ليلى والمجنون.. الحب المستحيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليلى والمجنون في الشرق أشهر من روميو وجوليت في الغرب
عراقي مجنون وعاشقة لبنانية
صالح حسن فارس من امستردام: استضاف مسرح تروبن "Tropen Theater " في أمستردام العرض الموسيقي الراقص"ليلى والمجنون" المستلهم من حكاية "مجنون ليلى". إنها من أشهر حكايات العالم العربي ، إذ تناقلتها الاوساط الادبية والفنية والشعبية، وما زالت عالقة في الذاكرة، وصلتنا عبر الأجيال كنص شفاهي ومكتوب.
خليلي لا والّله لا أملك الذي قضى الّله في ليلي ولا ما قضي ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشئ غير ليلى ابتلانيا
فيا رب سو الحب بيني وبينها يكون كفافاً لا علي ولا ليا
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا
كثيرون هم الذين قدموا "مجنون ليلى" على المسرح بطرق ورؤى مختلفة، كلاسيكية أو معاصرة. العرض الذي نحن بصدده ينتمي إلى الأساليب الحديثة في تناول القصة. قدّمت مصصمة الحركة الغوريغرافية الهولندية " Truusje Graste" عملها بطريقة جديدة معاصرة ومغايرة. أعتمد العمل على مجموعة من النصوص الشعرية من ثقافات وعصور مختلفة. النص الحكائي الذي ارتكز عليه العمل كان ترجمة انجليزية شعرية لقصيدة الشاعر الفارسي "نظامي" المطولة "ليلى والمجنون". إضافة إلى ذلك كانت هناك قصائد "قيس بن الملوح" العربية، وقصيدة اسبانية للشاعر "جان دا لاكروز" من القرن السادس عشر وهي قصيدة ذات أجواء رومانسية تتحدث عن الليل وما يثيره من أشواق ورغبات، وقصائد للحلاج وجلال الدين الرومي عن "أشواق العشاق".
في هذا العرض الموسيقي الراقص تتجاور أشكال فنية وأساليب مختلفة شرقية وغربية في نسيج واحد. جمع العمل بين نصين، أحدهما لغوي وهو قصائد الشعراء مغناة بأداء أوبرالي وفي المقابل هناك نص غير لغوي حيث سردت الحكاية عبر حركة الجسد التعبيري الراقص. وهكذا تميز العرض بمستويين: مستوى درامي أعتمد على حركة وبلاغة
إلى جانب النص الشعري المغنى، والنص السردي الراقص كان هناك ما يمكن اعتباره نصاً ثالثاً تمثل في الترجمة باللغة الهولندية للحكاية على الشاشة.
مزج مصمم العمل (البريك دانس) - وهو أحد أنواع الرقص الحديث- مع الرقص الشرقي والآلات الموسيقية العربية والغربية، بصحبة راقصين وموسيقين ومغنين أوبراليين من خلفيات ثقافية مختلفة. ولم يعتمد العمل على ضخامة الديكور والمبالغة في التكنلوجيا الحديثة بل أعتمد على طاقات الراقصين الجسدية وطاقات المؤدين الصوتية، وتجري أحداث العمل أمام أعيننا، ليعرض العمل سيرة للحب أو محاولة تعريف الحب العنيف بالرقص الممزوج بالالم والرغبة والامل واليأس.
تناغمت جهود المؤلف الموسيقي "روكوس دي خروت" ومصممة الحركة "تروشيا خراسته" لتضعنا أمام شخصيات معبرة، عبر بلاغة وقدرة الجسد الراقص وبلاغة النص المغنى تكونت لوحة راقصة معبرة ومبهرة في أربع شخصيات، الراقصان في مقدمة المسرح والمطربان في خلفية عمق المسرح، وتحيطهما عائلتا "ليلى والمجنون" هما الفرقة الموسيقة، المايسترو كأنه القاضي أو الحاكم، الذي كان شاهدا على أحداث الحب العنيف، الحب المستحيل واليأس التام. القصة التي قال عنها دليل العرض: "مجنون ليلى في الشرق أشهر من روميو وجوليت في الغرب"
في هذا العمل تألق الفنانان "ناتالي الغول" الاكوادورية من أصل لبناني والعراقي "حيدر التميمي" الذي مثل من قبل في عدة عروض مسرحية شبابية في بلجيكا، منها: مسرحية يونيو سكيبسن، فيفا الدي، السكر الاسمر، الرصيف، سيدتنا الفلامية المقدسة، ومسرحية مدينة السلام.
العرض: ليلى والمجنون
النص والموسيقى: روكس دي خروت
تصميم الحركة والغوريغراف: تروشيا كراسته
الاضاءة: دسريه فان خلدرن
رقص بريك دانس: حيدر التميمي
رقص شرقي: ناتاليا الغول
مايسترو : روبرت فان ستاين
غناء: باسم الخوري، كرستينا كيتر