قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من عمّان:ضمن منشورات أمانة عمان الكبرى، صدر حديثاً للفنانة المسرحية الأردنية مجد القصص كتاب بعنوان "مدخل إلى المصطلحات والمذاهب المسرحية" في مائتي صفحة من القطع المتوسط. وتعد مؤلفة الكتاب من الممثلات البارزات في المسرح الأردني، وهي تتميز بثقافتها المسرحية الرفيعة، واهتمامها الجاد بقضايا التجريب والابتكار، وعزوفها عن الأنماط التقليدية في المسرح، وابتعادها عن الدراما التلفزيونية. وقادها هذا الاهتمام إلى الإخراج المسرحي، أولاً، فقدمت عدداً من التجارب الإخراجية المهمة، مثل: الملوك يدخلون القرية، ومكبث، وظلال، وقبو البصل، ولير صوفياً. وإلى الكتابة والبحث والنقد، ثانياً، بعد حصولها على الماجستير في (فيزيائية الجسد في المسرح) من لندن.
تقول مجد القصص في مقدمة كتابها "كان غياب الكتابة المتخصصة عن المسرح، وسعي البعض للترويج لمفاهيم ومصطلحات غير ناضجة- هذا إذا لم تكن مغلوطة تماما، في بعض الأحيان- هو دافعي الحقيقي للكتابة عن الدراما المسرحية، حيث لاحظت، وعلى مدى الثلاثين عاما، التي عملت فيها كممثلة ومخرجة مسرحية في الساحة الفنية الأردنية، نقصا وتقصيرا كبيرين في هذا المجال. وأنا متأكدة بأن الأسباب وراء هذه الأمور لم تكن عدم توفر الأشخاص الملمين بالعلوم المسرحية، أو بالقدرة على الترجمة الصحيحة؛ بقدر ما كان عجزا لمشاركة الجمهور بمعرفتهم، حتى يستطيعوا أن يتواصلوا معنا كمسرحيين، وبالتالي توفير مناخ ملائم لمحاولة الارتقاء بالذائقة العامة؛ وهكذا بدأت مقالاتي محاولة لسد الفراغ القائم، وجسر الهوة بيننا كمسرحيين، وبين الجمهور".
ييتكون الكتاب من مجموعة بحوث أكاديمية منشورة تلقي الضوء، بشكل مكثف وسريع، على جميع المذاهب والمصطلحات المسرحية، حسب ترتيبها الزمني، ابتداءً من القرن الخامس قبل الميلاد، وانتهاءً إلى المسرح المعاصر، محتوياً على أربعة عشر فصلاً، تناول الأول الكلاسيكية القديمة، متضمناً المسرحية الكلاسيكية، والأقنعة والأزياء في المسرح الإغريقي. ووقف الثاني على المسرح الديني في العصور الوسطى، وعناصر الإنتاج السائدة فيه، وأنواع المسرحيات التي عرفها. وتناول الفصل الثالث المسرح في العصر الإليزابيثي، وأهم كتابه، مع تركيز خاص على شكسبير. واختص الفصل الرابع بـ "الكوميديا دي لارتي"، والخامس بـالمذهب الرومانسي، القديم والحديث منه. وعرض الفصل السادس لمفهوم الميلودراما، أو لعبة النهايات السعيدة، فيما وقف الفصل السابع على المذهبين الطبيعي، والواقعي في المسرح، وأبرز أقطابهما. وتناولت المؤلفة في الفصول اللاحقة: المذهب الرمزي، ثم التعبيري، ثم العبثي، ثم فن المايم، والبانتومايم منذ العصور الوسطى إلى الآن، ثم المونودراما، والمسرح الآسيوي: الهندي، والياباني. وقدمت القصص، في الفصل الأخير، مقاربة لفيزيائية الجسد في المسرح، والمسرح الراقص، ووقفت على تجارب بعض الرواد في هذا المجال، مثل: إيزادورا دنكن، وآنا هالبرن، وبينا باوش. ويُعد هذا الفصل من أهم فصول الكتاب كونه يتناول موضوعاً حديثاً، إلى حد ما، في الثقافة المسرحية العربية، مقارنةً بموضوعات الفصول الأخرى التي يجد القارئ الكثير من المراجع عنها باللغة العربية.