المرسومة على ظهورنا.

http://mona0.jeeran.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف