مسرح إيلاف

مسرحي لبناني بوجه الطائفية وفلسطيني يستخدم الدمى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


المسرحي رفيق علي احمد يصرخ في وجه الواقع السياسي والطائفي في لبنان

بيروت من ليلى بسام (رويترز): كعادته وحيدا على المسرح لاكثر من ساعة ونصف الساعة يقف الفنان اللبناني رفيق علي احمد ليصرخ في وجه الواقع السياسي والطائفي والاجتماعي في لبنان في مسرحيته الجديدة "جرصة". يتحرك علي احمد في كل زاوية من زوايا المسرح وكأنه فرقة من الممثلين ليروي قصة عائلة لبنانية تعيش في ظل نظام طائفي لا يخلو من المحسوبيات والفساد ضمن قالب من الكوميديا السوداء.
يحول الخشبة التي تحتوي على عناصر قليلة جدا من الديكور الى مسلسل من الحكايات يسرد من خلالها أوهامه واحلامه ومخاوفه وقلقه وفرحه وطفولته وعجزه وهو في سن الخمسين.
يتواصل علي احمد مع جمهوره بشكل لصيق حتى انه ينزل بين مقاعده ويحول تجربته الشخصية الى تجربة كل مشاهد في الصالة.
يروي قصة مواطن يعمل ممثلا تخطى الخمسين عاما واضحى عاطلا عن العمل ما ادى الى احباطه ماديا ومعنويا فقرر ان يصرخ في وجه المجتمع في وجه السياسيين في وجه الناس العاديين الذين يعيشون حياتهم بخوف ومهانة من دون ان ينتفضوا على واقعهم.
ونقطة التواصل بين الممثل وهذا المجتمع دائما هي زوجته التي تبقى حاضرة طوال العرض في نص المسرحية ولكنها لا تظهر ابدا على المسرح.
ويصرخ رفيق علي احمد في وجه كل من يشاهد اطفاله جوعى وعراة دون أن يفعل شيئا وكل من ينام خائفا من الطائفة الاخرى في بلد اعتاد على الانقسام الطائفي وفي وجه الشباب الذي يحملون شهاداتهم بايديهم ويقفون على ابواب الزعماء لتوظيفهم قائلا لهم "اذا انتم لم تهبوا فمن الذي يقوم بذلك."
درزية واطلق على ابنه اسما مسيحيا معظم شخصيات المجتمع ابتداء من امه وابيه مرورا بزوجته واولاده وسائق التاكسي وبائعات الهوى والقواد ونساء القرى ورجالها والشباب والعجزة.
وجذبت المسرحية التي بدأت مساء الخميس وتستمر حتى 25 من فبراير شباط الجاري المشاهدين في مسرح مونو ببيروت الذين صفقوا لها طويلا مذهولين امام جرأة العرض وقدرة رفيق علي احمد في تقمص الشخصيات سريعا وهو الذي خبر المسرح وحيدا في اعمال عدة سابقة ومنها بعد "الحكواتي" مسرحيات "الجرس" و"زواريب" و"قطع وصل".
وقالت سحر جرادي التي تعمل في مصرف "انه يتحدث عن نفسه وانفسنا عن ذاكرته وذاكرتنا وعن واقعنا المضني في ظل ما نعيشه من انقسام وتشرذم. هو صرخ في وجه الكبار والصغار في هذا البلد ليكفوا عن اللعب بمصير هذا الشعب."
وقال رفيق علي احمد وهو نقيب الممثلين في لبنان ان "المجتمع اللبناني ممزق الى فئات دورنا ان نحاول تقريب الاشياء وتوضيحها واعادة اللحمة عبر المسرح."
اضاف لرويترز "لا شك ان هذه المسرحية هي رأي مواطن لبناني حول ما يعانيه من ضغوطات اقتصادية وسياسية واجتماعية ونفسية وصرخة تجاه ما يحصل في هذا البلد من انقسامات ومن معاناة ومن قهر تاريخي للمواطن وحين تكبر المصيبة يضطر الانسان ان يسمي الاشياء بأسمائها."
واردف يقول "اخذت نموذج هذا الممثل اللبناني ووهبته اسمي ولكن هو بالتالي نموذج عن اي مواطن لبناني بمعاناته الحياتية في لبنان. لكن لا احدا يمكن ان يحدد هذه المسرحية الى اي فئة سياسية تتنمي. هذا النص يعني الناس مباشرة وهو بشكل او باخر معني بالوضع السياسي في لبنان لانه يحكي الاشياء ويسميها باشيائها."
وعلى بعد امتار قليلة من المسرح يعتصم مناصرو المعارضة اللبنانية منذ 72 يوما للمطالبة بتمثيل افضل في الحكومة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة وهو ما ترفضه الحكومة برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب.
وتحولت الازمة السياسية الى اشتباكات مسحلة بين مؤيدين لفصائل متنافسة الشهر الماضي مما ادى الى مقتل تسعة اشخاص.
وقال رفيق علي احمد "هذا موقف. ان تعمل مسرحية بهذه الظروف هذا خيار وموقف نحن نريد ان ندافع عن انفسنا بهذه الطريقة وليس بالطريقة الثانية التي يستخدمها السياسيون وهذا هو الحوار الحقيقي."


مخرج فلسطيني يتغلب على نقص الممثلين باستخدام الدمى

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - الحاجة أم الاختراع.. هذا ما قام به المخرج والممثل المسرحي الفلسطيني فرانسوا أبو سالم عندما أستخدم الدمى في مسرحية "جلجامش" التي عرضها مساء الخميس على خشبة مسرح القصبة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة للتعويض عن النقص في عدد الممثلين . وقال أبو سالم اليوم لرويترز "ان عرض مسرحية ملحمة "جلجامش " التاريخية بحاجة الى 25 ممثلا وهو امر متعذر في ظل الازمة التي يواجهها المسرح الفلسطيني وهو ما تم التغلب عليه عبر استخدام الدمى .
وقدم أبو سالم وزميله الممثل المسرحي الفلسطيني عامر خليل ونجله يزن الذي يبلغ عشرة أعوام على مدار ساعة ونصف الساعة عرضا مسرحيا لملحمة "جلجامش" أختلط فيها الماضي بالحاضر.
ويعود تاريخ هذه الملحمة البطولية التي أكتشفت في القرن التاسع عشر الى ما قبل خمسة الاف عام في عهد الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين (العراق) والتي تتضمن العديد من الابعاد المتعلقة بالانسان والالهة والصداقة والنساء وبحث الانسان عن الخلود.
وفي محاولة لاستحضار الماضي عمل أبو سالم الذي أعد هذا العمل المسرحي الذي ترجمه الى العربية الكاتب العراقي فراس السواح بعض الادوات القديمة من كراسي خشبية و أكياس بلاستيكة وجدار من الكرتون و شموع ودمى مصنوعة من أدوات بسيطة من أوراق الصحف وعلب البلاستيك .
ولم تخلو المسرحية من الارتجال و الخروج عن النص في استعراض للمعاناة التي يمر بها المسرح الفلسطيني.
وقال أبو سالم "اردت أن أجعل الجمهور يعيش القصة المكتوبة لحظات حقيقية من خلال الارتجال والمواقف الحقيقية رغم ضعف الامكانيات . وبدا ان الدور الاكبر للفتى يزن الذي أقتصر دوره على بعض الجمل في المسرحية كان متابعة النص المسرحي مع الممثلين بينما كان يجلس وتحيط به الشموع أسفل دمية تمثل أحد ألهة أوروك (قلعة جلجامش ) .
وعرض أبو سالم مسرحية "جلجامش" في فرنسا في عام 2003 بمشاركة 25 ممثلا من جنسيات عربية وأجنبية مع أداء حي للمؤثرات الموسيقية والغناء الا أنه عرضها أمس بثلاثة ممثلين وقال "أريد التاكيد على أن الارادة تصنع المستحيل رغم أن الملاحم التاريخية يمكن أن تقرأ من قبل ممثل واحد الا أننا قدمناها أمس كنص مسرحي وغيرنا فكرة أن الدمى تستخدم فقط في العروض المسرحية للاطفال."
وظهرت الدمى المستخدمة وكأنها تعكس الشخصيات التي تمثلها حيث بدا القائد جلجامش كأنه محارب فيما بدا صديقه أنكيدو الذي تربى مع الحيوانات في الغاب قبل أن تنقله كاهنة الحب للعيش في أوروك وظهرت عشتار ألهة الحب يعكس وجها صورة لامرأة جميلة.
واستخدمت في المسرحية بعض العبارات التي تتحدث عن الجنس وكيف تبدي المرأة مفاتنها وتخلع رداءها لاغواء أنكيدو (أحد أبطال ملحمة جلجامش) قبل أن تنقله الى قلعة أوروك ويصبح صديقا لجلجامش (القائد الذي يعتقد أن ثلثيه اله وثلثه الباقي بشر ويخوضا الحروب معا ليموت أنكيدو ويبدأ جلجامش رحلة البحث عن الحياة.
وقال أبو سالم أنه حاول قدر الامكان تلخيص هذه الملحمة لتقديمها في عرض مسرحي دون الاخلال في بنيتها الاساسية موضحا أن عرض الملحمة بشكل كامل يحتاج الى يوم كامل من العرض.
وشهد العرض المسرحي عدد من الاجانب رغم أنهم لا يعرفون العربية وقالت سهير هنني الالمانية من أصل فلسطيني بينما كانت تجلس الى جانب صديقتيها الفرنسية و السويسرية اللتين لا تتحدثان العربية أنهن استمتعن بالعرض المسرحي رغم أنهن لم يفهمن كل ماقيل فيها.
وأضافت هنني "أردت مشاهدة هذا العرض المسرحي لملحمة طالما سمعت عنها."
وقال مصطفى وهو في الستينات من العمر "ان أهم ما ميز هذه المسرحية أنها اعتمدت على البساطة والصدق في العرض."
فيما قال الشاب طارق أنه مازال يفكر بما تتناولته هذه المسرحية الرائعة من مواضيع وأهمها البحث عن المصير والخلود.
وتشهد الاراضي الفلسطينية مؤخرا محاولات جادة لاعادة الحياة المسرحية اليها من خلال انشاء العديد من المراكز الهادفة الى احياء الحياة الثقافية الفلسطينية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف