الشاعرة التي صيّرت الموت عاشقا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف: تعتبر فرقة التجريب المسرحي الايراني واحدة من الفرق المسرحية الناشطة في الوسط الفني في السنوات الاخيرة. قد قدمت الفرقة العديد من الأعمال التي حظيت باهتمام
وتدور أحداث العمل حول شاعرة تقصد قلعة الموت في محاولة منها لقتله والانتقام لجميع أفراد قبيلتها الذين غيّبهم الموت، لكنه تقع في أسره لسنوات طويلة، ثم يقع الموت في غرامها، ومن زواج الموت بالأرض يولد طفل، فيما تنجب الشاعرة طفلا هو ثمرة زواجها بالمطر، وفي نهاية المسرحية تموت جميع الشخصيات باستثناء ابن الشاعرة والمطر.
وما يميز هذا العمل عن أعمال أخرى سبق ان قدمتها الفرقة،هوتقديم حكاية اسطورية باسلوب معاصر اعتمد على عمق الحكاية وارتباطها الوثيق بالمخيال الجمعي، وتقديم صياغة فنية جديدة لثيمات كلاسيكية تبلورت في سياق الجدل القائم بين الخير
والشر والجمال والقبح، كما اهتمت المؤلفة باتخاذ موقف الحياد من الشخصيات السلبية،ومنحها فرصة أكبر للتعبير عن هدفها في الحياة، فلم يظهر الموت على سبيل المثال في هذا العمل على هيئة إمراة عجوز قبيحة المنظر بقدر ما هو عاشق وسيم، يعبّر عن مشاعره الصادقة في بحثه عن الحب، لكنه محكوم في الآن ذاته بمصير خارج عن ارادته، يحول دون تحقيق أمنيته في الاقتران بالشاعرة، فيضطر الى الزواج من الأرض.وقد كان المخرج موفقا في إخفاء شخصية الموت الى نهاية العمل، فالشخصية التي تقدم نفسها باعتبارها رسولة الموت هي في حقيقة الأمر الموت نفسه،، وقد نجح المخرج في نقل دراما
ولابد من الاشارة الى براعة مصمم الديكور ودقته في التوزيع الضوئي والتغيرات البصرية التي ساعدت عنصر الايحاء سواء باجواء الرهبة في المشهد المتعلق بدخول الشاعرة الى قلعة الموت وممراتها ودهاليزها المرعبة، او في المشاهد التي تزامنت مع معرفة الشاعرة باستقرارها على مدى سنوات طويلة محتجزة في القلعة.