فرقة للفنون الشعبية تجسد النكبة الفلسطينية وتضيف أملا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من بيسان العمري من رام الله: وقفت نداء قطامش بين جمهور فرقة الفنون الشعبية مبتسمة لدى انتهاء زوجها وابنها من أداء رقصة تراثية جمعت بينهما على المسرح لاول مرة مساء الخميس في عرض الفرقة (ذكرى وذاكرة) لاحياء النكبة الفلسطينية. يشارك زوجها خالد (43 عاما) في عروض الفرقة الراقصة والغنائية منذ أكثر من عشرين عاما وتعيده ذكرى النكبة الى ذاكرة تحفل بقصص عن قرية المالحة في القدس التي هجر منها والداه قبل 58 عاما ليعيش هو وعائلته في البيرة التي تبعد 15 كيلومترا عن مدينة القدس. وقال خالد قطامش مدير أعمال فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية "هدفنا هو التذكير بالخامس عشر من أيار والنكبة لاننا نشعر بأن هذا اليوم قد تناسى في المشروع السياسي الحالي وأصبح يمر كأنه يوم عادي من أيام الشعب الفلسطيني." رسمت رقصات تعبيرية ضمت عشرين راقصا وراقصة لقطات من التهجير عام 1948 قبل أن ينقل العرض الفني الى فقرة أداها أطفال فرقة (براعم الفنون) من دبكات شعبية قدمت بشكل متجدد.
افتتح العرض برقصة ثنائية عرفت باسم (خطاب الروح) وتركت انطباعا مختلفا لدى كل فرد بين الجمهور بتجربة للفرقة بالرقص المعاصر الذي يتطرق الى تعبيرات جسدية غير اعتيادية.
وقالت كرميلا أرمانيوس (49 عاما) وهي محاضرة في جامعة بيرزيت "الرقص بهذه الطريقة الابداعية يدل على صمودنا وحفاظنا على تراثنا وتطويره ليحافظ على نفس الروح ومن المهم أن نتابع كل أشكال الثقافة كي نستطيع تحمل المصائب التي نمر بها منذ عام 1948 حتى اليوم."
أدى الراقصون فقراتهم المتتالية بالزي التقليدي الفلسطيني الذي يستخدمه الرجال والثوب المطرز بالخيط الاحمر والشالات الملونة على الرأس للفتيات من اللباس الفلسطيني التقليدي الذي تستخدمه الفرقة لكافة عروضها بتصميمات متغيرة لكل عمل فني.
وقدمت رقصة تعبيرية تجسد "الحصار" الذي يفرض ويتجدد على الفلسطينيين منذ النكبة وقد أعيد الان بالمقاطعة المادية الدولية والاسرائيلية المفروضة على المناطق الفلسطينية منذ أن تسلمت حركة المقاومة الاسلامية حماس الحكومة قبل شهرين.
وقال قطامش لرويترز "يوم الخامس عشر من أيار حصل منذ 58 عاما لكننا ما زلنا نعيشه اليوم سواء الوضع الاقتصادي أو وضعنا الحالي والحصار الذي يخنق الشعب الفلسطيني فهذا كله أساسه نكبة عام 1948."
كما عرضت الفرقة باقة من الرقصات المستوحاة من مظاهر النكبة الفلسطينية مثل صناعة الزحافات (القوارب الصغيرة القديمة) التي استخدمت للهجرة عبر البحر الى بيروت بينما مثلت رقصات أخرى رموز المقاومة.
وتضمنت الامسية فقرة عرض خلالها الفيلم الوثائقي الفني (انقاذ عاطفي) للمخرجة الالمانية هيلينا والدمان والذي يروي قصص بعض من راقصي فرقة الفنون وما مروا به خلال انتفاضة الاقصى وقد حاز الفيلم على جائزة خاصة من مهرجان الجزيرة للافلام الوثائقية.
احتفلت فرقة الفنون الشعبية بعيد تأسيسها السابع والعشرين في مارس اذار الماضي بأكثر من سبعين عضوا ساهموا في أعمال الفرقة كراقصين ومغنين وعازفين منذ عام 1979. قد أصبحت الفرقة تضم أجيالا قديمة وجديدة من الفنانين أصغرهم ناي البرغوثي (9 سنوات) التي صعدت على المسرح أمس لاول مرة.
وقالت صفاء البرغوثي والدة ناي "هذا العرض يعيد لكل منا انسانيته بعد أن كل ما من حولنا ظالم وبشع ومؤلم لكن العرض يجعلنا نشعر بأننا بشر ولدينا أطفال يمرحون ويرقصون فيفرحوننا بفرحهم."