مسرحية بلجيكية على مسرح عشتار الفلسطيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ربع الساعة الاسود.. مسرحية بلجيكية عن قصة حب بين مغربي وايطالية
رام الله من علي صوافطة: من خلال وقائع تقترب من النهاية المأساوية لروميو وجولييت يتناول عرض مسرحي لفرقة (المسرح الجماهيري البلجيكي) قصة حب حقيقية دارت وقائعها في بلجيكا بين شاب من عائلة مغربية وفتاة من عائلة ايطالية. وعرضت المسرحية التي تحمل عنوان (ربع الساعة الاسود) يوم الخميس على مسرح عشتار في رام الله بالضفة الغربية المحتلة ضمن أنشطة موسم مسرح المضهدين. ويلقي العرض أضواء على العلاقات الانسانية بين مهاجرين من دول مختلفة يعيشون في بلجيكا ويحملون جنسيتها لكنهم يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم التي تتجسد من خلال قصة حب بين الشاب رشيد وهو مغربي الاصل والفتاة جرتسييلا ذات الاصل الايطالي وكلاهما ولد في بلجيكا.
وتبدأ المسرحية بالتعريف بعائلة رشيد التي تضم أباه وأمه واخته امينة أما عائلة جرتسييلا فتضم أباها وأمها وشقيقها طومي. ويجسد الابوان الدورين معا في العرض الذي لم تشكل لغته الفرنسية عائقا أمام جمهور من طالبات مدرسة راهبات مار يوسف كما زاد من تفاعل المشاهدين مع مشاهد المسرحية التسعة توزيع كتيب باللغة العربية يلخص أحداثها.
وتحاول المسرحية أن تناقش المفاهيم السائدة عن العائلات في الغرب والعلاقة بين البنت واهلها حيث يسأل والد جرتسييلا ابنته من أين أتت بما ترتديه من حلي ويصاب بالجنون عندما يعرف أنها على علاقة حب مع رشيد العربي. ويتشابه هذا الموقف مع والد أمينة فحين يعرف أن ابنته طرف في قصة حب مع شاب بلجيكي يعمل على اعلان خطبتها الى شاب يختاره لها دون موافقتها. ويحمل العرض نهاية مأساوية لقصة حب تشبه تلك التي عاشها روميو وجولييت في المسرحية الشهيرة لوليام شكسبير. وتختلف مسرحية (ربع الساعة الاسود) في أن العاشق رشيد قتل لكن محبوته لم تنتحر بل انتحر شقيقها الذي اطلق النار على صديقه رشيد انتقاما منه لاصراره على الاستمرار في حب اخته. وقالت مخرجة المسرحية البلجيكية سيلودين ايرتس لرويترز "ما قدمناه اليوم تفاصيل قصة حب حقيقية شهدتها بلجيكا عام 2000 وكانت نهايتها مأساوية. هي قصة تحدث دائما وربما لا تكون نهايتها مأساوية مثل هذه القصة التي نعرضها امام الجمهور الفلسطيني في نابلس ورام الله وبيت لحم والقدس لنستمع منهم الى اراء حول معالجة مثل هذه المشاكل التي تقع بسبب اختلاف الثقافات و الاديان."
ورغم التأكيد على ان العائلة المغربية مسلمة في بداية العرض فان المخرجة توضح أن الدين في هذه القصة "لم يكن العائق امام نجاح قصة الحب... مع مرور عشرات السنين على وجود المهاجرين في بلد جديد فان معظم المهاجرين يظلون متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم ويرفضون فكرة ان يدخل غريب بيتهم كما حدث مع الاب الايطالي." وشارك في العرض ممثلون من اصول ايطالية ومغربية وفرنسية لكنهم جميعا يعيشون في بلجيكا وهو ما منح المسرحية مزيدا من الواقعية. وقالت ايرتس "لدينا ممثلون من اصول مغربية وايطالية ربما ليس لديهم نفس القصة لكنهم يعرفون جيدا هذه المشكلات ويتطلعون الى المساهمة في تغيير هذا الواقع." وقال البوبسي سفيان وهو بلجيكي من أصل مغربي وقام بدور رشيد في المسرحية لرويترز "هذه المشكلات تحدث دائما (في المهجر) وربما لا تنتهي بهذه المأساة. حدثت معي عندما أحببت فتاة بلجيكية ورفض أهلها."
وأضاف سفيان بالانجليزية حيث لا يعرف العربية "هذا لا يحدث فقط بسبب اختلاف الدين بل يحدث أيضا بين السود والبيض. بين عرب وأجانب حتى ان كانوا من نفس الدين. نحن هنا نبحث عن الحب ليس بين فتاة وشاب بل بين أفراد العائلة جميعا كأساس لحل المشكلات بين الاسرة الواحدة." وتتواصل أنشطة موسم مسرح المضهدين في الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال الاسابيع المقبلة بمشاركة فرق فلسطينية وأجنبية تحت شعار "بناء الجسور وكسر الحواجز". (رويترز)