الجسد قربان الحرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أمستردام- صالح حسن فارس: كانت الأجساد تقدم كقرابين لإرضاء الآلهة أو لإفتداء البشر، أفلم يفتد بوذا البشر ويُصلب يسوع من أجلهم ويقطع جسد الحسين بن علي في سبيل ذلك؟؟ مسيرة نضال طويلة خاضها البشر من أجل الحرية وتهديم اسوار المعتقلات والسجون، ولكن هل السجون هي قضبان الحديد وزنازين تحت الأرض أم أنها أوسع من ذلك بكثير؟؟
هذه الأسئلة هي محور أعمال الفنانة الهنغارية ( كرستينا شاتيل ) التي تريد إعادة الجسد فنيا ليفتدي حرية البشر، حتى من نفسه!! في عملها المسرحي الراقص ( ُمقعر) تعيد كرستينا هذه الاسئلة إلى الواقع من جديد في عمل يجسده ثلاثة رجال يقبعون خلف القضبان الملتوية على شكل كرتين منفصلتين من الحديد ، في حين ترقص ثلاث نساء يرتدين زيا أزرق شفافا جدا يشي بما تحته في منطقة الصدر .
ترقص النساء على أنغام الموسيقى بشكل حزين وهادئ وكأنهن يمارسن حريتهن الكاملة خارج القضبان ولكنهن في نفس الوقت مرتبطات بهذا الفضاء الكروي الذي يقبع الرجال بداخله، تشبك كل راقصة يديها مع بعضها بشكل مستمر ويتحدد فضاء حركتهن بالموسيقى الثلاثية المعزوفة، والرجال يبقون منفصلين عن النساء.
أعطتنا المخرجة منذ بداية العمل إحساساً طقوسياً عبر توظيفها للموسيقى البلغارية الحزينة وصراخ الجسد الصامت داخل الأقفاص الكروية الحديدية وخارجها.
العمل يعتمد في طبيعة الحال على الحركات الجسدية البديعة ولغة الجسد الراقص، ويتناول ثلاث ثيمات:
ثلاث معزوفات مختلفة، ثلاث نساء، وثلاثة رجال.
بعد مضي بعض الوقت حين تصطدم الكرات مع بعضها يغادر الرجال الكرات وينضمون إلى النساء ،
يرقصون معهن رقصة مثيرة ومدهشة،رقصة الخلاص، يرقصون ويرقصون، ولكن هل تحرروا حقا؟!
هذا السؤال الذي ما زال يرن في ذاكرتي التي استفزها العمل حين مشاهدته ليحيلني إلى الاسطورة القديمة التي تتحدث عن إنفصال الذكورة عن الأنوثة التي كانت مجتمعة في جسد واحد، والتي تستمر في رحلة البحث عن النصف الآخر المفقود!!
المخرجة ومصممة الرقص الهنغارية (كرستينا دي شاتيل)( 1943) ولدت في بودابست، درست الرقص في ألمانيا، وتعيش حالياً في هولندا، في عام 1976 أسست فرقتها (فرقة كرستينا شاتيل الراقصة) التي تتكون من راقصين عالميين محترفين من مختلف البلدان: اليابان، فلندا، ايطاليا،
ملاحظة:
لايمكن اعادة نشر الصور الى بموافقة ايلاف