مسرح إيلاف

جوليا دومنا لفرقة انانا السورية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة (ا ف ب)- كان جمال الملابس وتناسبها في تسهيل الحركة العنصر الجيد الرئيسي في عرض "جوليا دومنا" لفرقة انانا السورية للرقص المسرحي الحديث الذي بدأ تقديمه الاثنين على المسرح الكبير في دار الاوبرا المصرية على ان يستمر ثلاثة ايام.
ولكن ذلك لم يحل دون ابداء مآخذ على العرض ابرزها حركة الراقصين على المسرح التي افتقدت الى التنسيق الجماعي الى جانب ان الموسيقى الغنائية المستخدمة والتي لم تعط بعدا مسرحيا للرقص الحديث حيث كانت تكفي الكلمات المغناة ان توضح الحركة دون بذل مجهودات كبيرة في التشكيلات التي قدمها الراقصون والتي افتقدت للابتكار. فالحركة تبعت الكلمة ولم تسهم في توليد الفكرة. وتقول الناقدة المسرحية في جريدة "الاخبار" عبلة الرويني "لا شك ان البطل الاساسي في هذا العرض المسرحي الراقص هو الملابس التي عبرت عن البعد التاريخي وخصوصا الملابس الفينيقية والكنعانية القديمة".
واشارت الى جمال التصميمات "التي ساعدت بشكل كبير في تسهيل حركة الراقصين". ولم يتمكن النقاد سوى من مقارنة اداء الفرقة السورية بالفرقة التركية التي قدمت قبل بضعة اشهر عرض "نيران الاناضول" في دار الاوبرا المصرية والتي لقي اداؤها ثناء حيث اعتبر "ادائها الجماعي متميزا وخاصا جدا". فالعرض السوري الذي كان مبهرا في الافتتاحية التي قدمت في معبد "ايلا كا بعل" في مدينة حمص حيث تلتقي الاميرة السورية جوليا دومنا بالقائد الروماني من اصل كنعاني سبتيموس سيفروس الذي تتزوجه في ما بعد. بعد المشهد الافتتاحي في سوريا وانتقاله الى روما ترهل العرض خصوصا في المشاهد الحربية التي خاضتها الجيوش الجرمانية ضد الرومان وفي ما بعد المشاهد التي خاضها سيفروس ضد الجيوش الجرمانية اثر قيام روما باستدعائه لحمايتها.
وجاء مشهد تتويج سيفروس على عرش الامبرطورية الرومانية اثر الانتصار الذي حققه باهتا بما في ذلك المشاهد الراقصة التي قدمتها وفود مصر حيث كان الرقص اقرب الى الرقص الهندي وكذلك الرقصات الكنعانية التي جاءت اقل بكثير من وصف المؤرخ الاغريقي هيروديت لها وهذا ينطبق ايضا على الرقصات اليونانية.
ولم يستطع العرض السوري الذي اخرجه مصمم الرقصات جهاد مفلح ان يصعد الى رؤية جمالية ودرامية في الذروات الدرامية التي تضمنتها المشاهد الراقصة مثل قرار توجه سيفروس لحماية روما فبدلا من بقائه مع زوجته في قلب المسرح خرجا منه.
وينطبق ذلك على مشهد الانتصار وقدوم الوفود المهنئة حيث كان المشهد فقيرا والمسرح خاليا بشكل قتل بهجة الانتصار لدى المشاهد وقد خلا المسرح الا من الملك والملكة والوفد المهنىء وغابت ابهة القوة الرومانية وبذخ بلاطها.
وهذا ايضا ينطبق على مشهد الاطاحة بالملك واغتياله حيث لم تظهر قيمة هذا الاغتيال في حركة الراقصين وطريقة انسحابهم عن المسرح في حين بقيت الجثة ملقاة على مقدمة المسرح بطريقة الغت اهمية الملك وقيمته التي يدور الخط الدرامي حولها خصوصا وان حكم العائلات السورية لروما في اكثر من فترة تاريخية كان له اهمية كبرى في تاريخ روما وبلاد الشام.
وراى ناقد فضل عدم ذكر اسمه ان "مقاطع قصيدة عابرون في كلام عابر للشاعر الفلسطيني محمود درويش التي القيت بصوته بعد مشهد اغتيال سيفروس لم تكن كافية لانقاذ عرض احتاج لتنسيق الخطوة الجماعية للراقصين وربط درامي واستفادة من الذروات الدرامية في جعلها مشاهد مبهرة".
ولكن ذلك لا يلغي جمالية الكورس الغنائية رغم الاعتراض على استخدام كل هذه الغنائيات في مثل هذا النوع من العروض الراقصة الى جانب ان ما قدمته الفرقة بعمرها القصير يعتبر جيدا في سوريا التي تفتقد مثل هذا النوع من الفرق. وعبرت عبلة الرويني عن سعادتها بان " تنضم الحركة المسرحية السورية بفرقة رقص حديثة الى تجارب عربية اخرى مثل فرقة كركلا وفرقة دار الاوبرا المصرية وتجارب المسرحيين التوانسة مثل تجربة رجاء بن عمار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف